اليمن: مصرع زعيم «القاعدة» و18 آخرين في مواجهات برداع

مقتل رئيس لجنة الانتخابات في البيضاء و3 ضباط.. والسفير الأميركي يقلل من تأثير مقاطعة الانتخابات

يمني يعلق ملصقا لنائب الرئيس عبد ربه منصور هادي المرشح لانتخابات الرئاسة في صنعاء أمس (إ ب أ)
TT

لقي الزعيم المحلي لتنظيم القاعدة في محافظة البيضاء بوسط اليمن، طارق الذهب، أمس، مصرعه على يد أخيه، في حين سقط عشرات القتلى والجرحى عقب مقتله في مواجهات بين عناصر التنظيم وقبيلة الذهب، وفي ذات المحافظة قتل رئيس لجنة الانتخابات و3 من الضباط في الحرس الجمهوري.

وقالت مصادر محلية مطلعة في مدينة رداع، التي استولى عليها مسلحو «القاعدة» بقيادة الذهب الشهر الماضي، إن حزام الذهب، الأخ غير الشقيق لطارق الذهب، قام بتصفيته، دون أن تعرف الأسباب، غير أن المصادر ترجح أن يكون الدافع هو علاقة حزام الذهب بأجهزة الأمن اليمنية.

وذكرت المصادر أنه بعد مقتل طارق الذهب اندلعت اشتباكات بين المسلحين الموالين له وأفراد من قبيلته، قام خلالها الموالون بنسف منزل حزام الذهب بمن فيه، الأمر الذي أسفر عن مقتله إضافة إلى قرابة 18 شخصا آخرين وعشرات الجرحى من الطرفين، في وقت علمت فيه «الشرق الأوسط» من مصادر خاصة أن وساطة قبلية ساهمت في وقف القتال بين الطرفين، رغم أن هذه المصادر تشير إلى إمكانية تجدد المواجهات مرة أخرى في أي وقت.

وفي رواية رسمية، قام حزام الذهب بشن هجوم على أخيه طارق، «وهو في مسجد منطقة المناسح التابعة لرداع في ساعة متأخرة من مساء الأربعاء، وقتل معه شقيقه أحمد بن أحمد الذهب وأصيب شقيقه الآخر نبيل الذهب بجراح بالغة»، وأضاف موقع وزارة الدفاع على شبكة الإنترنت أن «مسلحين يتبعون طارق الذهب هاجموا حزام في حصن والده الشيخ أحمد ناصر الذهب بقذائف (آر بي جيه) وأسلحة رشاشة وقام سبعة انتحاريين منهم بتفجير سيارة مفخخة في الحصن مما أدى إلى مقتل حزام الذهب وابن أخيه أحمد علي أحمد الذهب وأصيب آخرون وشوهد المنزل يحترق بالكامل، كما قتل منفذو الهجوم وشخصان آخران من قبائل آل عامر». وكان طارق الذهب سيطر في يناير (كانون الثاني) الماضي مع مئات من عناصر ما تسمى بـ«أنصار الشريعة» على مدينة رداع قبل أن يغادروها بعد أكثر من أسبوع بوساطة قبلية.

وتقع رداع التي شهدت هذه الأحداث الدامية على بعد 170 كيلومترا جنوب العاصمة صنعاء، تقريبا، وقام خلالها طارق الذهب، وهو يرتبط بعلاقة مصاهرة بالمتشدد الأميركي من أصل يمني الصريع أنور العولقي، بالسيطرة على المدينة مع مسلحيه محاولا إعلان إمارة إسلامية، في المدينة ذات التاريخ العريق في حقبة الإسلام، حيث إن بها جامع ومدرسة العامرية.

وفي مدينة البيضاء، عاصمة المحافظة، قتل رئيس اللجنة الإشرافية على الانتخابات الرئاسية و3 من أفراد اللجنة الأمنية الخاصة بتأمين وحماية اللجنة وهم من ضباط في الحرس الجمهوري، وبينهم قائد قطاع الحرس الجمهوري في محافظة البيضاء، وتواجه اللجان الانتخابية الإشرافية الخاصة بالمحافظات والأصلية الخاصة بالمديريات والمراكز الانتخابية، اعتداءات من قبل الرافضين لإجراء الانتخابات الرئاسية المبكرة المقررة في الـ21 من الشهر الجاري، في المحافظات الجنوبية، وقد اعترف رئيس اللجنة العليا للانتخابات، القاضي محمد حسين الحكيمي، أمس، في مؤتمر صحافي بصنعاء، بعدم قدرة عدد من اللجان ممارسة مهامها في عدة محافظات جنوبية، وقال إن عددا من اللجان تعرض لاعتداءات وإطلاق نار وتفجيرات ورمي بالحجارة.

وحمل القاضي الحكيمي وزارتي الداخلية والدفاع مسؤولية ما تتعرض له اللجان الانتخابية سواء من أعمال قتل لأعضائها أو الاعتداء عليها ومنعها من ممارسة مهامها، في ظل وجود لجان أمنية مكلفة بحمايتها وتتكون من القوات المسلحة والأمن، واستغرب رئيس اللجنة أن يقوم مجموعة من الأشخاص بإخراج اللجان الانتخابية من بعض الدوائر الانتخابية وإغلاقها دون أن يكون هناك أي دور أو تحرك جدي يذكر للجهات الأمنية، وقال إنه «لا يعقل أن يقذف أعضاء اللجان في بعض الدوائر الانتخابية بالحجارة والاعتداء المتكرر عليها في ظل وجود قوات الأمن والجيش في هذه الأماكن!»، لكنه أكد أن «العملية الانتخابية ستمضي في كل الأحوال وأنه تم استكمال جميع التجهيزات الفنية، بما في ذلك إيصال أوراق الاقتراع البالغ عددها أكثر من 12 مليونا و600 ألف ورقة اقتراع إلى جميع المحافظات».

في هذه الأثناء، تتواصل الحملة الانتخابية لمرشح التوافق الوطني، المشير الركن عبد ربه منصور هادي، حيث تنتشر صوره في جميع شوارع العاصمة صنعاء وعواصم المدن، ويجري تدشين حملاته الانتخابية في جميع المحافظات بمشاركة من حزب المؤتمر الشعبي العام، وأحزاب اللقاء المشترك، بعد تشكيل لجان تنسيق مشتركة لدعم الحملة الانتخابية لنائب الرئيس ليكون مرشحا توافقيا للقوى السياسية الممثلة في مجلس النواب اليمني (البرلمان).

وفي السياق ذاته، قال السفير الأميركي لدى اليمن، جيرالد فايرستاين، إن هناك التزاما إقليميا ودوليا بـ«إنجاح الانتخابات الرئاسية المبكرة، ونعمل مع حكومة الوفاق في سبيل إنجاحها وضمان مشاركة أكبر قدر ممكن من الناخبين في عملية التصويت يوم الاقتراع»، وأضاف، في مؤتمر صحافي بمبنى السفارة في صنعاء، أن «مقاطعة الحوثيين والحراك الجنوبي لن تؤثر» على العملية الانتخابية، وأن «إعاقة الناس من المشاركة في الانتخابات الرئاسية دليل على الضعف وليس على القوة»، وأعرب عن توقعاته بحدوث «تحديات أمنية ومقاطعة شريحة من الناس لهذه الانتخابات التي نأمل أن تكون ناجحة»، مشيرا إلى أن الانتخابات الرئاسية ستكون «بداية المرحلة الانتقالية وليس نهايتها»، حسب ما نقلت عنه وكالة الأنباء اليمنية (سبأ).