اغتيال إمام جامع في دمشق.. وعلماء يطالبون بمراعاة الشرع في الدماء

النجار لـ«الشرق الأوسط»: النظام يستهدف رجال الدين

TT

بعد أقل من شهر على اغتيال الأب باسيليوس نصار، الكاهن في بلدة كفربهم (ريف حماه) عندما كان يقوم بإسعاف رجل مصاب في حي الجراجمة، اغتيل يوم أمس الشيخ أحمد صادق إمام جامع «أنس بن مالك» في حي الميدان بدمشق. وفي حين ذكرت وكالة الأنباء السورية «سانا» أن «مجموعة إرهابية مسلحة ترصدت الشيخ صادق في منطقة قدم عسالي، وأطلقت نيران أسلحتها الرشاشة عليه خلال عودته بسيارته إلى منزله في البويضة بريف دمشق مما أدى إلى استشهاده»، رفض ياسر النجار، عضو المجلس الوطني والمجلس الأعلى لقيادة الثورة السورية، هذه الاتهامات جملة وتفصيلا، مؤكدا أن النظام السوري هو المتورط في عملية الاغتيال، وقال لـ«الشرق الأوسط»: «بعدما لم يتوان هذا النظام عن استهداف الأطفال ها هو اليوم يبدأ باستهداف رجال الدين بهدف إشاعة الفوضى والفتنة الطائفية، إضافة إلى توصيل رسالة إلى السوريين الحياديين أو حتى الموالين له بأنهم لن يكونوا في مأمن عن هذا الاستهداف إذا ما قرروا تغيير وجهتهم السياسية».

وأضاف النجار «هذا الاغتيال وما قد يليه من اغتيالات خطوة استباقية ورسالة للعالم بأن الفوضى ستعم سوريا إذا تغير النظام. وهذا ما يحاولون به إخافة الموالين له والمحسوبين عليه ليقولوا لهم إنهم سيكونون معرضين لعمليات استهداف وتصفية على أيدي العصابات المعارضة المسلحة».

ورغم أن الشيخ صادق، الذي يبلغ من العمر 37 عاما ويحمل شهادة دكتوراه في الشريعة، كان يعتبر من رجال الدين التابعين للنظام، فقد أكد النجار أن الموقف السياسي الإنساني الحقيقي للشيخ صادق أو لأي رجل دين آخر غير واضح في ظل الخوف الذي يعيشون تحت وطأته. وأضاف «مما لا شك فيه أن هاجسنا في هذه المرحلة هو العمل قدر الإمكان على إبعاد هذا الشبح الذي يبدو أن النظام السوري سيعمل جاهدا على تغذيته، وهذا ما يبدو واضحا إن من خلال التهديدات التي سبق للأسد أن أطلقها للداخل والخارج، أو من خلال انتهاجه عمليات التصفية التي يستهدف من خلالها رجال الدين، ولا نستبعد أن تتوسع هذه الدائرة في الفترة المقبلة، الأمر الذي يتطلب العمل وبشكل أسرع على إيجاد حلول سياسية لقطع الطريق أمام خطط هذا النظام بأسرع وقت ممكن».

وكانت وكالة «سانا» قد ذكرت أن المجموعة المسلحة ترصدت الشيخ صادق في منطقة قدم عسالي، في ساعة متأخرة من مساء أول من أمس، وأطلقت نيران أسلحتها الرشاشة عليه خلال عودته بسيارته إلى منزله في البويضة بريف دمشق.

وفي بيان متناقض مع ما يحصل في سوريا من عمليات قتل، أصدر علماء سوريون بيانا استنكروا فيه عملية الاغتيال والجرائم التي ترتكبها من سموها بـ«المجموعات الإرهابية المسلحة»، من أعمال القتل والتمثيل بالجثث ودعوات المجموعات إلى الامتناع عن العمل وتعطيل مصالح الناس وتخريب الممتلكات العامة. كما أجمعوا على أنه تجب مراعاة حدود الشرع في الدماء والأموال والأعراض، وأن قتل النفس التي حرم الله بغير حق من أكبر الكبائر بعد الشرك بالله، لافتين إلى أن الشرائع السماوية والقوانين والأعراف الدولية حرمت سفك الدماء وحصد الأرواح البريئة.