إسلام آباد: قمة بين كرزاي ونجاد وزرداري تبحث السلام الأفغاني

طالبان تنفي إجراء حوار مع كابل.. وسفير أفغاني: الاتصالات «استكشافية فقط»

زرداري خلال استقباله نجاد وكرزاي في إسلام آباد أمس (إ.ب.أ)
TT

بينما بدأ رؤساء باكستان وأفغانستان وإيران قمة رئاسية في إسلام آباد تركز على التعاون الإقليمي والسلام الأفغاني على وجه الخصوص، نفت حركة طالبان أمس إجراء حوار مع الحكومة الأفغانية يمهد لعملية سلمية، وذلك خلافا لتصريحات نسبت إلى الرئيس الأفغاني حميد كرزاي.

وتأتي القمة الرئاسية بين الرئيس الباكستاني آصف علي زرداري ونظيريه الأفغاني كرزاي والإيراني محمود أحمدي نجاد، بينما تشهد العلاقات بين باكستان والولايات المتحدة تدهورا منذ أشهر. ويتوقع أن يعقد الرؤساء الثلاثة مؤتمرا صحافيا صباح اليوم في اليوم الثاني والأخير للقمة التي ستتطرق، بجانب مسائل التعاون الاقتصادي والتجاري، إلى ملف «مكافحة الإرهاب» وعملية السلام الأفغانية، وفق ما أعلنت إسلام آباد.

وأعلن كرزاي قبل وصوله مسبقا أنه سيلتقي الرئيس زرداري ورئيس الوزراء يوسف رضا جيلاني وقادة الجيش الواسع النفوذ وزعيم المعارضة رئيس الوزراء السابق نواز شريف. بينما صرح الرئيس الإيراني عند مغادرته طهران بأن «تدخل الأجانب في شؤون المنطقة ووجودهم ونشاطهم العسكري الكثيف أدى إلى مضاعفة انعدام الأمن والمشاكل، لا سيما في أفغانستان وباكستان»، وطالب «بحلول إقليمية للمشاكل الإقليمية».

ونفت حركة طالبان أمس إجراء حوار مع الحكومة الأفغانية يمهد لعملية سلمية، وذلك خلافا لتصريحات نسبتها صحيفة أميركية إلى الرئيس حميد كرزاي. وأكد ذبيح الله مجاهد، أحد المتحدثين باسم الحركة، عبر «صوت الجهاد» أحد مواقعهم على شبكة الإنترنت، أن المتمردين «لم يجروا حوارا في أي مكان مع الإدارة الدمية» في كابل «ولم يقرروا بعد ما إذا كانوا يرغبون» في ذلك أم لا.

وكانت صحيفة «وول ستريت جورنال» نقلت عن الرئيس الأفغاني كرزاي قوله إن الحكومتين الأميركية والأفغانية بدأتا محادثات ثلاثية سرية مع طالبان، وقال كرزاي في المقابلة إن طالبان مهتمة «قطعا» بالتسوية السلمية لإنهاء الحرب، وإن كل الأطراف الثلاثة تشارك الآن في المباحثات. وأضاف «كانت هناك اتصالات بين الحكومة الأميركية وطالبان، وجرت اتصالات بين الحكومة الأفغانية وطالبان، وهناك بعض الاتصالات التي أجريناها كلنا معا بما في ذلك طالبان». وقالت الصحيفة إن كرزاي رفض تحديد المكان الذي تجرى فيه المحادثات أو ذكر المزيد من التفاصيل قائلا إنه يخشى أن يضر هذا بالعملية.

لكن السفير الأفغاني لدى باكستان حاول في وقت لاحق توضيح طبيعة الاتصالات قائلا إنها «استكشافية فقط» من أجل مصالحة محتملة لا تتضمن حكومة كابل. ونقلت وكالة «رويترز» عن السفير عمر دودزاي قوله «يجب أن أؤكد على كلمة استكشافية. إنها ليست محادثات. عندما تكون هناك محادثات، يفترض أن تكون بين الحكومة الأفغانية وطالبان. لم نصل إلى تلك المرحلة لكننا نتمنى الوصول إليها». وقال دودزاي «على مستوى رفيع للغاية هناك محادثات سرية ومحادثات بين أميركا وطالبان. لست على علم بأي محادثات أخرى بخلاف عملية قطر». ومضى يقول «عملية قطر هي اتصالات استكشافية بين طالبان والولايات المتحدة».

وكانت حركة طالبان قد أعلنت الشهر الماضي أنها ستفتح مكتبا سياسيا في قطر، مما يشير إلى أن الحركة ربما تكون مستعدة للانخراط في مفاوضات من المرجح أن تمنحها مناصب حكومية أو سيطرة رسمية على أغلب المناطق التي تسيطر عليها في الجنوب.

وبينما بدأت الولايات المتحدة عملية سحب قواتها المقاتلة من أفغانستان التي تنتهي في أواخر 2014، فإنها تحاول في قطر فتح حوار مع طالبان. غير أن باكستان وحكومة كرزاي أعربتا مؤخرا عن الخشية من استبعادهما من العملية أو تهميشهما.

وتعتبر باكستان أن من الضروري وجود أنظمة صديقة لدى جارتيها، إيران وأفغانستان، بسبب وجود خصمها التاريخي الهند على حدودها الشرقية. لكنها تتعرض بانتظام لاتهامات الأميركيين والأفغان بأنها تدعم حركة طالبان الأفغانية.