ساركوزي يغير استراتيجيته ويعلن مبكرا ترشحه لفترة ثانية

سيصنع الحدث عبر قناة خاصة اليوم ويسعى لسرقة الأضواء من تجمع كبير لمنافسه هولاند

ساركوزي خلال زيارته لشركة «فوتووات» المعنية بصناعة لوحات الطاقة الشمسية في مدينة بورغوان غاليو أمس (إ.ب.أ)
TT

من المقرر أن يعلن الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي، رسميا، اليوم الأربعاء، خوضه الانتخابات الرئاسية في 22 أبريل (نيسان) و6 مايو (أيار) المقبلين ليواجه خصمه الاشتراكي، فرنسوا هولاند، الأوفر حظا للفوز بالاقتراع، وفقا لاستطلاعات الرأي. ويعتقد أن الرئيس المنتهية ولايته، بتبكير إعلان موعد حملته، يكون قد غير استراتيجيته، خاصة بعد أن أشاع الاعتقاد أنه لن يعلن ترشحه سوى في آخر لحظة، أي في منتصف مارس (آذار) المقبل. كان الرئيس الاشتراكي الراحل فرنسوا ميتران قد عمد إلى هذه الاستراتيجية بنجاح في 1988.

وتعليقا على الخطوة المرتقبة، قال مرشح الوسط فرنسوا بايرو: «لقد آن الأوان. أفضل أن يشارك في الاقتراع وأن تصبح الأمور واضحة». ومثله رحب المرشحون الذين أعلنوا أنهم سيخوضون الاقتراع بإعلان ترشح ساركوزي لولاية ثانية. وانتقدت صحيفة «ليبراسيون»، اليسارية المعارضة للرئيس المنتهية ولايته «مسلسل الإثارة الممل الذي تتناقله وسائل الإعلام».

وترشُّح ساركوزي لولاية ثانية ليس بالأمر السري، إلا أن المقربين منه يسعون، منذ أسابيع، إلى إضفاء نوع من الإثارة، متجنبين إعطاء تاريخ محدد، مع العمل في الوقت نفسه على إيصال الرسالة. لكن مصدرا قريبا من الرئاسة أكد، أمس، أن الرئيس ساركوزي سيعلن على قناة «تي إف 1» الخاصة ترشحه للانتخابات الرئاسية.

وينوي ساركوزي بذلك أن يسرق الأضواء من خصمه الاشتراكي هولاند الذي سينظم في الوقت نفسه تجمعا كبيرا هو الثاني من نوعه في روان (شمال غرب) مسقط رأسه. وبعد إعلان ترشحه اليوم، سيزور ساركوزي، غدا الخميس، آنسي (وسط شرق) قبل أول تجمع كبير الأحد المقبل في مرسيليا (جنوب شرق).

وستكون وزيرة البيئة ناتالي كوسيوسكو موريزيه، 38 عاما، المتحدثة باسم الحملة الانتخابية لساركوزي، بحسب المصدر المقرب من الرئاسة. وكتبت صحيفة «لو فيغارو» اليمينية أمس: «أيا ما كان توقيت الإعلان يبدأ رئيس الجمهورية إحدى أصعب الحملات» التي يخوضها رئيس منتهية ولايته.

ومع 25% من نوايا التصويت في الدورة الأولى من الانتخابات لا تزال شعبية ساركوزي منخفضة بحسب استطلاعات الرأي. ويتقدم هولاند على ساركوزي بفارق كبير (30%) كما تطرح مرشحة اليمين المتطرف، مارين لوبن، تهديدا عليه (17.5%). وفي الدورة الثانية يتوقع أن يهزم من قبل المرشح الاشتراكي (57.5%) بحسب دراسة أجراها معهد «إيفوب» نشرت نتائجها أمس.

وكشف ساركوزي، الأسبوع الماضي، عن نهجه السياسي للانتخابات من خلال عرض الخطوط العريضة لبرنامجه؛ إذ أكد معارضته حق تصويت الأجانب من خارج الاتحاد الأوروبي ورفض زواج مثليي الجنس وإجراء إصلاح يقيد حقوق العاطلين، داعيا إلى تشجيع قيم العمل والأسرة في محاولة منه لتعزيز قاعدته الانتخابية الأكثر يمينا ولاستمالة ناخبي اليمين المتطرف وفقا للمعلقين.

وعلى الفور، شن هولاند حملة مضادة، وقال لإذاعة «آر إم سي» أمس: «إن دور المرشح ليس إحداث ضجة ولا انقسامات ولا توجيه اتهامات إلى خصم إضافي في البلاد». ووعد مجددا «بتوحيد كل الفرنسيين» في حال انتخابه. وأول من أمس، أعلنت كريستين بوتان، ممثلة تيار اليمين المسيحي، انضمامها إلى صفوف ساركوزي الذي تتقاسم معه «قيما» مشتركة. ويتوقع أن يعلن وزير الدفاع السابق إرفيه موران (يمين وسط) انضمامه إلى ساركوزي في الأيام المقبلة.