وفاة شديد المفاجئة تصدم الوسط الإعلامي في لبنان

صحافية في مكتب «نيويورك تايمز» لـ «الشرق الأوسط»: الفاجعة ستترك أثرا بالغا على الجميع

TT

صدم الوسط الإعلامي في لبنان بنبأ وفاة مراسل صحيفة «نيويورك تايمز» الأميركية في الشرق الأوسط أنتوني شديد (43 عاما) الأميركي من أصل لبناني، الذي وافته المنية أول من أمس، إثر إصابته بأزمة ربو حادة أثناء وجوده في منطقة إدلب السورية قرب الحدود التركية لتغطية الأحداث في سوريا.

ومعلوم أن شديد متزوج اللبنانية ندى بكري مديرة مكتب «نيويورك تايمز» في بيروت ولهما ولدان هما ليلى ومالك، ويقيم مع عائلته في بيروت بشكل شبه دائم، وهو يجيد اللغة العربية بطلاقة، ويتميّز كمراسل في ميادين الحرب والمناطق الساخنة، وسبق أن فاز مرتين بجائزة بوليتزر عن تغطيته حرب العراق والأحداث التي ترتبت عليها.

وقد عبّرت الصحافية اللبنانية هويدا سعد التي تعمل في مكتب «نيويورك تايمز» في بيروت، عن صدمتها الكبيرة وزملائها لخبر وفاة أنتوني، وأكدت لـ«الشرق الأوسط» أنه «توفي نتيجة إصابته بأزمة ربو حادة وهبوط الأكسجين في دمه بشكل حاد». مشيرة إلى أن «هذه الفاجعة تترك أثرها البالغ عليها وعلى كل الزملاء، لا سيما أن زوجته ندى بكري هي مديرة مكتب بيروت للصحيفة».

وقالت صحيفة «نيويورك تايمز» في بيان لها إن شديد «كان في سوريا منذ أسبوع لجمع معلومات عن الجيش السوري الحر المعارض وآخرين يشاركون في حركة المقاومة ضد الرئيس السوري بشار الأسد الذي تشن حكومته حملة قمع مستمرة منذ 11 شهرا على المعارضين لحكمه». وذكرت الصحيفة أن «الحكومة السورية لم تعلم بشأن مهمته داخل البلاد».

ونعت أمس الجامعة الأميركية في بيروت ومعهد عصام فارس للسياسات العامة والشؤون الدولية فيها، الكاتب الصحافي البارز أنتوني شديد، كأول زميل وأول كاتب مقيم في المعهد. وقد نعاه رامي خوري مدير المعهد بقوله «عُرف أنتوني شديد بتواضعه، مما جعله يغمس قلمه في حياة الناس العاديين ليكتب عنها». وكانت الجامعة قد منحته الدكتوراه الفخرية في يونيو (حزيران) من العام الماضي. وحينها قال عنه رئيس الجامعة الدكتور بيتر دورمان «إنه من مراسلي الخطوط الأمامية في الجبهات، ومعروف بتغطيته التي لا تضاهى لأخبار الشرق الأوسط». أضاف دورمان «إن شديد، كأميركي يتكلم العربية، يشعر فورا بالمشاركة الوجدانية مع الناس العاديين الذين غطّى آلامهم وجروحهم الجسدية والنفسية، ويرسم صورا حية لشعوب الشرق الأوسط ويدخل قرّاءه في حياة الأفراد الذين يصفهم». وقد ردّ شديد يومها قائلا للطلاب «جيلكم لديه فرصة لتصحيح أخطاء جيلي وأجيال آبائنا وأجدادنا. للمرة الأولى منذ فترة طويلة، لدينا القدرة على التخيّل، وبطبيعة الحال، والأهم، إقامة واقع جديد من خلال هذا الخيال».

ولد أنتوني شديد في 26 سبتمبر (أيلول) 1968 في ولاية أوكلاهوما، وهو أميركي من أصل لبناني ودرس في جامعتي ويسكونسن وكولومبيا، وهو عمل مراسلا صحافيا لـ«واشنطن بوست»، و«بوسطن غلوب»، و«أسوشييتدبرس» في واشنطن والقاهرة ولوس أنجليس في بغداد وبيروت، وتميّز بسلاسة أسلوبه وبمخاطراته خلال تأدية عمله الصحافي. وقد وضع شديد عصارة خبرته في كتبه «ميراث النبي» (2002)، «يقترب الليل» (2005)، «حيث لا ينتهي الليل» (2006). أما كتابه الأخير «بيت من حجر»، والذي يروي فيه ذكرياته عن بلدة مرجعيون الجنوبية اللبنانية حيث تتحدر عائلته، فهو قيد الإعداد للطبع.