قمة السلام في أفغانستان: نجاد يعتبر كل المشاكل سببها التدخل الخارجي.. وكرزاي يطالب بالأفعال

باكستان نفت القيام بـ«دور مزدوج» لحماية مصالحها الاستراتيجية

TT

اعتبر الرئيس الإيراني محمود أحمدي نجاد في مؤتمر صحافي أمس في إسلام آباد أن كل المشاكل الإقليمية التي تواجهها إيران وأفغانستان وباكستان سببها التدخلات الأجنبية.

وجاءت تصريحات أحمدي نجاد في اليوم الثاني من قمة مع نظيريه الباكستاني آصف علي زرداري والأفغاني حميد كرزاي.

من جهته، طالبا كرزاي بأفعال أكثر من الأقوال في اللقاء الذي طلب خلاله على ما يبدو مساعدة باكستان المجاورة لدفع متمردي طالبان إلى مفاوضات سلام.

أما باكستان، حليفة الأميركيين والقريبة أيضا تاريخيا من طالبان الذين يقاتلون الأميركيين في أفغانستان، فقد نفت عن نفسها القيام بدور مزدوج لحماية مصالحها الاستراتيجية في هذا البلد، بينما تدهورت علاقاتها مع واشنطن إلى حد كبير في الأشهر الأخيرة.

وقال أحمدي نجاد، إن «كل المشاكل تأتي من الخارج. من أجل تحقيق أهدافها وطموحاتها، لا تريد (القوى الأجنبية) لأممنا أن تتطور»، من دون أن يذكر أي دولة. وتابع «إن كل هذه القوى تتدخل في المنطقة ونحن نعتقد أن كل مشاكل المنطقة يجب أن تحل على مستوى المنطقة».

وأضاف الرئيس الإيراني «علينا أن نبقى معا لنتقدم ونصل إلى أهدافنا»، مؤكدا «جئنا لتعزيز التعاون بين دولنا الثلاث. وسنتقدم لحل هذه المشاكل (..) علينا أن نمنع الآخرين من التدخل»، حسبما أوردته وكالة الصحافة الفرنسية.

وعقدت القمة الثلاثية في إسلام آباد للبحث في عملية السلام في أفغانستان من أجل إنهاء الحرب المستمرة منذ عشر سنوات في هذا البلد، وفي مكافحة الإرهاب.

وشهد النزاع الأفغاني المستمر منذ عشر سنوات بين طالبان من جهة، وحكومة كابل وحلفائها في القوة التابعة لحلف شمال الأطلسي (130 ألف جندي) من جهة أخرى، منعطفا حاسما في ديسمبر (كانون الأول) مع موافقة المتمردين للمرة الأولى على مبدأ إجراء مفاوضات سلام مع الولايات المتحدة التي تقود القوة الدولية.

لكن هذه العملية ما زالت في بداياتها ولا يمكن أن تتيح وقف المعارك. وقال كرزاي «ما نحتاج إليه اليوم هو وضع سياسة قابلة للتطبيق والتمسك بها عمليا».

وإذا كانت العلاقات بين كابل وإسلام آباد توترت في الماضي بسبب غياب الثقة المتبادل، تؤكد كل منهما استعدادها لتسهيل السلام من أجل إحلال الاستقرار في بلديهما اللذين يشهد كل منهما حركة تمرد إسلامية.

وأضاف كرزاي «إن هذا اللقاء الثلاثي اليوم موجه إلى المستقبل ويهدف إلى تحديد الفرص والمخاطر التي تحدق بنا».

وأكد الرئيس الأفغاني في مقابلة نشرتها أول من أمس صحيفة «وول ستريت جورنال» الأميركية، أنه يتم إشراك الحكومة الأفغانية في المحادثات الاستكشافية بين الولايات المتحدة وحركة طالبان التي تهدف إلى بدء مفاوضات سلام.

وقال، إن الحكومة الأفغانية مشاركة في الحوار، وإن معظم عناصر طالبان مهتمون «بكل تأكيد» بالتوصل إلى اتفاق سلام مع خروج القوات الأجنبية من البلاد.

من جهته، نفى زرداري أن تكون باكستان مصدرا لإثارة اضطرابات لدى جارتها. وقال «لا أنفي وجود بقايا من الحرب التي جرت ضد الاتحاد السوفياتي في الثمانينات في باكستان» التي كانت تدعم المجاهدين الأفغان حينذاك والتحق بعضهم بطالبان وتنظيم القاعدة بعد ذلك.