رئيس وزراء تونس يكشف عن مباحثات مع السعودية تتعلق بمؤتمر «أصدقاء سوريا»

قال خلال زيارته للمملكة إن الرياض تلعب دورا محوريا مهما

رئيس وزراء تونس قبيل مغادرته المدينة المنورة أمس (واس)
TT

كشف حمادي الجبالي، رئيس الوزراء التونسي، عن مباحثات تجري مع السعودية تتعلق بدفع العلاقات الثنائية بين البلدين، كما أبان أن المشاورات مع المملكة ستتناول مناقشة مؤتمر أصدقاء سوريا المزمع عقده نهاية الشهر الحالي.

وقال الجبالي في مقابلة بثتها وكالة الأنباء السعودية، أمس، بمناسبة زيارته للمملكة «إن دور السعودية محوري وكبير ومهم، وتونس تقدر هذا الدور وتعتبره ركنا أساسيا وخطة استراتيجية في علاقاتها، وبالتالي ليس بالغريب أن تكون المملكة وجهة أول زيارة لي في المنطقة والدول العربية». وبين أن المباحثات سوف تتناول دعم القضية الفلسطينية ومناقشة مؤتمر أصدقاء سوريا المزمع عقده في تونس نهاية الشهر الحالي، مشيرا إلى أن المؤتمر سيعقد على مستوى وزراء الخارجية، وأنه يأتي لدعم جهود الوصول إلى حل تراعى فيه مصلحة الشعب السوري، داعيا الأطراف الدولية بما فيها روسيا والصين والمعارضة السورية إلى المشاركة.

ونوه بالمكانة التي تتبوأها السعودية بقيادة خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز آل سعود، على الأصعدة العربية والإقليمية والدولية، ودورها المحوري في خدمة القضايا العربية والإسلامية.

وأفاد بأن محادثاته في المملكة ستتناول العلاقات الثنائية بين البلدين الشقيقين في جميع المجالات وسبل دعمها وتعزيزها، إضافة إلى مستجدات الأحداث على الساحة العربية والقضايا ذات الاهتمام المشترك. وقال «آمل أن أوفق في هذه الزيارة في إحداث دفع جديد وقوي للعلاقات بين الشعبين الشقيقين، بعد ما شهدته تونس من تغيير، وأرجو أن يكون هذا فيه خير للشعبين التونسي والسعودي وللأمة جمعاء»، مشددا على أهمية تعزيز التبادل التجاري بين بلاده والمملكة والجوانب الاقتصادية الأخرى «لما للمملكة من دور كبير ودفع مهم لعجلة التنمية في تونس»، موضحا أن تونس تريد إرجاع هذا الدور وزيادة حجمه ودعم الاستثمار السعودي في بلاده. وأشار إلى أن بلاده أصبحت الآن محطة للاهتمام الخارجي في ما يتعلق بالاستثمار بعد الاستقرار السياسي فيها.

ودعا الجبالي من جهة أخرى السلطة الفلسطينية وجميع الفصائل الفلسطينية إلى المصالحة والوحدة، مؤكدا أن تونس تقف إلى جانب الجميع وليس لديها انحياز لطرف على حساب آخر، محييا جهود المملكة في خدمة القضية الفلسطينية ووحدة الفلسطينيين.

وأكد الجبالي على أهمية العمل العربي المشترك وتوحيد الكلمة والصف وترك الخلافات لتحقيق أهداف وتطلعات الشعوب العربية، وتابع قائلا «يجب أن تتوحد الكلمة حول الملف الفلسطيني والأوضاع في سوريا ومسألة المغرب العربي، وألا نترك بعض الاختلافات تعرقل اتفاقنا».

وعن الأوضاع في تونس بعد مرور أكثر من عام على التغيير، أكد الجبالي أن بلاده حققت خطوات مهمة في المجال السياسي، وأنها بصدد الإعداد لدستور جديد يحفظ هويتها العربية الإسلامية التي يتفق عليها الجميع، مشددا على احترام تونس لسيادة الدول العربية وعدم تدخلها في شؤونها، وأن ما حدث في تونس ثورة سلمية هادئة. ورأى أن التذبذب في الأوضاع الأمنية بتونس أمر عادي في فترة ما بعد الثورات، لكنه ركز على أن الجانب الاجتماعي على صعيد التنمية ما زال يشكل تحديا في هذه المرحلة، حاثا الدول العربية على دعم بلاده لتحقيق الاستقرار في مختلف المجالات والوصول إلى تضامن عربي يقوم على أسس الاحترام المتبادل والمصلحة العليا للعرب والمسلمين.

وقد أدى حمادي الجبالي والوفد المرافق له أمس مناسك العمرة، وكان في استقبالهم عند مدخل المسجد الحرام عدد من المسؤولين. فيما وصل رئيس الوزراء التونسي والوفد المرافق له إلى جدة أمس، وكان في استقبالهم بمطار الملك عبد العزيز الدولي، وكيل إمارة منطقة مكة المكرمة الدكتور عبد العزيز بن عبد الله الخضيري، ومدير مكتب المراسم الملكية بمنطقة مكة المكرمة خالد العباد، وسفير تونس لدى المملكة نجيب المنيف، وعدد من المسؤولين.

إلى ذلك، وصل رئيس الوزراء التونسي حمادي الجبالي إلى المدينة المنورة أمس في إطار زيارته للمملكة. وكان في استقباله في مطار الأمير محمد بن عبد العزيز، وكيل إمارة منطقة المدينة المنورة سليمان محمد الجريش، ومدير المراسم الملكية بالمدينة المنورة أمين سنوسي، ومدير شرطة منطقة المدينة المنورة اللواء سعود بن عوض الأحمدي، وعدد من المسؤولين.