عضو المكتب السياسي لحماس: نحن أمام اتفاق وقعه قائد الحركة.. وليس من عادتها التنصل من اتفاقاتها

الحية لـ «الشرق الأوسط»: ما صدر عن الزهار أو غيره لا يعني أن هناك انقساما أو معارضة أو حالة استقطاب

خليل الحية
TT

أكد خليل الحية عضو المكتب السياسي لحركة حماس قي قطاع غزة، التزام الحركة بإعلان الدوحة الذي وقعه رئيس المكتب السياسي للحركة مع الرئيس الفلسطيني محمود عباس (أبو مازن). وقال الحية في حديث أجرته معه «الشرق الأوسط» عبر الهاتف عند سؤاله عما إذا كان ما صرح به محمود الزهار حول عدم أخذ مشورة قادة الحركة، عند التوقيع على الإعلان: «أن تصدر تصريحات (كتلك) عن الأخ محمود الزهار أو غيره لا يعني أن هناك انقساما أو معارضة أو حالة استقطاب في الحركة». وأضاف: «نحن أمام اتفاق وقعه رئيس المكتب السياسي للحركة.. وحماس ليس من عاداتها أن تتنصل من اتفاقاتها.. ومؤسساتها هي المخولة في الدرجة الأساسية لتقول نعم لهذا الاتفاق أو ترفضه.. حتى الآن لم ترفض مؤسسات الحركة هذا الاتفاق ولم يصدر عنها شيء رسمي في هذا الخصوص.. نعم صدرت بعض التصريحات التي تصف حالة هذا الاتفاق وآثاره ربما السياسية أو القانونية.. إذن المهم أن حماس لن تخرج لتقول إننا تراجعنا عن هذا القرار».

ونفى الحية وهو الذي فقد 8 من أفراد عائلته عندما استهدفت طائرات حربية إسرائيلية منزل العائلة في غزة عام 2007، أن تكون هناك اتصالات مباشرة بين حماس وفتح لتجاوز الأزمة القانونية التي يتحدث عنها نواب الحركة في المجلس التشريعي. وقال: «إن موضوع الاتفاق نفسه لم تتم العودة إلى تطبيقه لأن من المفروض أن يتم هذا الموضوع من خلال الاتفاق الوطني العام في الإطار القيادي (منظمة التحرير الفلسطينية).. هذا الاتفاق ضم الأخ أبو الوليد (مشعل) والأخ أبو مازن، وبالتالي فإن تطبيقه يحتاج إلى اجتماعات ولقاءات عمل وتفصيلات متعددة حتى يتم؛ فملفات المصالحة ليست فقط الحكومة رغم أنها أحد أهم الملفات.. وعلينا أن نسير في جميع ملفات المصالحة رزمة واحدة وليس انتقاء»..

وبخصوص ترشح مشعل لرئاسة المكتب السياسي للحركة لفترة أخرى، قال الحية الذي اختير في عضوية المكتب السياسي للحركة عن قطاع غزة في دورته الأخيرة إضافة إلى الزهار ونزار عوض: «الأخ خالد مشعل حفظه الله عبر عن رغبته القوية في عدم الترشح للمرحلة القادمة.. لكن هناك أصواتا عديدة في الحركة في غزة وغير غزة، تمنت عليه أن يبقى.. وما صرح به الأخ أبو العبد (إسماعيل هنية) في الدوحة (يؤكد ذلك) إذ قال إننا ما زلنا متمسكين به ونطالب الأخ مشعل بالعدول عن هذا الموقف». وفيما يلي نص الحوار المقتضب:

* كانت تصريحات الدكتور الزهار لوكالة أنباء الشرق الأوسط المصرية بمثابة إعلان تمرد على قرار مشعل توقيع إعلان الدوحة.. هل تتفق مع هذا القول؟

