نائب بريطاني: ليس لدينا قلق بشأن تولي «العدالة والتنمية» السلطة في المغرب

موريسون يشيد بالتقارب بين الرباط والجزائر

أندريو موريسون
TT

قال أندريو موريسون، النائب البرلماني البريطاني عن حزب المحافظين، إن بلاده «لا يساورها أي قلق بشأن تولي حزب إسلامي مقاليد الحكم في المغرب». وأضاف موريسون ردا على سؤال لـ«الشرق الأوسط» خلال لقاء صحافي عقده وفد برلماني بريطاني الليلة قبل الماضية، في مجلس النواب بالرباط بمناسبة زيارته للمغرب التي تختتم غدا (الجمعة)، حول ما إذا كان لدى بريطانيا أي تحفظ إزاء تولي حزب إسلامي (العدالة والتنمية) مقاليد الحكومة في المغرب، أنه لا يمكن تجاهل وجود حساسية في بريطانيا وفي أوروبا عموما تجاه الإسلاميين تساهم فيها وسائل الإعلام التي تروج صورة سلبية عنهم، بيد أنه قال «عقدنا الكثير من اللقاءات مع البرلمانيين المغاربة بما في ذلك نواب ومسؤولون عن حزب العدالة والتنمية، ولمسنا لدى الجميع الرغبة الطبيعية في تطوير المسلسل الديمقراطي، الذي انخرطت فيه البلاد، وليس لدينا أي قلق للتعبير عنه بهذا الخصوص».

وحول تقييمه للتجربة السياسية الحالية في المغرب، قال موريسون، الذي يرأس مجموعة الصداقة البرلمانية المغربية - البريطانية، إن المغرب «يستحق الإشادة إزاء الكيفية التي تعامل بها تجاه التغييرات الجارية على المستوى الإقليمي في ظل الربيع العربي»، حيث يمكن اعتباره نموذجا يحتذى مقارنة مع دول عربية أخرى تعاملت مع الحراك الشعبي بطريقة «كارثية».

وقال النائب البرلماني «هناك أوجه تقدم كثيرة تبشر بمستقبل ديمقراطي واعد في المغرب، تمثلت بداية في خطاب الملك محمد السادس في 9 مارس (آذار) الماضي، الذي أعلن خلاله عن تبني إصلاحات سياسية ودستورية، ثم الاستفتاء الشعبي على الدستور الجديد، والانتخابات التشريعية التي جرت في 25 نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي، ثم تعيين الحكومة الجديدة».

وردا على سؤال حول موقفه من نزاع الصحراء، وتأثيره على بناء اتحاد المغرب العربي، قال موريسون، إن الخلاف بين المغرب والجزائر حول هذه القضية له تأثير سلبي على هذا المشروع، بيد أنه أشاد بالتقارب الملحوظ الذي يحدث الآن بين الرباط والجزائر، خاصة في الآونة الأخيرة، والذي سيمكن البلدين، في رأيه، من مواجهة التحديات المشتركة، لا سيما تلك المرتبطة بالتهديد المحتمل الذي تشكله المنظمات الإرهابية الناشطة في منطقة الساحل والصحراء.

وقال إنه يؤيد جهود الأمم المتحدة لإيجاد حل سياسي متوافق عليه بخصوص نزاع الصحراء، واصفا اقتراح الحكم الذاتي، الذي تقدم به المغرب كحل للنزاع بأنه «جدي وذو مصداقية».

من جهته، قال ديفيد آمس، النائب البرلماني البريطاني عن حزب المحافظين، «لم نأت للمغرب لإعطاء الدروس»، معبرا عن إعجابه بالتجربة السياسية الجديدة في البلاد، وقال «لديكم ملك محبوب مثل ملكة بريطانيا».

وكشفت ميغ مون، النائبة البرلمانية عن حزب العمال، أحد أعضاء الوفد عن وجود مشروع برنامج لتأهيل البرلمانيين المغاربة من أجل تطوير الممارسة الديمقراطية داخل البرلمان المغربي، والاستفادة من التجربة الديمقراطية البريطانية العريقة.

وكان وفد الشعبة البريطانية بالاتحاد البرلماني الدولي، الذي ضم مارغريت مون من الحزب العمالي وأندريو موريسون وديفيد آمس من المحافظين، قد أجرى محادثات مع عدد من المسؤولين المغاربة من بينهم يوسف العمراني، الوزير في وزارة الخارجية، ومصطفى الخلفي وزير الاتصال (الإعلام) الناطق الرسمي باسم الحكومة، وعبد الواحد الراضي، رئيس الاتحاد البرلماني الدولي، وكريم غلاب، رئيس مجلس النواب، ومحمد الشيخ بيد الله، رئيس مجلس المستشارين.