كلينتون: أمام الأسد طريقان إما صنع السلام والديمقراطية أو الفوضى

وزيرة الخارجية الأميركية ونظيرها التركي: كل السيناريوهات مطروحة لتوصيل المساعدات الإنسانية للسوريين

كلينتون وأوغلو يتصافحان قبل عقد مؤتمر صحافي بمقر الخارجية الأميركية، في واشنطن، مساء أول من أمس (أ.ف.ب)
TT

أيدت وزيرة الخارجية الأميركية هيلاري كلينتون جهود الجامعة العربية ومبادرة مجموعة «أصدقاء سوريا»، وأعلنت انضمام الولايات المتحدة إلى الاجتماع الأول لهذه المجموعة الذي يعقد في تونس الأسبوع المقبل. وقالت «الولايات المتحدة تدعم بقوة الجهود التي تبذلها الجامعة العربية بالشكل المنصوص عليه في ختام اجتماعهم في القاهرة ونتطلع للانضمام إلى مبادرة الجامعة ومجموعة (أصدقاء سوريا) وسوف نكثف جهودنا الدبلوماسية للضغط على النظام (السوري) لإنهاء حملة العنف وتعزيز عقوباتنا التي تستهدف النظام وجلب المجتمع الدولي إلى إدانة تصرفات نظام الأسد وزيادة تواصلنا مع المعارضة داخل وخارج سوريا».

وحول الرفض السوري لفكرة إرسال قوات حفظ سلام عربية - دولية إلى سوريا حسب القرارات العربية لوقف العنف، قالت كلينتون «هناك كثير من التحديات التي ستتم مناقشتها في الاجتماع في تونس وهي كيفية وضع التوصيات حيز التنفيذ وبالتأكيد فإن إرسال قوات حفظ السلام من شأنه أن يحظى باتفاق وتوافق الآراء، ونحن لا نعلم إذا كان بالإمكان إقناع سوريا بعد أن رفضت بالفعل».

وأوضحت كلينتون أن مجموعة «أصدقاء سوريا» ستحاول في هذا اللقاء المرتقب استكشاف رؤية وأفكار لوضع نهاية لأعمال العنف في سوريا وإقناع نظام الأسد أنه يقود سوريا إلى نهاية وصفتها بأنها «سنأسف لها جميعا». وقالت «نحن لا نريد أن نرى حربا أهلية في سوريا، لا أحد يريد ذلك، وعلينا أن نشجع الأسد والقائمين هناك بأن أمامهم طريقين إما الطريق نحو صنع السلام والتحول الديمقراطي، وهذا ما نسعى إليه، أو طريق يؤدي إلى الفوضى والعنف، ونحن نشجب ذلك». وقالت كلينتون في مؤتمر صحافي مشترك مع نظيرها التركي أحمد داود أوغلو مساء أول من أمس «مما يؤسف له أن النظام قد صعد من أعمال العنف في المدن في جميع أنحاء البلاد باستخدام المدفعية ونيران الدبابات ضد المدنيين الأبرياء ونحن نقف مع الشعب السوري ونبحث عن حل سلمي ووقف العنف وسحب القوات العسكرية من المناطق السكنية والسماح بدخول المراقبين والصحافيين وإطلاق سراح السجناء السياسيين وبدء تحول ديمقراطي حقيقي وحوار جاد مع المعارضة».

وأشارت كلينتون إلى مسار جديد في تعاطي الولايات المتحدة للشأن السوري وهو المساعدات الإنسانية للمدنيين السوريين دون أن تشير إلى إقامة ممرات آمنة للمساعدات، وقالت «إننا نعمل بشكل وثيق مع تركيا وغيرها من الشركاء للتصدي لتزايد المخاوف الإنسانية لمن يعانون، وقد سمعنا نداء الشعب السوري للحصول على مساعدة ونحن ملتزمون بالعمل من أجل السماح بدخول الإمدادات الطبية ومساعدة الجرحى والذين يحتضرون وحالات الطوارئ، ونقوم بزيادة التمويل لمنظمات الهلال الأحمر واللجنة الدولية للصليب الأحمر ونعمل مباشرة مع المنظمات السورية على المستوى الشعبي لمساعدة الأسر التي ليس لديها كهرباء وغذاء وماء نظيف».

