ماليزيا توقف إيرانيا ثالثا يشتبه في علاقته بتفجيرات بانكوك

المحققون التايلانديون يبحثون في احتمال وجود صلة بينها وبين تفجيرات الهند وجورجيا.. وإسرائيل تقرر الرد بسلسلة «خطوات وقائية لصد الإرهاب الإيراني»

صور الإيرانيين الثلاثة المشتبه بتورطهم في تفجيرات بانكوك أفرجت عنها الشرطة التايلاندية أمس (أ.ف.ب)
TT

في وقت وجهت فيه الشرطة التايلاندية الاتهام لإيرانيين اعتقلتهما عقب التفجيرات التي وقعت في العاصمة بانكوك أول من أمس، مخلفة 5 جرحى منهم أحد المنفذين، أعلن قائد الشرطة الماليزية عن اعتقال إيراني يشتبه في أنه شارك في هذه التفجيرات. وأكدت الاستخبارات التايلاندية أن المعتقل هو أحد الإيرانيين الثلاثة المشتبه بهم.

في غضون ذلك، قال مسؤول أمني كبير في تايلاند أمس إن المحققين يبحثون في احتمال وجود صلة بين انفجارات في بانكوك وهجومين بقنبلتين استهدفا العاملين في سفارتي إسرائيل في الهند وجورجيا هذا الأسبوع.

وفي تل أبيب قررت الحكومة الإسرائيلية في اجتماعها أمس بصفة «اللجنة الوزارية لشؤون الأمن الوطني»، الرد على عمليات التفجير بسلسلة «خطوت وقائية لصد الهجمة الإرهابية الإيرانية». وقال وزير الدفاع الإسرائيلي إيهود باراك، الموجود حاليا في سنغافورة وقضى بضع ساعات في بانكوك يوم الأحد الماضي، إن «محاولة الاعتداء في بانكوك تثبت مرة أخرى أن إيران وعملاءها يواصلون التصرف بطرق إرهابية، والاعتداءات الأخيرة هي الدليل على ذلك». وأضاف أن «إيران وحزب الله هما من المصادر المطلقة للإرهاب وهما يشكلان خطرا على استقرار المنطقة وخطرا على استقرار العالم». أما في طهران، فقد نفى الناطق باسم وزارة الخارجية الإيرانية رامين مهمان باراست أمس مجددا أي علاقة لإيران بانفجار بانكوك وحمل عناصر مرتبطة «بالنظام الصهيوني» مسؤوليتها. ونقل موقع التلفزيون الإيراني الحكومي أن مهمان باراست «رفض اتهامات النظام الصهيوني (لإيران) بالمشاركة في انفجار بانكوك، واتهم هذا النظام بالسعي للمساس بالعلاقات الودية والتاريخية بين إيران وتايلاند». وأضاف أن «جمهورية إيران الإسلامية تعتبر أن عناصر النظام الصهيوني مسؤولون عن هذه الجريمة ومستعدة لمساعدة الحكومة التايلاندية والتعاون معها من أجل إلقاء الضوء على هذه الحوادث». وقال قائد الشرطة الماليزية إسماعيل عمر، في بيان مساء أمس، إن السلطات اعتقلت المشتبه به في كوالالمبور في الساعة السابعة والنصف حسب توقيت غرينتش. وأضاف البيان أن «الإيراني يخضع للتحقيق في إطار الأنشطة الإرهابية على علاقة بتفجيرات تايلاند». ونقلت وكالة الصحافة الفرنسية عن المتحدث باسم الشرطة الماليزية، رملي يوسف، قوله إن السلطات التايلاندية أبلغت بالاعتقال وأنه لا يعلم ما إذا قدمت تايلاند طلبا لتسليمه، مضيفا «لا أعلم كم من الوقت سيستغرق التحقيق».

وكان الإيرانيان الآخران قد اتهما رسميا في بانكوك في القضية التي وصفتها الاستخبارات التايلاندية بأنها مؤامرة كانت تستهدف دبلوماسيين إسرائيليين. وكان المشبوهان أوقفا أول من أمس. وأعلن وزير الخارجية التايلاندي أن شخصين يحملان جوازي سفر إيرانيين، أحدهما يدعى سعيد مراتي ويبلغ من العمر 28، يشتبه بمشاركتهما في تفجيرات نسبتها إسرائيل إلى طهران، اتهما رسميا في بانكوك. وقال سورابونغ توفيشاكشايكول في مؤتمر صحافي «إنهما اتهما بالتسبب في انفجار في مكان عام ومحاولة قتل ضباط (في الشرطة) وأشخاص من الجمهور». غير أن توفيشاكشايكول رفض الحديث عن «عمل إرهابي» في هذه المرحلة من التحقيق. لكنه أضاف أن الوضع «مشابه» للهجوم على دبلوماسيين إسرائيليين في الهند. وحصل الانفجار الأول، الذي كان يعتقد أنه غير متعمد، في منزل وتم استدعاء خبراء المتفجرات لمعاينته في شارع سوخومفيت في شرق بانكوك. وعلى الأثر، شوهد ثلاثة رجال يفرون. وقال مسؤولون إن أحدهم وهو مراتي ألقى قنبلة على سيارة أجرة رفضت التوقف، ثم حاول إلقاء أخرى على الشرطة، فانفجرت على قارعة الطريق المزدحم فتمزقت ساقاه. وصرح مسؤول في الاستخبارات التايلاندية لوكالة الصحافة الفرنسية أن «فريق الإيرانيين الثلاثة هذا هو فريق قتلة كان يستهدف دبلوماسيين إسرائيليين بمن فيهم السفير». وأضاف أن «خطتهم كانت إلصاق قنبلة على سيارة دبلوماسية».

