اليمن: تواصل المواجهات بين الحوثيين والقبائل

سكرتير هادي: تلقينا ضمانات بإجراء الانتخابات في الجنوب وصعدة > مقتل انفصالي حاول تفجير مقر «اللجنة الانتخابية» في عدن

قبليون مناوئون للحوثيين من صعدة وحرف سفيان يدشنون حفلا ضمن حملتهم لدعم الانتخابات الرئاسية في صنعاء أمس (أ.ف.ب)
TT

تتواصل المواجهات في محافظة حجة بشمال غربي العاصمة صنعاء بين رجال القبائل والمسلحين الحوثيين الذين يحاولون السيطرة على المناطق الحدودية مع المملكة العربية السعودية، وتحدثت مصادر محلية عن قيام الحوثيين بتفجير أحد السجون بالمحافظة، هذا في وقت تتواصل الحملة الانتخابية لمرشح التوافق الوطني، نائب الرئيس، المشير عبد ربه منصور هادي.

وذكرت تقارير أمنية في حجة أن المواجهات بين القبائل والحوثيين أسفرت، أمس، عن مقتل 3 من رجال القبائل وإصابة 4 آخرين في مواجهات شهدتها مديرية كشر التي تتواجد فيها قبائل حجور، وذكرت المعلومات الأمنية أن الحوثيين تكبدوا خسائر كبيرة في الأرواح والمعدات، غير أنهم يتكتمون على عدد ضحاياهم وخسائرهم.

في السياق ذاته، دمر الحوثيون، أمس، سجن مديرية عاهم الحدودية مع المملكة العربية السعودية، وقالت سلطات الأمن في حجة إن الحوثيين قاموا بقصف السجن بالمدفعية الثقيلة ودمروه بالكامل، بعد استهدافه في وقت سابق بعمليات القصف، في المديرية التي استولى عليها الحوثيون بعد مواجهات عنيفة مع رجال القبائل من أبناء المديرية، ويعتقد مراقبون أن جماعة الحوثي تسعى إلى التوسع بعد محافظات صعدة والجوف وعمران، نحو مناطق في محافظة حجة الحدودية وصولا إلى السيطرة على ميناء ميدي على البحر الأحمر.

على صعيد آخر، تتواصل الحملة الانتخابية لمرشح التوافق الوطني، المشير عبد ربه منصور هادي، حيث يجري، يوميا، تدشينها على مستوى المحافظات والمدن، وأمس جرى تدشينها في مسقط رأس هادي، محافظة أبين، التي يسيطر على عاصمتها وعدد من مدنها الرئيسية مسلحو تنظيم القاعدة، وجرى التدشين رغم المخاوف من عدم تمكن المواطنين في المحافظة من التصويت في الانتخابات، بسبب سيطرة المسلحين على المدن، إضافة إلى أسباب أخرى منها نزوح أكثر من 100 مواطن عن ديارهم جراء العمليات العسكرية التي دارت وتدور بين المسلحين وقوات الجيش النظامي في محافظة أبين. وقال يحيى العراسي سكرتير نائب الرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي في اتصال هاتفي مع «الشرق الأوسط» في لندن «نحن نسير نحو الانتخابات الرئاسية بزخم حزبي واجتماعي غير مسبوق في تاريخ اليمن» وحول صعوبة إجراء الانتخابات في بعض مناطق الجنوب بالإضافة إلى محافظة صعدة ذكر العراسي أنهم تلقوا «ضمانات من الحوثيين بأنهم لا يعترضون على مرشح الانتخابات الرئاسية عبد ربه منصور هادي، وأنهم لا يعارضون إجراء الانتخابات» وحول الوضع في الجنوب قال العراسي «التقى النائب اليوم بوفد محافظة عدن الذي ضم عددا من الأكاديميين والإعلاميين ورجال الأعمال والشخصيات الاجتماعية في المحافظة الذين أكدوا مشاركتهم في الانتخابات الرئاسية القادمة».

وفي موضوع آخر أعلنت جماعة «أنصار الشريعة» الإسلامية المتشددة والمقربة من «القاعدة»، أمس، أنها قتلت جنديين في أحدث المواجهات داخل مدينة زنجبار، عاصمة المحافظة التي يسير المسلحون في شوارعها بحرية كاملة.

