إيران: انتشار كثيف للشرطة وسط دعوات للتظاهر

حاملة طائرات أميركية تعبر مضيق هرمز بالقرب من الشواطئ الإيرانية

طائرة مروحية من حاملة الطائرات الأميركية «يو إس إس لينكولن» تحلق فوق سفينة إيرانية في مضيق هرمز أمس (رويترز)
TT

وسط دعوات من المعارضة الإيرانية للتظاهر في الذكرى السنوية الأولى لوضع زعيمي المعارضة مهدي كروبي ومير حسين موسوي قيد الإقامة الجبرية، انتشرت عناصر من الشرطة وقوات الأمن بعد ظهر أمس في بعض الأماكن بوسط طهران، فيما وجهت دعوات إلى التظاهر على مواقع للمعارضة على شبكة الإنترنت، كما ذكر شهود. وقد تمركزت قوات من الشرطة في حافلات، فيما تجوب قوات أخرى وسط العاصمة على دراجات نارية. ولم تسمح السلطات للصحافة الأجنبية، لا سيما وكالة الصحافة الفرنسية، بنقل وقائع مظاهرات محتملة والتحقق من هذه المعلومات. ويأتي انتشار هؤلاء العناصر بعد توجيه دعوة إلى التظاهر على مواقع متصلة بـ«الحركة الخضراء» (معارضة).

وفي 14 فبراير (شباط) 2011، شارك في مظاهرة للمعارضة آلاف الأشخاص الذين كانوا يحتجون على إعادة انتخاب الرئيس محمود أحمدي نجاد المثيرة للخلاف في 2009. وقد وضع زعيما المعارضة مير حسين موسوي ومهدي كروبي اللذان وجها دعوة لتنظيم هذه المظاهرة دعما للثورات في العالم العربي، قيد الإقامة الجبرية ولا يستطيعان الاتصال بالعالم الخارجي منذ سنة. ودعت كاثرين آشتون وزيرة الخارجية الأوروبية الثلاثاء إلى الإفراج عنهما. ووصف محافظ طهران مرتضى تمدن الأسبوع الماضي هذه الدعوة إلى التظاهر بأنها «عمل دعائي للمعارضة المعادية للثورة»، كما ذكر نادي الصحافيين الشبان المتصل بالتلفزيون الرسمي. وأضاف: «نحن على أتم الاستعداد ولدينا كل التجهيزات الضرورية لمواجهة أحداث مماثلة». وقال المدعي العام الإيراني غلام حسين محسني إيجئي: «من الواضح أن الشرطة والقوات الأمنية في حالة تأهب وستكون هناك بالتأكيد مواجهة حاسمة». وقد نافس كل من موسوي وهو رئيس وزراء سابق، وكروبى وهو رئيس برلمان سابق، الرئيس الإيراني محمود أحمدي نجاد في الانتخابات الرئاسية التي أجريت عام 2009 التي شابتها مزاعم تزوير.

وقد احتشد أنصارهما في الشوارع للاحتجاج على نتائج الانتخابات. وجرى اعتقال الآلاف وما زال أكثر من مائة شخص؛ من بينهم مسؤولون إصلاحيون سابقون، قيد الاحتجاز. وتأتي المظاهرات التي تنسقها «الحركة الخضراء» في طهران للاحتفال بذكرى مرور عام على وضع زعيمي المعارضة مير حسين موسوي ومهدي كروبي قيد الإقامة الجبرية. وقد حذرت السلطات المواطنين وطلبت منهم الابتعاد عن المظاهرات؛ حيث قال مكتب حاكم طهران إنه سوف يتم استخدام جميع الوسائل الضرورية لمنع مثل هذه التجمعات.

وقال موقع «كلمة سابز» (الكلمة الخضراء) إن قوات الأمن الإيرانية هددت باعتقال بنتي مير حسين موسوي، أحد قادة المعارضة الذي يعيش رهن الإقامة الجبرية منذ عام تقريبا في منزله بالعاصمة طهران. ونقل عن الموقع، التابع لموسوي، قوله إن قوات الأمن قالت لبنتي موسوي إنها «سوف تقبض عليهما وتودعهما إما في السجن أو في مكان لن يعرفه أحد». وقالت التقارير إن البنتين التقتا أسر بعض السجناء السياسيين قبل الاحتفال بالذكرى السنوية الأولى لوضع موسوي رهن الإقامة الجبرية. ولم يصدر أي تعليق من السلطات الإيرانية. من ناحيتها، قالت منظمة العفو الدولية في بيان رسمي الاثنين إن السلطات الإيرانية تشن بالفعل حملة قمع ضد المتظاهرين المعارضين وتمنع خدمات البريد الإلكتروني مؤقتا. وحسب البيان، فإن الحملة جاءت بعد دعوة «مجلس التنسيق لطريق الأمل الأخضر» المعروف باسم «الحركة الخضراء» المعارضة للنظام في إيران الإيرانيين إلى مسيرات صامتة. وكانت السلطات الإيرانية قد اعتقلت العشرات خلال مظاهرات العام الماضي التي قتل فيها اثنان وأصيب العشرات. وقالت منظمة العفو إن هناك قلقا حقيقيا من احتمال أن تلجأ قوات الأمن الإيرانية مجددا إلى استخدام القوة المفرطة لقمع المظاهرات في أنحاء البلاد.

إلى ذلك، عبرت حاملة الطائرات الأميركية «أبراهام لينكولن» أمس مضيق هرمز قرب السواحل الإيرانية وذلك للمرة الثانية خلال أسابيع. وقال قائد عسكري على متن حاملة الطائرات إنها رحلة روتينية وليست لها علاقة بالتوتر مع إيران. وقال الأميرال تروي شوميكر قائد «مجموعة الهجوم التاسعة»: «هدفنا هو أن نبقي الأمور في إطار الحرفية وإطار الأوضاع العادية، والأمر يسير على هذا النحو حتى الآن». وكان مسؤولون إيرانيون هددوا بإغلاق مضيق هرمز الذي تمر من خلاله 20 في المائة من صادرات النفط العالمية إذا منعتها العقوبات التي يفرضها عليها الغرب بسبب برنامجها النووي من تصدير نفطها. وفرض الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة حظرا على واردات النفط الإيراني. وسخرت إيران من الخطط الرامية لحظر شراء صادراتها النفطية قائلة إن آسيا مستعدة لشراء ما ترفضه أوروبا. وتنفي إيران الشكوك الدولية بأنها تحاول إنتاج قنابل نووية خلف ستار برنامج مدني للطاقة النووية.