وقال توفيشاكشايكول إن مكتبه سيستدعي السفير الإيراني للتأكد من جنسية المتهمين. وأضاف «سنطلب منهم عدم استخدام أراضينا لشن هجمات». وتابع أن «تايلاند تتخذ موقفا محايدا ونحن أصدقاء مع جميع الدول لذلك لا تجرونا إلى النزاع».

من جانبه قال سفير إسرائيل في تايلاند اسحق شوهام أمس، إن المسؤولين عن سلسلة تفجيرات الثلاثاء في بانكوك من «الشبكة نفسها» التي ينتمي إليها منفذو الهجمات على مصالح إسرائيلية في جورجيا والهند. وأضاف في تصريح لوكالة الصحافة الفرنسية «هناك نقاط تشابه في الأشياء التي عثر عليها.

المتفجرات التي تبدو مشابهة جدا لتلك التي استخدمت في الهند وجورجيا، لذلك ننطلق من مبدأ أن هذا جزء من شبكة واحدة». وأضاف «بالتأكيد نعتقد أن إيران تقف وراء ذلك». وتابع القول «إنني سعيد.. أنهم فشلوا في محاولتهم»، مشيرا إلى أن أحد أعضاء الفريق الثلاثة وامرأة كانا يستأجران المنزل الذي وقع فيه التفجير، ما زالا حرين.

وفي تل أبيب، قال الناطق بلسان مكتب رئيس الحكومة، إن «تحليلات وتقديرات من الأجهزة الأمنية ووزارة الخارجية، عرضت على أعضاء اللجنة الوزارية لشؤون الأمن الوطني. وتم خلال الجلسة بحث المحاولات الإيرانية المتكررة لضرب مصالح إسرائيلية والضلوع الإيراني الكبير بتنفيذ عمليات إرهابية في جميع أنحاء العالم. كما تم أيضا بحث الخطوات الوقائية التي تتخذ من أجل صد الهجمة الإرهابية الإيرانية». وعلم أن الخارجية الإسرائيلية تقول إن تقدما كبيرا حصل في التحقيقات التي تجريها السلطات الهندية مع خمسة معتقلين يشتبه بأنهما ضالعان في التفجيرات ضد سيارة السفارة الإسرائيلية في نيودلهي. وإن كل المعلومات تقود إلى مصدر واحد هو إيران. وكان رئيس الوزراء نتنياهو قد تطرق للموضوع، خلال جلسة خاصة للكنيست، عقدت على شرف الرئيس الكرواتي، إيفو يوسيبوفيتش، فقال: «إن إيران هي أكبر مصدرة للإرهاب في العالم وفي هذه الأيام يتم اكتشاف عملياتها الإرهابية على الملأ. إنها تزعزع الاستقرار في العالم وتضرب دبلوماسيين أبرياء في كل أنحائه، ينبغي أن تشجب دول العالم هذه الأعمال وترسم خطوطا حمراء ضد العدوان الإيراني. وإذا لم يتم وقف هذا العدوان فلا شك أنه سيتوسع».

من جهة أخرى، كشفت صحيفة «هآرتس» الإسرائيلية أن أجهزة المخابرات الإسرائيلية تلقت معلومات منذ عدة شهور عن «موجة عمليات إرهاب إيرانية يجري تخطيطها ضد أهداف إسرائيلية»، ولكنها أخفت هذه المعلومات، بدعوى «أنها تبدو عمليات هواة غير مهنية ولا تحتاج إلى بث الذعر في الجمهور». وردت مصادر أمنية على النشر بالتأكيد أن «هذه العمليات التي وقعت في نيودلهي وبانكوك والمحاولة في تبليسي تؤكد أن إيرانيين أرادوا تنفيذ هذه التفجيرات في هذا الوقت بأي ثمن، حتى لو لم تكن ناجحة». وأنهم «اختاروا أهدافا سهلة ولم يقتربوا من مباني السفارات أو شركات الطيران أو مؤسسات إسرائيلية أخرى».