اليمن: صالح يوجه بإزالة صوره من المؤسسات والميادين العامة

الآلاف يشاركون في مظاهرة لتأييد «هادي» جنوب البلاد.. وضبط سفينة محملة بأسلحة إيرانية للحوثيين

TT

تستمر في اليمن الحملة الانتخابية لمرشح التوافق الوطني، عبد ربه منصور هادي الذي يشغل منصب نائب الرئيس والذي أوكلت إليه الصلاحيات الرئاسية في ضوء المبادرة الخليجية.

وفي الوقت الذي بدأت صور الرئيس علي عبد الله صالح تتلاشى من الشوارع في العاصمة صنعاء وباقي المدن ومن المؤسسات العامة، واحتلت بدلا عنها صور مرشح التوافق الوطني، نائب الرئيس، المشير الركن عبد ربه منصور هادي - فإن التلفزيون اليمني الرسمي أعلن، أمس، أن توجيهات صدرت من الرئيس علي عبد الله صالح بإزالة كافة صوره من الميادين العامة والشوارع والمؤسسات الحكومية واستبدالها بصور نائبه، مرشح التوافق الذي سيخوض الانتخابات الرئاسية المبكرة منفردا في الـ21 من الشهر الحالي.

وكانت إشكالات وقعت، الأسبوعين الماضيين، في الكثير من المؤسسات الإعلامية الرسمية، بعد أن قامت الصحف الحكومية بإنزال صور صالح ومقولاته اليومية من صفحاتها الأولى، غير أنها قامت بإعادتها بعد احتجاجات لأنصار صالح أمام تلك المؤسسات والصحف. إلى ذلك، شارك الآلاف من أبناء محافظة شبوة في مسيرة جماهيرية حاشدة شهدتها مدينة عتق الأربعاء، للتأكيد على المشاركة في إنجاح الانتخابات الرئاسية المقبلة، ورفض مصادرة حقوق الآخرين حسب ما أوردت وسائل إعلام محلية. وندد المتظاهرون الذين توافدوا من مختلف مديريات شبوة بما تعرضت له ساحة الحرية بكريتر بمحافظة عدن، من اعتداء وحرق لخيام المعتصمين وتدمير لمحتويات الساحة، بالإضافة إلى التنديد بجرائم النظام السوري بحق أبناء الشعب السوري. وانطلقت المسيرة من جولة النصب بعتق وجابت مختلف شوارع المدينة وصولا إلى أمام مقر اللجنة الإشرافية العليا للانتخابات بالمحافظة، حيث نفذ المتظاهرون وقفة تأييد لمرشح التوافق الوطني عبد ربه منصور هادي.

ودعا بيان صادر باسم المتظاهرين أبناء شبوة للمشاركة الفاعلة في إسقاط رأس نظام صالح عبر صناديق الاقتراع، والتصويت لمشرح التوافق الوطني عبد ربه منصور هادي، معبرا عن رفض أبناء المحافظة محاولات الزج بالمحافظة في مربع العنف والفوضى.

على الصعيد السياسي، استقبلت العاصمة اليمنية صنعاء، أمس، مبعوثا روسيا، حيث استقبل نائب الرئيس اليمني، مرشح التوافق الوطني، عبد ربه منصور هادي، مدير دائرة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا بوزارة الخارجية الروسية، سيرجي فرشيننين، وحسب مصادر حكومية يمنية، فقد سلم المبعوث الروسي إلى هادي رسالة من القيادة الروسية «تضمنت ارتياح موسكو بشأن التسوية السياسية التاريخية في اليمن، التي جنبت اليمن ويلات الاقتتال والخلاف، والجنوح إلى السلام والوئام وبما يحفظ لليمن أمنه وسلامته ووحدته، وكذلك تأييد روسيا لكل ما جرى من خطوات باتجاه ترجمة المبادرة الخليجية وآليتها التنفيذية المزمنة وكذلك قرار مجلس الأمن رقم 2014».

على صعيد التطورات الأمنية في اليمن، تحدثت وسائل إعلام محلية نقلا عن مصادر ملاحية بميناء الحديدة عن ضبط الأجهزة الأمنية بالميناء سفينة كانت محملة بشحنة من الأسلحة إيرانية الصنع في طريقها إلى ميناء ميدي لتزويد الحوثيين بالسلاح. وأشارت المصادر إلى أن الأسلحة التي تم ضبطها كانت مخفية داخل مستوعبات خاصة بالمواد الغذائية، وتم اكتشافها أثناء توقفها بميناء الحديدة. وأكدت ذات المصادر أن السفينة كانت متجهة إلى ميناء ميدي، وأنها كانت محملة بمختلف أنواع الأسلحة بما في ذلك قاذفات الهاون والقناصات ومضادات الدروع، وأسلحة مختلفة يعتقد أنها كانت في طريقها إلى الحوثيين في منطقة عاهم المحاذية لميدي ومنفذ حرض الحدودي بمحافظة حجة.

وفي السياق ذاته، عثرت أجهزت الأمن على جثة ضابط في المخابرات اليمنية مقتولا في منطقة «بئر أحمد» بمدينة عدن، ويعتقد أن تنظيم القاعدة يقف وراء الحادث. وفي حي «خور مكسر» الراقي بعدن، انفجرت قنبلة داخل أحد المراكز الانتخابية، دون أن تتوافر أي معلومات عن سقوط ضحايا، وجاء الانفجار بعد يوم واحد على مقتل انتحاري بحزام ناسف عندما حاول تفجير الحزام في مركز انتخابي في حي «كريتر» بقلب مدينة عدن.

وأكد شهود عيان، في اتصالات هاتفية مع «الشرق الأوسط»، أن معظم اللجان الانتخابية في المحافظات الجنوبية تواجه صعوبة في العمل جراء الأوضاع الأمنية غير المستقرة، حيث جرى إغلاق مقري اللجنتين الانتخابيتين في منطقتي العريش و«وخور مكسر».

وفي الموضوع الأمني أيضا، سقط عدد من القتلى والجرحى في انفجار سيارة مفخخة في محافظة مأرب بشرق البلاد، وقالت المصادر إن الانفجار استهدف دورية تابعة للشرطة العسكرية في نقطة الضيق الواقعة على خط صنعاء - مأرب، وسبق لـ«القاعدة» أن نفذت سلسلة عمليات تفجيرات انتحارية بواسطة سيارات مفخخة واستهدفت ضباطا ودوريات أمنية في مأرب.