استبعدت مصادر في الأمم المتحدة بالقاهرة، أمس، وجود دوافع سياسية وراء مقتل مستشارة متعاونة معها في مصر، ورجحت أن يكون سبب مقتلها بالرصاص في ضاحية قرب العاصمة المصرية يوم الأحد الماضي، محاولة فاشلة لسرقة سيارتها ضمن حالة الانفلات الأمني التي تمر بها البلاد منذ الإطاحة بحكم الرئيس السابق حسني مبارك العام الماضي، في وقت أشارت فيه مصادر أمنية مصرية إلى أن التحقيقات في واقعة مقتل مستشارة الأمم المتحدة التي تعمل في معمل للمختبرات الطبية، ما زالت جارية. ووفقا لروايات لشهود عيان وتحريات الشرطة المصرية، فقد حاول مجهولون في سيارة إجبار المستشارة المصرية نرمين خليل على التوقف بسيارتها في ضاحية المهندسين، أثناء توجهها إلى مقر عملها. ومن بين الروايات التي تحقق فيها الشرطة أن رجلين كانا يستقلان سيارة أوقفا سيارة المستشارة خليل، وترجلا ناحيتها وأطلقا الرصاص عليها وفرا بسيارتهما من موقع الحادث. وقال أقارب لها إنه لم تكن لها خصومة أو عداء مع أحد.
وأعرب المكتب الإعلامي للأمم المتحدة بمصر عن صدمته وحزنه إزاء الوفاة «المفجعة» لنرمين خليل، المستشارة بهيئة الأمم المتحدة للمرأة، إثر إطلاق النار عليها صباح الأحد الماضي في ضاحية المهندسين بالقاهرة. ونقلت وكالة الأنباء المصرية الرسمية أمس عن خولة مطر، مديرة المكتب بالقاهرة، قولها إن «هيئة الأمم المتحدة للمرأة كانت تستعين بنرمين خليل أثناء عقد الدورات التدريبية في مجال التنمية البشرية؛ الذي كان مجال تخصصها». وأضافت مطر بخصوص ملابسات الحادث، موضحة: «كل ما ورد إلينا من أخبار عن عملية اغتيالها أنها كانت في طريقها إلى العمل صباحا، وهي تعمل في أحد المختبرات بالمهندسين، وكانت في أحد الشوارع الرئيسية المزدحمة عادة في ساعات الذروة الصباحية وتعرضت لإطلاق نار.. كل ما نعرفه هو أن إطلاق النار قد يكون محاولة لسرقة سيارتها».
وأشارت مطر إلى أن الشهود قالوا «إن شخصين ترجلا من سيارتهما وأطلقا الرصاص على نرمين خليل، وإن هدفهما على ما يبدو كان سرقة سيارتها.. إلا أنهما فرا بعد إصابتها بالرصاص». ونفت مطر ما تردد على مواقع التواصل الاجتماعي عن أن نرمين خليل كانت تعمل مع هيئة الأمم المتحدة للمرأة في قضية كشف العذرية، وهي قضية يتهم فيها نشطاء مصريون أطرافا أمنية بمحاولة الكشف عن عذرية فتيات متهمات ترجع وقائعها للعام الماضي، وما زال التحقيق فيها جاريا. وقالت مطر إن «نرمين خليل لم تعمل أبدا في قضية كشف العذرية، لأن هذا ليس مجال تخصصها، وأيضا لأن هيئة الأمم المتحدة للمرأة وكل منظمات الأمم المتحدة العاملة في مصر لم تعمل أبدا في موضوع كشف العذرية، ولم تتدخل في هذه القضية أبدا».
وحول ما تردد عن احتمال أن تكون عملية اغتيال المستشارة خليل مستهدفة، قالت خولة مطر إن عددا من الحوادث الإجرامية وقع في الفترة الأخيرة في مصر مما يبدو غريبا على المجتمع المصري.. «لذا يلجأ الناس إلى عدم تصديقها ويعتبرون أنها تقع على خلفية دوافع متعمدة».
وطالت حوادث جنائية بهدف السطو والسرقة المنتشرة في مصر بعد «ثورة 25 يناير»، بنوكا ومتاجر وسياحا أجانب وشخصيات مصرية معروفة بينهم نواب ورجال أعمال وفنانون. وفاقم هروب مساجين وانتشار السلاح من خطورة مثل هذا النوع من الجرائم، خاصة بعد واقعة اقتحام السجون ومقار أقسام الشرطة أثناء «الثورة» العام الماضي.