محافظات مصرية تتضامن مع بورسعيد في جمعة «براءة الباسلين وعقاب المجرمين»

بهدف كسر حصار أعقب مقتل العشرات في مباراة لكرة القدم

TT

شهدت محافظة بورسعيد (شمال شرقي القاهرة) أمس تدفق عدة قوافل شعبية من مختلف المحافظات والتيارات والقوى والحركات والأحزاب السياسية، ومشاركة فنانين وأدباء في جمعة أطلق عليها «براءة الباسلين وعقاب المجرمين»، وذلك بهدف كسر الحصار وحاجز العزلة التي عانت منها المدينة خلال الأيام الماضية على خلفية مقتل 74 من مشجعي كرة القدم في أحداث مباراة الأهلي والمصري البورسعيدي مطلع فبراير (شباط) الجاري.

وطالبت القوافل التي وصلت إلى المدينة التي تطل على قناة السويس والبحر الأبيض المتوسط، من محافظات الإسماعيلية والإسكندرية ودمياط، بالكشف عن مرتكبي الجريمة الحقيقيين والقصاص من القتلة والدعوة لوقف حملة التحريض والاستعداء ضد أبناء بورسعيد ومواجهة مؤامرة طمس التاريخ النضالي والكفاحي لأهالي المدينة والتصدي لمحاولة تشويه صورة الألتراس (روابط مشجعي أندية كرة القدم).

وضمت الوفود التي وصلت للمدينة أمس، مجموعة تمثل رموز الشخصيات العامة تضم برلمانيين ونشطاء من الحركات السياسية أبرزهم عبد المنعم أبو الفتوح المرشح المحتمل لرئاسة الجمهورية، والناشط السياسي جورج إسحاق والناشطة نوارة نجم، وبثينة كامل المرشحة المحتملة لرئاسة الجمهورية، وأبو العز الحريري البرلماني المخضرم، والنواب زياد العليمي، ومصطفى الجندي، ومحمد أبو حامد، ومصطفى النجار، بالإضافة للشاعر تميم البرغوثي، والأديب عبد الرحمن يوسف، والفنان عمرو واكد، والمنتج محمد العدل، ولاعبي كرة القدم (السابقين) نادر السيد وطاهر أبو زيد.

ونظمت الوفود مسيرة انطلقت من أمام مسجد «الرحمة» بحي الشرق في بورسعيد عقب صلاة الجمعة طافت الشوارع والميادين الرئيسية في المدينة، ثم تجمعوا بساحة ميدان الشهداء بحديقة المسلة رافعين أعلام مصر والأعلام والأوشحة السوداء. وردد المشاركون في المسيرة هتافات «بورسعيد بريئة.. هي دي الحقيقة»، «ياللي بتسأل إحنا مين.. إحنا ولاد 56» (في إشارة لعام 1956 حيث قاومت مصر عدوانا ثلاثيا عليها من فرنسا وإنجلترا وإسرائيل، وكان لمدينة بورسعيد دور بارز في التصدي للعدوان عبر المقاومة الشعبية).

وتعد هذه الزيارة هي الثانية من نوعها التي ينظمها المثقفون والمبدعون بعد الزيارة الأولى التي انطلقت يوم الاثنين الماضي وضمت مجموعة كبيرة من الفنانين.

وعلى الصعيد نفسه، أطلق اتحاد شباب ثورة 25 يناير مبادرة «أسبوع التسوق في بورسعيد»، بهدف كسر الحاجز النفسي تجاه أهالي المدينة بعد الأحداث المؤسفة التي شهدتها ولعمل رواج تجاري بالمدينة، التي تعتمد في اقتصادها على التجارة باعتبارها المنطقة الحرة (لا تخضع للرسوم الجمركية) الوحيدة في البلاد.

وفي إطار الحملة التي ينظمها حزب الحرية والعدالة الذراع السياسية لجماعة الإخوان المسلمين، لكوادر الحزب على مستوى محافظات الجمهورية تحت عنوان «بنحبك يا بورسعيد»، تم تنظيم القافلة الثانية التي ضمت نحو مائة حافلة قادمة من محافظة الإسكندرية.

وتسببت عزلة المدنية منذ مطلع الشهر الجاري في نقص المواد الأساسية داخل المحافظة، الأمر الذي تطلب تدخل المجلس العسكري الحاكم في البلاد بإرسال طائرات عسكرية تحمل مساعدات للمدينة.

وشكل البرلمان المصري لجنة لتقصي الحقائق حول أحداث المباراة، وأصدرت اللجنة تقريرا مبدئيا الأسبوع الماضي، وجهت فيه تهمة التقصير لوزارة الداخلية وهو ما قد يدفع المجلس لسحب الثقة من اللواء محمد إبراهيم وزير الداخلية، كما حمل التقرير المبدئي الإعلام الرياضي وروابط مشجعي الكرة جانبا من المسؤولية عن الأحداث الدموية.