مهرجان «14 شباط» يؤجج الخلافات بين الأكثرية والمعارضة

قوى «8 آذار» تصفه بالمعيب والفارغ وتنتقد تركيزه على الأزمة السورية

TT

انتقدت قوى «8 آذار» وبشدة مضمون المهرجان التي نظمته المعارضة اللبنانية في ذكرى استشهاد رئيس الحكومة الأسبق رفيق الحريري في 14 فبراير (شباط) في «مجمع البيال»، مستهجنة التركيز على الأزمة السورية في مجمل الخطابات التي ألقيت، وواصفة مضمونها بالفارغ والمعيب.

في المقابل، شددت قوى «14 آذار» على أن الخطابات التي ألقيت كان يكمل بعضها بعضا، متسائلة: «كيف يطلبون منا القفز فوق الأزمة السورية و90% من مأساتنا آتية من نظام الأسد؟».

وفي حين اعتبر عضو تكتل «التغيير والإصلاح» النائب زياد أسود أن «فريق (14 آذار) وبخطاباته في مهرجان البيال لم يقدم أي شيء جديد؛ بل على العكس أرسى تناقضات كبيرة في المفاهيم التي عممها أمام الرأي العام». وشدد عضو كتلة «الكتائب اللبنانية» إيلي ماروني على أن «خطابات زعماء قوى (14 آذار) أتت مكملة بعضها بعضا ومركزة على الوضع السوري كون سلاح حزب الله مرتبطا بنفوذ نظام الأسد في لبنان».

ورأى اسود أن «الشعارات التي أطلقت، وعلى الرغم من أنها كانت وإلى حد بعيد شعارات كبيرة، فإننا إذا نظرنا إلى مضمونها وجدناها تعبوية وفارغة»، وقال لـ«الشرق الأوسط»: «لا يمكن الركون لهذه الشعارات لبناء الدولة أو حتى لبناء الثقة مع الفريق الآخر الذي أثبت أنه جزء من الحلقة الدولية والإقليمية التي تسعى للمزيد من الاستئثار وترفض وجود الآخر».

وانتقد أسود وبقوة «استخدام ذكرى 14 شباط منبرا للتدخل في الشأن السوري وتحفيز المؤامرات على سوريا»، وأضاف: «أخطأت قوى (14 آذار) بالدخول في خضم الأزمة السورية وبالدفاع عن مجموعات مسلحة مدعومة من الخارج».

بدوره، رد النائب ماروني على الاتهامات التي ساقتها قوى «8 آذار» متسائلا: «كيف يطلبون منا القفز فوق الأزمة السورية و90% من مأساتنا آتية من نظام الأسد؟»، وقال: «انفراج الشعب السوري هو انفراج للشعب اللبناني، كما أن معظم المشاركين في مهرجان البيال عانوا الأمرين من نظام الأسد، وبالتالي، وجب أن تكون الثورة السورية محور الخطابات».

وأضاف ماروني: «بالأمس تحدث الرئيس الجميل عن الشرعة الميثاق التي يجب أن تقوم لتتحول الثورة لانتصار حقيقي، فيما كان خطاب الدكتور جعجع شعبويا يعبر عن مشاعر المواطن اللبناني الذي عانى الأمرين من الظلم السوري ليعلن الرئيس الحريري وبعد كل ذلك مسؤوليته عما جرى في المرحلة الماضية وعما سيجري».

وفي السياق عينه، استغرب محمد شطح مستشار رئيس تكتل «لبنان أولا» سعد الحريري، دعوة الأكثرية قوى «14 آذار» للاهتمام بالشأن اللبناني وترك شؤون الشعوب الأخرى «وكأن تاريخنا يسمح للمواطن اللبناني أن لا ينظر إلى ما يجري من حوله»، لافتا إلى أن «هناك إدراكا بأن المجتمعات العربية ليست مجتمعات محكوما عليها أن تبقى قابعة تحت هيمنة معينة».

وتمنى شطح على الأمين العام لحزب الله حسن نصر الله ومن حوله أن «يأخذوا كلام الحريري وحلفائه على محمل الجد»، منتقدا «وجود جيش منفصل عن الدولة يقوض دعائم الدولة اللبنانية».

في المقابل، وصف عضو تكتل «التغيير والإصلاح» النائب حكمت ديب مهرجان البيال «بالمعيب والمضحك والمبكي في آن»، مؤكدا أن «مضمون الخطابات التي ألقيت خلاله لا يمكن أن ينطلي على أحد».

وإذ اعتبر ديب أن «خطابات (مهرجان 14 شباط) كانت بشكل عام مملة وفارغة وسخيفة»، متسائلا: «ألا يخجل فارس سعيد من أن يكون الناطق باسم المجلس الوطني السوري، وهو الذي كان نائبا في زمن الوصاية السورية، الذي سقط نيابيا في زمن الخروج السوري»، استغرب ديب «تخصيص الذكرى لـ(شهيد) واحد دون سائر الشهداء»، واصفا ذلك بـ«الإهانة غير المسبوقة»، متسائلا عن أسباب وجود «شهداء بزيت وآخرين بسمنة».