- هذا وصف غير دقيق لواقع حركة حماس وتعامل قياداتها مع كل الظروف والقضايا السياسية القائمة.. أولا حماس في مسألة ما تم التوقيع عليه، من قبل رئيس المكتب السياسي الأخ خالد مشعل، ملتزمة بهذا الاتفاق وبهذا التوقيع. وبالنسبة لما صدر من تصريحات على لسان بعض قادة الحركة ونواب المجلس التشريعي، فإنه كان يعبر عن البعد القانوني بالدرجة الأساسية لهذا الاتفاق، لا سيما بما يخص جمع السيد محمود عباس بين رئاسة السلطة ورئاسة الحكومة وهو أمر يتعارض مع القانون. ولكن وفي نفس السياق فإن كل الإخوة النواب ومن بينهم الأخ محمود الزهار - وفي هذا السياق يأتي تصريحه - يعني أن هذا لا يتماشى مع القانون.

* كلامك هذا ينطبق على ما صدر عن كتلة حماس في المجلس التشريعي لكنه لا ينطبق على ما صدر عن الزهار الذي كان يشكل تحديا وتمردا.. (وكان الزهار قد قال لوكالة أنباء الشرق الأوسط يوم السبت الماضي إن إعلان الدوحة وقع دون استشارة أحد من قيادات الحركة وإنهم يقومون الآن بدراسة المسألة لإعطاء رأي في الاتفاق في غضون أيام).

- أريد توضيح ذلك.. في النهاية نحن كنواب نقول إن هذا يتعارض مع القانون.. وحتى نمضي في هذا الاتفاق نطالب الإخوة في حركة فتح، أن نجد له حلا قانونيا.. المهم أن نحقق المصالحة.. وأن تصدر تصريحات (كتلك) عن الأخ محمود الزهار أو غيره لا يعني أن هناك انقساما أو معارضة أو حالة استقطاب في الحركة.. بالعكس هذه حركة تحترم نفسها وتحترم التزاماتها. لذلك يجب أن ينصب التفكير والذهن والإعلام، حول المصالحة إلى أين.. نحن نريد تحقيق المصالحة.. ولا نريد أن ندخل الساحة في تجاذبات لا داخل الفصيل الواحد ولا بين الفرقاء الفلسطينيين..

* وهذا هو الانطباع العام عن حماس.. أي أنها لا تخرج خلافاتها إلى وسائل الإعلام..

- يا سيدي هل سمعتم أحدا من حماس يقول إننا تنصلنا من الاتفاق الذي وقعه خالد مشعل..

* يا سيد خليل.. كلام الزهار كان واضحا إذ قال إن الحركة تدرس القرار أي أنها لم توافق بعد عليه..

- يا سيدي العزيز.. نحن أمام اتفاق وقعه رئيس المكتب السياسي لحركة حماس.. وحماس ليس من عاداتها أن تتنصل من اتفاقاتها.. ومؤسسات حركة حماس هي المخولة في الدرجة الأساسية لتقول نعم لهذا الاتفاق أو ترفضه.. حتى الآن لم ترفض مؤسسات الحركة هذا الاتفاق ولم يصدر عنها شيء رسمي في هذا الخصوص.. نعم صدرت بعض التصريحات التي تصف حالة هذا الاتفاق وآثاره ربما السياسية أو القانونية.. إذن المهم أن حماس لن تخرج لتقول إننا تراجعنا عن هذا القرار.. فلا الأخ الزهار قال ذلك ولا الأخ خالد مشعل ولا أحد من قيادات الحركة.. وبالتالي فإن المشاهد المنصف يستطيع القول إن حماس لم يصدر عنها أي تصريح إعلامي أو سياسي يقول إنها نفضت يدها من الاتفاق.. الأمر المهم أننا نريد تحقيق المصالحة وأن نتكئ في كل قضايا المصالحة على الاتفاق الذي رعته مصر وأي اتفاق آخر يجب أن ينسجم في الأصل مع هذا الاتفاق.. ولا بد أن تطبق المصالحة رزمة واحدة وأن تكون متوافقة مع القانون. والقانون وضع لخدمة البشر وهم ليسوا أسيرين له.. وبإمكانهم أن يكيفوا القانون لصالحهم. هذا بالمختصر هو موقفنا.. أكرر أنه ليس من عادات حماس أن تتراجع عن التزاماتها والمؤسسة الرسمية لحركة حماس هي المخولة بأن تقول نعم أو لا.. تراجعنا أم لم نتراجع.. بين أيدينا اتفاق وقعه رئيس المكتب السياسي.. ولم يصدر عن حماس ومؤسساتها ما يعارض ذلك.. إذن حماس ملتزمة بهاذ الاتفاق..

