ناشطون مصريون يهاجمون مرشح الرئاسة الدكتور سليم العوا في محاضرة بلندن

المعترضون: لا حوار مع ممالئي العسكر وأصحاب المواقف اللينة.. الهلباوي: يريدون هدم كل شيء حتى الأخلاق

TT

تعرض الدكتور محمد سليم العوا، المرشح المحتمل للرئاسة في مصر، لهجوم من عدة ناشطين مصريين أثناء عقده لمحاضرة بالعاصمة البريطانية لندن.. وبينما أكد عدد من المعارضين الغاضبين أن هجومهم على العوا مبرر، وأن مبدأهم هو عدم محاورة المتواطئين مع المجلس العسكري أو أصحاب المواقف اللينة في مواجهة الانتهاكات التي يتعرض لها المتظاهرون في مصر، قال الدكتور كمال الهلباوي، المتحدث السابق باسم «الإخوان المسلمين» في الغرب، إن هؤلاء الشباب هم «ثوار ما بعد الثورة»، وأنهم لا يطرحون بدائل بناءة، بل يريدون هدم كل شيء؛ حتى الأخلاق.

وكان الدكتور سليم العوا قد حضر إلى لندن منذ أيام، في إطار جولة لبعض العواصم الأوروبية ضمن حملته الانتخابية.. حيث كان مقررا أن يلتقي عددا من المصريين في كلية لندن للاقتصاد أول من أمس لإلقاء محاضرتين بالعربية والإنجليزية بعنوان «مصر إلى أين».

إلا أن بعض الحاضرين من الجالية المصرية في المحاضرة الأولى قاموا بالهتاف ضد المجلس العسكري والعوا، مطالبين بإخراجه من القاعة.. وكان من بين الهتافات «عسكر إخوان.. العوا ملوش مكان»، «بره بره بره.. العوا هيطلع بره»، و«يسقط يسقط حكم العسكر».

وعلق العوا على الانتقادات قائلا «هذا ليس تصرفا حضاريا.. القاعة ليست للهتاف ضد (العسكري)، ومن يرد أن يهتف ضد العسكر فليذهب إلى ميدان التحرير»، ليزداد غضب المعترضين، وقال بعضهم «العوا مدعوم من المجلس العسكري، الذي يحاول إجهاض الثورة، والذي قتل أولادنا، وهتك عرض بناتنا، وسجن 12 ألف مصري». وأضافت إحدى الحاضرات: «إنه (المجلس العسكري) عار على مصر وعلى الإسلام، كما أن العوا حليفهم عار على المسلمين».

وعلى أثر ذلك، قامت إدارة كلية لندن للاقتصاد بإخراج المصريين الغاضبين واستكمال المحاضرة الأولى، مع إبلاغ المنظمين بإلغاء المحاضرة الثانية خوفا من تفاقم الأحداث.

وبسؤال بعض المعارضين عن سبب مهاجمتهم للعوا، أفادوا بأنهم لا يرحبون بوجوده في لندن، ولا بترشحه لمنصب رئيس مصر القادم. وقال أحدهم لـ«الشرق الأوسط»: «إنه يحاول إيجاد تبريرات وهمية للمجلس العسكري، وهو متواطئ معه.. وبدلا من المطالبة بمحاسبة هؤلاء الذين قاموا بقتل المصريين واستباحة أعراضهم، نجده يطالب بتكريمهم وشكرهم عند خروجهم من السلطة.. على ماذا نشكرهم؟ إنهم لم يحموا الثورة، بل قاموا بتمريرها من تحت أنف مبارك لأنها تخدم أجندتهم الممانعة لفكرة التوريث».

وقال آخر: «لو كانت هذه المواقف (المائعة) هي مواقف العوا قبل أن يترشح للرئاسة، فكيف نضمن مواقفه لو صار رئيسا؟ لم نسقط رئيسا لا يعمل من أجل مصر، لننتخب آخر لا يقول قولة حق.. إنه يحرم العصيان المدني ضد الحكم العسكري، بدلا من أن يشجع الوقوف في وجه الظالمين».

ومن جانبه، أوضح الدكتور كمال الهلباوي، المتحدث السابق باسم «الإخوان المسلمين» في الغرب، الذي كان يدير اللقاء، أن المحاضرة شهدت حضور نحو 150 من المصريين والأجانب، وأن عدد المعترضين لم يزد عن بضعة أشخاص.

وقال الهلباوي لـ«الشرق الأوسط»: «بعد أن قامت إدارة الجامعة بإبلاغنا بإلغاء المحاضرة الثانية تخوفا من تطور الموقف، قام عدد من مؤيدي الدكتور العوا بالبحث سريعا عن مكان بديل، وبالفعل تم حجز قاعة بفندق قريب وإتمام المحاضرة الثانية».

وعن رؤيته الخاصة لما حدث، أشار الهلباوي إلى أن «هؤلاء الشباب هم (ثوار ما بعد الثورة)، فلم نكن نراهم عندما كنا نقف وحدنا معترضين أمام السفارة المصرية في أوج سلطة النظام السابق»، مضيفا أنهم «يتصرفون كما يتصرف الأناركيون (اللاسلطويون) الذين يريدون هدم كل السلطات؛ حتى الأخلاق.. ولقد تكرر ذلك الهجوم في مؤتمرات لعدد من مرشحي الرئاسة الآخرين، مما يعني أن المعارضين لا يمتلكون رؤية ولكنهم دعاة هدم». وتابع الهلباوي: «لقد حاولنا احتواءهم، ولكن لم يرقهم أننا قلنا إن الاختلاف مقبول ولكن إساءة الأدب غير مقبولة».

وأكد الهلباوي أن أحد الشباب الغاضب استنكر في المحاضرة الاستناد إلى دولة القانون، وتساءل «كيف يطالبون بذلك رغم أننا نعيش جميعا في لندن في ظل دولة القانون.. وبيننا (أبو حمزة) و(أبو قتادة) وغيرهما من الأشخاص الذين قد يكونون غير مرغوبين شعبيا، ولكننا نحيا في ظل استقلال القانون».

ودافع الهلباوي عن الدكتور العوا قائلا «لا أحد منهم يقدر قيمة الدكتور العوا، إنه شخصية متوازنة ورجل سلام، ويريد الخروج من دائرة الفوضى، مع الحفاظ على روابط العلاقة مع مختلف الأطراف.. كما أنه كان أحد القلائل الذين لم يتجنبوني في ظل أزمتي ومراقبتي من النظام السابق نظرا لشجاعته».