نفى أحد المتهمين المنتمين إلى خلية إرهابية سعودية يقودها تركي الدندني، أخطر المطلوبين الأمنيين، الذي قتله رجال الأمن عام 2003 في منطقة الجوف (شمال السعودية)، عدم مقابلته أحد الإرهابيين في أفغانستان، وبالتالي عدم صحة تهم الادعاء العام السعودي، التي وجهت إليه في جلسة سابقة. وبرر عدد من المتهمين سفرهم إلى أفغانستان بمنحهم فتاوى من قبل عدد من رجال الدين في البلاد، وقادتهم إلى السفر خارج البلاد. وقدمت المحكمة المتخصصة في أمن الدولة والإرهاب أمس في العاصمة السعودية الرياض إجابات لاعترافات 6 متهمين من أصل 85، تتهمهم الرياض بتهم تشمل الاشتراك في تنظيم القاعدة والسفر إلى أفغانستان، إضافة إلى حيازة الأسلحة والمتفجرات، والشروع في قتل رجال الأمن، وترحيل عدد من المطلوبين إلى خارج البلاد. وأفاد ذات المتهم بأنه لا صحة لوجود مبالغ مالية وجوازات سفر مزورة وجدت بحوزته خلال القبض عليه، إضافة إلى وجود مبالغ مالية في ذات الحقيبة، كما صحح طريقة تسليمه إلى سلطات الأمن بالقول إنه سلم نفسه بطوعه واختياره، وذلك بحضور والده، وذلك عكس ما أورده الادعاء العام بأن والده سلمه للمباحث.
تركي الدندني أحد أخطر المطلوبين، ومتهم بتفجيرات الرياض 2003، ولقي مصرعه مع ثلاثة آخرين في بلدة الصوير، شمال مدينة سكاكا، عاصمة منطقة الجوف (شمال السعودية)، إثر عملية أمنية قامت بها قوات الأمن السعودية.
هذا ومنح رئيس الجلسة 6 متهمين بخلية تركي الدندني بعض الوقت للاطلاع على إجاباتهم وملفات تصديق اعترافاتهم، حيث سجل بحقهم 117 تهمة موزعة على المتهمين «8، 12، 16، 17، 2، 28، 36».
من جانبه قال الادعاء العام السعودي في رده على قاضي المحكمة وإنكار بعض المتهمين للتهم المنسوبة إليهم، إن أدلته على التهم الموجهة إلى المدعى عليهم ذكرها في الدعوى، وهي موجودة ضمن أوراق القضية، وطلب الرجوع إليها وإلى اعترافاتهم المصدقة شرعا. وحول ادعاء بعضهم بأنهم أكرهوا على الإجابات، طلب المدعى العام «إحضار الدليل على ذلك من قبل المتهمين»، أما عن سبب سفرهم لأفغانستان فذكروا أن السبب يعود إلى فتاوى بعض المشايخ، التي قادتهم للسفر إلى خارج الوطن.
يذكر أن معلومات نشرتها «الشرق الأوسط» في عام 2010 تشير إلى أن تنظيم القاعدة سعى من خلف تفجيرات 12 مايو (أيار) 2003 إلى محاكاة أحداث 11 سبتمبر (أيلول) 2001، لناحية تزامن توقيت الهجمات، وعدد الأهداف المحددة.
وطبقا للمعلومات نفسها فإن إشارة تنفيذ هجمات 12 مايو جاءت من داخل إيران، وتلقاها عضو تنظيم القاعدة تركي الدندني الذي قتل نفسه إثر تفجير حزام ناسف كان يرتديه إثر محاصرة القوات الأمنية له، من أحد قيادي التنظيم، ويدعى سيف العدل، المقيمين هناك، عبر مكالمة مشفرة جرت بين الرجلين، واستطاعت الأجهزة المختصة التقاطها. وحضر الجلسة محامي المتهمين ومندوب من هيئة حقوق الإنسان ومندوبو وسائل الإعلام.