* في هذا السياق هل ثمة مصداقية لما صدر من تقارير عن تواصل بين حماس وفتح لتجاوز المشكلة القانونية لهذا الاتفاق وإجراء تعديلات دستورية تنسجم مع روح الاتفاق..

- لنقل إنه لا توجد اتصالات مباشرة بين حماس وفتح في هذا الصدد، لأن موضوع الاتفاق نفسه لم تتم العودة إلى تطبيقه لأن من المفروض أن يتم هذا الموضوع من خلال الاتفاق الوطني العام في الإطار القيادي (منظمة التحرير الفلسطينية).. هذا الاتفاق ضم الأخ أبو الوليد (مشعل) والأخ أبو مازن، وبالتالي فإن تطبيق هذا الاتفاق يحتاج إلى اجتماعات ولقاءات عمل وتفصيلات متعدد حتى يتم.. فملفات المصالحة ليست فقط الحكومة رغم أنها أحد أهم ملفات المصالحة.. وعلينا أن نسير في جميع ملفات المصالحة رزمة واحدة وليس انتقاء..

* وهل في اعتقادك ستشكل الحكومة بعد لقاءات اللجنة القيادية لمنظمة التحرير في القاهرة المقررة يوم 23 فبراير (شباط) الحالي؟

- أتوقع أن يكون هذا الموضوع من أهم القضايا التي سيناقشها الإطار القيادي.. لأن هذه الحكومة من المفترض أن تكون توافقا وطنيا تتشكل من كفاءات وطنية تمثل الشعب الفلسطيني بأكمله.

* موضع الأخ مشعل ومسألة الترشح مجددا لرئاسة المكتب السياسي للحركة.. هل هناك إجماع على بقائه.. أم أن الأمر لم يحسم بعد؟

- إن هذا هو ما يبرز الصورة المشرقة لحركة حماس.. أولا قادتها قضوا إلى الله شهداء، والقيادة الموجودة ليست متمسكة بالمناصب، بل هي عازفة عنها.. الأخ خالد مشعل حفظه الله عبر عن رغبته القوية في عدم الترشح لرئاسة المكتب السياسي للمرحلة القادمة.. لكن هناك أصواتا عديدة في الحركة في غزة وغير غزة، تمنت على الأخ أبو الوليد أن يبقى.. وما صرح به الأخ أبو العبد (إسماعيل هنية) في الدوحة (يؤكد ذلك)؛ إذ قال إننا ما زلنا متمسكين به ونطالب الأخ مشعل بالعدول عن هذا الموقف.. هذا الموضوع ينتهي بقضيتين أولاهما مدى إصرار الأخ أبو الوليد.. الثانية رغبة لدى قطاعات كبيرة أن يبقى لدورة أخرى. والشيء المؤكد أن لدي الكثير من القناعات بأن يبقى الأخ مشعل لدورة أخرى.. ولكن إذا كانت هناك قناعة برغبته ومسبباته، فالأمر ليس نهاية المطاف. وحماس حركة كبيرة وتقدر هذا البعد الإنساني والأخلاقي العالي لأبو الوليد وهو في أفضل مراحله السياسية والقيادية