النجيفي يحذر من «نتائج كارثية» في سوريا.. وبغداد ترهن مشاركة دمشق بالقمة العربية بقرار من الجامعة

قيادي في التيار الصدري لـ«الشرق الأوسط»: لم نرسل ولو متطوعا واحدا إلى سوريا

النجيفي
TT

وصف رئيس البرلمان العراقي أسامة النجيفي، أمس، الأزمة في سوريا بـ«الكارثية»، محذرا من أنها تنذر بمواجهات أهلية وتدخل دولي قد يؤدي إلى تقسيم البلاد. وقال النجيفي، في بيان صدر أمس على هامش لقائه وفدا من منظمة التعاون الإسلامي برئاسة مهدي فتح الله مدير عام شؤون التعاون في المنظمة وبحضور سفير المنظمة لدى بغداد حامد التني وتلقت «الشرق الأوسط» نسخة منه، إن «الطرفين استعرضا الأوضاع في سوريا وانعكاساتها الخطرة على المنطقة وعلى العراق بشكل خاص»، معربا عن قلقه حيال الأزمة في سوريا التي وصفها بـ«الكارثية».

وحذر النجيفي من أن «الأوضاع في سوريا تنذر بمواجهات أهلية وتدخل دولي قد يتسبب بتقسيم البلاد».

وفي سياق آخر، ذكر النجيفي أن «العراق جزء مهم وفاعل في المنظومة الإسلامية، كما هو متفاعل معها»، مشيرا إلى أن «مجلس النواب أقر خلال الفترة الأخيرة بعض القوانين الخاصة التي تنظم العلاقة بين العراق والمنظمة، وهو ماض في إصدار الجزء الآخر».

وأضاف النجيفي أن «رئيس الوفد طرح آليات التحضير لعقد مؤتمر جديد يعد استكمالا لمؤتمر مكة الذي رعته المنظمة وتمخض عنه إصدار وثيقة مكة»، لافتا إلى أن «المؤتمر الجديد يتضمن مفاهيم التسامح وقبول الآخر والتعايش السلمي والحوار بين مكونات الشعب الواحد ليصبح العراق نموذجا تحذو حذوه دول المنطقة».

وشدد رئيس مجلس النواب على «أهمية عقد مثل هذا المؤتمر لمعالجة الاختناقات الطائفية والدينية في المنطقة بأسرها».

وكانت الجامعة العربية قررت بعد اجتماع وزراء الخارجية العرب الذي عقد في الثاني عشر من شهر فبراير (شباط) الحالي في العاصمة المصرية القاهرة، دعوة مجلس الأمن إلى إصدار قرار بتشكيل قوة حفظ سلام عربية أممية للمراقبة وإنهاء مهمة المراقبين العرب وتوفير كافة أشكال الدعم السياسي والمادي للمعارضة السورية وقطع الاتصالات الدبلوماسية مع نظام الرئيس بشار الأسد.

وجاء قرار الجامعة العربية بعد أسبوع من فشل مجلس الأمن، في الخامس من فبراير الحالي، في استصدار قرار يدعم مبادرة الجامعة العربية تجاه سوريا والتي تدعو إلى وقف العنف وتنحي الرئيس بشار الأسد وتسليم سلطاته لنائبه، والبدء بتشكيل حكومة تشارك فيها المعارضة، وحال الفيتو الروسي والصيني دون صدور القرار رغم التعديلات التي أدخلت على مشروعه.

وفي سياق متصل، اعتبرت الحكومة العراقية أن مشاركة سوريا في القمة العربية مرهونة بموقف الجامعة العربية. وقال المتحدث باسم الحكومة العراقية علي الدباغ في تصريح صحافي إن «دعوة سوريا لحضور القمة العربية المقرر عقدها في بغداد في الـ29 من شهر مارس (آذار) المقبل، هو من مسؤولية الجامعة العربية»، مبينا أن «جامعة الدول العربية هي من سيقرر مشاركة دمشق من عدمها في القمة».

إلى ذلك، نفى قيادي بارز في التيار الصدري، الذي يتزعمه رجل الدين مقتدى الصدر، تقديم أي شكل من أشكال الدعم والعون للنظام في سوريا. وقال القيادي حاكم الزاملي، ردا على تقارير بإرسال مقاتلين من ميليشيا جيش المهدي الموالية للصدر إلى سوريا للقتال مع قوات الأسد، أن «الأنباء التي كثيرا ما يجري تداولها بشأن إرسال متطوعين أو مقاتلين من جيش المهدي أمر عار عن الصحة تماما ولا أصل له وإنما هي محاولات للإساءة إلى التيار الصدري انطلاقا من مواقفه الواضحة والمعروفة من هذه القضايا». ونفى لـ«الشرق الأوسط» أن يكون «التيار الصدري قد أرسل ولو متطوعا واحدا إلى سوريا للقتال هناك إلى جانب أحد سواء كان النظام أو أية جهة في المعارضة».

وأشار الزاملي إلى أن «علينا الاعتراف بأن هناك مداخلات كثيرة في الوضع السوري وأن هناك مدا سلفيا تكفيريا يحاول الوصول إلى السلطة وقلب المعادلة السياسية في المنطقة وأن سوريا بلد محاذ للعراق والوضع فيه يؤثر كثيرا على ما يجري في العراق لكن أؤكد ثانية أننا لم نرسل ولم ندعم إرسال أي متطوع إلى سوريا على الإطلاق».