تايلاند تتهم المعتقلين الإيرانيين بمحاولة القتل

نيودلهي تعتقل متهما آخر على خلفية التفجير

TT

في الوقت الذي توجه فيه مندوب إسرائيل في الأمم المتحدة رون بورسور بطلب لإدانة تفجيرات نيودلهي وبانكوك التي خلفت وراءها عددا من الجرحى منهم زوجة دبلوماسي إسرائيلي والتي يتورط فيها أشخاص يحملون جوازات سفر إيرانية، أعلنت السلطات التايلاندية أمس أنها عززت الإجراءات الأمنية أمام السفارات والمواقع السياحية الكبرى. وقال الناطق باسم الشرطة الجنرال بيا اوثايو إنه «تم تعزيز الإجراءات الأمنية في جميع أنحاء البلاد منذ الليل بعد الحوادث»، مشيرا إلى أن السلطات «أولت اهتماما خاصا للسفارات والأماكن التي يتجمع فيها الأجانب والمواقع السياحية». لكن تعزيز الإجراءات الأمنية لم تشمل مطار بانكوك الدولي الذي أبقيت إجراءاته الأمنية عند الدرجة الثانية (من أصل أربع درجات).

ووجه في بانكوك لشخصين يحملان جوازي سفر إيرانيين، تهمة حيازة متفجرات ومحاولة القتل، غداة سلسلة تفجيرات التي وقعت في وسطها وخلفت 5 جرحى من بينهم أحد المتهمين الذي بترت ساقاه. وتقول الاستخبارات التايلاندية إن هذه التفجيرات تأتي في إطار مؤامرة تستهدف دبلوماسيين إسرائيليين.

وتحمل إسرائيل طهران مسؤولية التفجيرات في تايلاند التي جاءت بعد أقل من 24 ساعة على تفجير في الهند استهدف سيارة زوجة دبلوماسي إسرائيلي في نيودلهي وكذلك محاولة أخرى في العاصمة الجورجية. وربطت إسرائيل بين التفجيرات الثلاثة مشيرة بأصبع الاتهام إلى إيران.

وقال رئيس الشرطة التايلاندية بريبان دامابونج أمس بأن المتهمين الثلاثة بتنفيذ سلسلة من التفجيرات في بانكوك من بينهم المعتقل في ماليزيا، جاءوا إلى تايلاند لاستهداف دبلوماسيين إسرائيليين. وأضاف بريبان أنه بعد استجواب أحد المتهمين وهو محمد هزاي، 42 عاما، الذي اعتقل أثناء محاولته مغادرة البلاد ليل الثلاثاء الماضي تبين أنهم «كانوا يستهدفون أفرادا وخاصة دبلوماسيين إسرائيليين». وأضاف أن السلطات التايلاندية طلبت من ماليزيا تسليمها المشتبه به الثالث واسمه مسعود سيداجات زاده، 31 عاما، ويحمل الجنسية الإيرانية الذي كانت قد اعتقلته في وقت متأخر من أول من أمس، للمساعدة في تحقيقات تايلاند.

وكان المشتبه بهم الثلاثة يقيمون في منزل مستأجر في بانكوك ضربه انفجار عرضي على ما يبدو يوم الثلاثاء الماضي مما دفعهم للهروب. وتمكن هزاي وزاهيد من الهروب من موقع الانفجار في حين لم يتمكن الإيراني الثالث سعيد مرادي، 32 عاما، فحاول أن يستقل سيارة أجرة في وسط المدينة، ولكن سائقي سيارات الأجرة رفضوا التوقف له فقام الرجل برشق إحدى السيارات بقنبلة يدوية مما أسفر عن إصابة السائق و3 أشخاص من المارة. وفر الرجل من الموقع فطاردته الشرطة، وعند محاولة اعتقاله ألقى قنبلة يدوية أخرى على رجال الشرطة، ولكنها ارتدت بسبب اصطدامها بشجرة وانفجرت بالقرب منه، ما تسبب في فقد ساقيه.

وتم استئجار المنزل باسم سيدة إيرانية تدعى روحاني ليلا، 32 عاما، كانت تعيش في تايلاند بتأشيرة إقامة عادة ما يصعب الحصول عليها. وقال ويبون بانجثاماي مفوض شرطة الهجرة التايلاندية «كانت تقيم في البلاد بتأشيرة إقامة لدراسة اللغة التايلاندية وهي لم تعد في تايلاند ونحن نعتقد أنها عادت لإيران».

ورغم حالة التأهب تحاول السلطات التايلاندية طمأنة الرأي العام والسياح بعد اعتقال الإيرانيين، محاولة التقليل من أهمية الحدث رفضت التحدث عن الإرهاب مذكرة بأنها لا تريد إقحامها في توترات الشرق الأوسط. وأعلن نائب رئيس الوزراء يوتثاساك ساسابرابا أن المشتبه فيهم كانوا «يستهدفون أشخاصا وليس العنف على صعيد واسع وبالتالي من السابق لأوانه القول إنه عمل إرهابي».

إلى ذلك جاء الهجوم الذي وقع في نيودلهي الذي اعتقلت الشرطة الهندية شخصا آخر على خلفية التحقيقات، مفاجئا لجهاز المخابرات الإسرائيلية الخارجية «الموساد» الذي زار فريق رفيع منه، العاصمة الهندية قبل أيام من وقوع الانفجار، وبحث تهديدات الانتقام لمقتل عماد مغنية القائد العسكري لحزب الله في الذكر الثانية لاغتياله في العاصمة السورية. وحسب ما نسبته صحيفة «تايمز أوف انديا» إلى مصادر لم تسمها فإن فريقا برئاسة رئيس الموساد تامير باردو التقى مع نظيره الهندي الأسبوع الماضي، وساد إحساس لدى فريق الموساد خلال الاجتماع أن المواطنين الإسرائيليين أكثر أمانا في الهند من تركيا.