وحول إرسال قوات لحفظ السلام في سوريا ومدى استعداد تركيا للمساهمة في إقامة مناطق عازلة أو ملاذات آمنة داخل سوريا، قال وزير الخارجية التركي «علينا أن نفكر في جميع الخيارات والسيناريوهات، وللأسف الوضع في سوريا اليوم ينذر بالخطر ونحن قلقون، وفي اجتماع تونس سنناقش الحل السياسي والدبلوماسي ووصول المساعدات الإنسانية في أقرب وقت ممكن».

وأضاف أوغلو «نأمل ألا نحتاج إلى خطة طوارئ أخرى، ولا توجد سيناريوهات لهذه الخطط، ومرجعنا الرئيسي في التعامل مع الجارة السورية هو الإنسانية والوضع الإنساني، وحماية المدنيين، ولا يمكننا أن نسكت عن هذه المآسي الإنسانية المستمرة، ونأمل ألا تكون هناك حاجة إلى سيناريوهات أخرى لكننا بحاجة للتفكير في حالات الطوارئ أيضا».

وأشار وزير الخارجية التركي إلى أن بلاده تدعم التحولات السياسية في شمال أفريقيا ومطالبة الشعوب بقيم سيادة القانون والحرية والديمقراطية والشفافية والمساءلة، وقال «الشعب السوري يطالب بنفس الشيء، والعام الماضي لم يكن هناك عنف لكننا نشهد اليوم مأساة إنسانية حقيقية». وأوضح أوغلو أن تركيا تبنت استراتيجية من ثلاث مراحل؛ الأولى في الفترة من يناير (كانون الثاني) إلى أغسطس (آب) العام الماضي واعتمدت على المشاركة الثنائية لإقناع النظام السوري بقبول مطالب شعبه، ولم تسفر عن نتيجة، والمرحلة الثانية بالعمل مع جامعة الدول العربية وتأييد كل قراراتها ودعم مبادرة الجامعة في مجلس الأمن الدولي لكنها اصطدمت بالفيتو في الأمم المتحدة»، وقال أوغلو «لا يسعنا سوى الانتظار والترقب وهناك قصف مدفعي مستمر وظلم كبير في حمص وكثير من مدن سوريا، وينبغي أن تكون هناك مبادرة إنسانية جديدة للوصول إلى من يعانون بسبب النقص في الأدوية والمواد الغذائية، وتحدثت مع الأمين العام للأمم المتحدة في مبادرة في مجلس حقوق الإنسان لجعل وصول المساعدات الإنسانية ممكنا، وسيكون اجتماع تونس منبرا دوليا مهما لإظهار التضامن مع الشعب السوري وتوجيه رسالة واضحة للنظام السوري بأنه لا يمكن الاستمرار في السياسات العنيفة».

وأيد أوغلو استئناف المفاوضات مع إيران حول ملفها النووي وإجراء مفاوضات بإرادة سياسية قوية ونية حسنة لتحقيق نتائج، مشيرا إلى أن تركيا لديها مبدآن في التعامل مع القضية الإيرانية، الأول هو أن تركيا ضد وجود أي قوة نووية عسكرية في المنطقة، وتؤيد نزع السلاح النووي في جميع دول العالم. والمبدأ الثاني هو ضرورة عدم وجود قيود على القدرات النووية السلمية أو التكنولوجية». وقال أوغلو «علينا أن نفعل كل ما هو ممكن لتسوية هذه المسألة ونحن على استعداد للتوسط واستضافة المفاوضات والقيام بأي شيء يساهم في حل هذه القضية».