على الصعيد ذاته، حاول انتحاري، أمس، تفجير مركز انتخابي في «حي كريتر» بقلب مدينة عدن، كبرى مدن جنوب البلاد، غير أنه لم يتمكن من تفجير المركز الانتخابي وقتل في التفجير على الفور، وقال مصدر أمني إن «أجهزة الأمن تعرفت على هوية الانتحاري ويدعى أمير عثمان شيخ اليعري (22 سنة) فجر نفسه في الدائرة الانتخابية 21 بمديرية كريتر بعدن»، مؤكدا «عدم وجود ضحايا غير الانتحاري»، وأن «الأجهزة الأمنية ضبطت 30 شخصا على ذمة التحقيق».

وقالت مصادر أمنية لـ«الشرق الأوسط» إنه وعقب هذا الحادث شرعت السلطات الأمنية اليمنية في تعزيز التواجد الأمني حول المراكز الانتخابية في عدن وغيرها، خشية تكرار الهجمات التي تستهدف العاملين والمشرفين على العملية الانتخابية للانتخابات الرئاسية المبكرة المقررة في الـ21 من الشهر الجاري والتي يفترض أن يصوت فيها اليمنيون لمرشح واحد هو عبد ربه منصور هادي، نائب الرئيس الحالي والقائم بمهام الرئاسة.

وفي صنعاء، التقى رئيس حكومة الوفاق الوطني، محمد سالم باسندوة بشخصيات سياسية واجتماعية من محافظة عدن لمناقشة التطورات الأمنية المتسارعة والأنباء عن سعي «القاعدة» إلى السيطرة على المحافظة، إضافة إلى الاختلال الأمني السائد في المدينة، وحسب مصادر رسمية فإن اللقاء تناول «المحاولات المتكررة لزعزعة الأمن والاستقرار بالمحافظة وسعي بعض الأطراف إلى إثارة الفوضى لإفشال الانتخابات الرئاسية لخلط الأوراق وعرقلة تحقيق الانتقال السلمي للسلطة»، واعتبروا «الانفلات الأمني الذي تشهده مدينة عدن غير مسبوق ومحاولة للنيل من مدنية وحداثة هذه المدينة الحضارية بتوزيع الأسلحة ونشر مظاهر الخوف والسطو على الممتلكات».

وفي سياق التحضيرات الجارية للانتخابات الرئاسية المبكرة، شكل حزب المؤتمر الشعبي العام الذي يتزعمه الرئيس علي عبد الله صالح والأحزاب الحليفة له، من جهة، وأحزاب اللقاء المشترك وشركائها، من جهة ثانية، لجانا وفرقا انتخابية مشتركة على كافة المستويات، وذلك للإشراف والتحضير ودعوة أعضاء تلك الأحزاب والجهات للمشاركة الفاعلة في الانتخابات والتصويت لمرشح التوافق الوطني، وحزب المؤتمر وأحزاب اللقاء المشترك، يمثلان حكومة الوفاق الوطني التي شكلت قبل أكثر من شهرين في ضوء المبادرة الخليجية لحل الأزمة في اليمن، هذا في وقت دشنت اللجنة العليا للانتخابات، أمس، عمل المركز الإعلامي للجنة والذي سيعنى بالتغطية الإعلامية للعملية الانتخابية.

وتحظى الانتخابات الرئاسية المبكرة المرتقبة في اليمن باهتمام محلي وعربي ودولي كبير، بعد تجنيب البلاد الانزلاق في أتون حرب أهلية كانت بدأت بوادرها، وفي هذا الصدد أجرى الدكتور عبد اللطيف الزياني، أمين عام مجلس التعاون الخليجي، أمس، اتصالا هاتفيا بنائب الرئيس ومرشح التوافق الوطني، عبد ربه منصور هادي، وحسب مصادر رسمية فإن الزياني أكد لهادي «اهتمام الدول ذات العضوية الدائمة بمجلس الأمن الدولي والاتحاد الأوروبي ومجلس التعاون الخليجي بسير عملية التسوية السياسية في اليمن وفقا للمبادرة الخليجية وآليتها التنفيذية المزمنة وقرار مجلس الأمن الدولي رقم 2014 وصولا إلى إجراء الانتخابات الرئاسية المبكرة».

وكشف الزياني عن اجتماع مرتقب لمجموعة «أصدقاء اليمن» والدول المانحة عقب الانتخابات مباشرة وأن الاجتماع سيعقد في العاصمة السعودية الرياض باعتباره «تدشينا لتحرك دولي وإقليمي لإخراج اليمن من الأوضاع الصعبة والظروف الراهنة وبصورة يكون فيها العامل الاقتصادي أبرز المواضيع إلى جانب القضايا الأمنية والسياسية بما يمكن اليمن من تجاوز محنته بكل صورها».