منسق «هيئة التنسيق السورية» في الداخل يلتقي المبعوث الصيني إلى دمشق

حبو لـ«الشرق الأوسط»: الصين تميز بين «فيتو» مجلس الأمن وموقفها من الثورة

TT

بعد أسبوع على زيارة قام بها رئيس «هيئة التنسيق السورية»، الدكتور هيثم مناع، على رأس وفد من الهيئة إلى بكين، بناء على دعوة من وزارة الخارجية الصينية، من المقرر أن يلتقي المنسق العام لـ«هيئة التنسيق الوطنية السورية» في الداخل، حسن عبد العظيم، المبعوث الصيني إلى سوريا، جاي جون، وهو أحد نواب وزير الخارجية الصيني، الذي يتوجه اليوم إلى سوريا للمرة الأولى، منذ أن استخدمت بكين حق النقض (الفيتو) في مجلس الأمن الدولي، لمنع تبني قرار يدين ممارسات دمشق ضد الحركة الاحتجاجية.

وقال عضو المكتب التنفيذي في هيئة التنسيق الوطنية، ماجد حبو، لـ«الشرق الأوسط»، إن «اللقاء المرتقب اليوم بين عبد العظيم والمبعوث الصيني يأتي في إطار استكمال اللقاء الذي عقد في بكين، والذي كان أهم ما طرح خلاله من قبل الجانب الصيني هو تعبيره عن تفهمه العالي للثورة السورية، فضلا عن دعوته للتمييز بين الفيتو في مجلس الأمن، باعتباره تعبيرا عن رفض الهيمنة العالمية، وبين الموقف الصيني من الثورة السورية، التي يقيمونها بشكل إيجابي جدا».

وأوضح حبو أنه «بعد اللقاء في بكين طرحت فكرة توجه وزير الخارجية الصيني أو مبعوث عنه إلى دمشق ليطرح فكرة تهيئة أجواء الحوار للمرحلة الانتقالية»، لافتا إلى أن «المسؤولين الصينيين يعتبرون أن خطاب هيئة التنسيق، وتحديدا لناحية رفض التسلح وأي تدخل خارجي، يتقاطع مع الكثير من النقاط التي تأخذها الصين وكذلك روسيا في عين الاعتبار في مقاربتها للثورة السورية».

في موازاة ذلك، من المقرر أن يعقد وفد من «هيئة التنسيق النقابية» برئاسة رئيس الهيئة، الدكتور هيثم مناع، صباح اليوم، اجتماعا في بروكسل مع مندوبي 27 دولة ممثلين في الاتحاد الأوروبي، على أن يتوجه بعدها إلى جنيف لعقد اجتماعات مع ممثلي دول أعضاء في مجلس حقوق الإنسان. وأوضح مناع لـ«الشرق الأوسط» أن سلسلة لقاءات سيعقدها الوفد في الأيام المقبلة في المغرب وفي تونس على هامش المشاركة في «مؤتمر أصدقاء سوريا»، على أن يسبق هذه المشاركة في 22 الحالي، أو يليها في الخامس من الشهر المقبل زيارة إلى موسكو، وسلسلة لقاءات أوروبية في هولندا وبريطانيا. وقال إن «الهدف من حركة الاتصالات الخارجية هذه هو أن نفهم بالضبط كيف يمكننا التعاطي مع مقررات الاجتماع الأخير لوزراء الخارجية العرب، الذي صدر عنه قرارات غير متماسكة ومرهونة بموافقة أطراف أخرى غير الجامعة العربية، وأن نسمع رأي الجميع ونسمعهم رأينا».

ولفت مناع إلى أنه «سيقوم بجولة أميركية وكندية للقاء المسؤولين عن الوضع في المنطقة، ما لم يتم تكثيف الجهود في الأيام العشرة الأولى من شهر مارس (آذار) المقبل، من أجل توحيد قوى المعارضة السورية»، مجددا الإشارة إلى أن «اجتماع مجلس وزراء الخارجية العرب سجل نقاط ضعف كثيرة، لدرجة أن تفسيرات بعض بنوده كانت أحيانا مضحكة، وأحيانا أخرى مبكية». وأشار إلى أن «إنهاء مهمة بعثة المراقبين العرب كان بمثابة (العصفور في اليد)، لكن إرسال قوات حفظ سلام عربية وأممية أشبه بـ(عصفور على الشجرة)، لأنه يحتاج إلى موافقة من مجلس الأمن»، مذكرا بالمواقف الأخيرة التي صدرت عن البريطانيين والفرنسيين، إذ أشار وزير الخارجية البريطاني ويليام هيغ إلى أن بلاده تعارض أي وجود «غربي» في سوريا تخوفا من أن يكون ذلك مقدمة لدوامة لا تنتهي، وفي السياق عينه أكدت فرنسا معارضتها لأي تدخل خارجي في سوريا، على الرغم من أن البعض كان يراهن على عكس هذا الموقف.

وأعرب عن اعتقاده بأن الجامعة العربية «بدأت تعمل بقوة لكن خطابها بات ضعيفا اليوم، ومن هنا أهمية التواصل مع المجتمع الدولي»، وانتقد إعطاءها المعارضة السورية مهلة من أجل التوحد، مشددا في الوقت نفسه على أن «وحدة المعارضة باتت أمرا ضروريا، لأن الاستمرار بحالة عدم التوحد يخدم النظام بالدرجة الأولى». وقال إن «ثمة ورقتين بيد النظام السوري؛ الأولى أن نبقى كقوى معارضة متفرقين، والثانية أن يعلن أحدنا أنه يمثل المعارضة».