المجتمع الصحافي الأميركي يهتز للنبأ.. والبريطاني: خسارة جسيمة

اعتبره «صوت الشعب العراقي للقارئ الأميركي»

TT

اهتز المجتمع الصحافي الأميركي لوفاة أنتوني شديد، الصحافي الأميركي لبناني الأصل الذي توفي فجأة داخل سوريا بينما كان يغطي نشاطات المعارضة السورية لصحيفة «نيويورك تايمز» التي انتقل للعمل بها بعد أن عمل لسنوات مع صحيفة «واشنطن بوست»، ونال جائزتي «بولتزر» لتغطيته حرب العراق.

وقال رئيسه الأول، آرثر سولزبيرغر، ناشر صحيفة «نيويورك تايمز»: «أنتوني كان أحد الصحافيين الأخيار بالنسبة لجيلنا، وأيضا صورة للإنسان الطيب والكريم بصورة استثنائية. لسنوات كثيرة، أعطى القراء نظرات قريبة من أماكن بعيدة في الكرة الأرضية، ومن المناطق التي مزقتها الحروب. وفي سبيل ذلك، في كثير من الأحيان، واجه مخاطر شخصية كبيرة. كنا محظوظين أن أنتوني كان زميلنا، وإننا نحزن لوفاته».

كان والده، بودي شديد، قد قال، لدى إعلان وفاته لوكالة «أسوشييتد برس» إن ابنه كان يعاني الربو طوال حياته، وإنه كان يحمل الدواء معه أينما يذهب. وأضاف: «لكنه كان يمشي إلى الحدود (التركية - السورية) لأن ركوب السيارة كان خطرا أمنيا، وأيضا كان يمشي وراء بعض الخيول، وهو شديد الحساسية من الخيول بسبب الربو».

بدوره، قال جون دانيزيفسكي، مدير وكالة «أسوشييتد برس»، الذي كان قد عمل مع شديد في بغداد خلال الغزو الأميركي عام 2003: «إنه زميل رائع لكتاباته الأنيقة، ولعمق فهمه للمنطقة». بينما قال مارتن بارون، رئيس تحرير صحيفة «بوسطن غلوب»، حيث كان شديد قد عمل لفترة قصيرة: «كان هادئا تحت نار العمل السريع المكثف. إنه أكثر مراسل أجنبي نجاحا وسط جيله».

أما مايك غودغيل، مراسل تلفزيون «إيه بي سي»، الذي كان قد عمل مع شديد، ويعمل الآن مراسلا في تايلاند، فقال: «لا يعرف كثير من الأميركيين من هو أنتوني شديد، لكن الذين يتابعون التطورات في الشرق الأوسط يعرفون أنه ربما أحسن من كتب عن المنطقة خلال السنوات القليلة الماضية».

كما نعى مايك ألين، معلق في صحيفة «بوليتيكو» أنتوني شديد، قائلا: «كان شديد صوت الشعب العراقي بالنسبة للقارئ الأميركي. كان ينقل الخير والسيئ». ونشر ألين مقتطفات من رسائله من العراق، خاصة عندما دخل بغداد مع القوات الأميركية سنة 2003.

ونعى الوسط السياسي وفاة شديد، وقال رالف نادر، المرشح السابق لرئاسة الجمهورية، وهو أيضا من أصل لبناني: «لقد كان صحافيا عظيما». وأضاف: «كانت شجاعته، وقوة احتماله، وذكاؤه، وقوة ملاحظته غير العادية، تحترم ذكاء قرائه، بينما ترفع من معاييره المهنية».

وبدورها اهتمت الصحافة البريطانية بوفاة أنتوني شديد، أحد أبرز مراسلي صحيفة «نيويورك تايمز» الأميركية بشكل مفاجئ يوم أول من أمس، الخميس، في نهاية اعتبرت كواحدة من «سخرية الأقدار» بعد أن وافته المنية جراء أزمة ربو حادة وهو الذي كان قد عاش حياة محفوفة بالمخاطر نجا منها بأعجوبة، خصوصا بعد إصابته بطلق ناري عام 2002 في الضفة الغربية، ثم تغطيته لعملية «الصدمة والرعب» لغزو العراق وإسقاط النظام العرقي السابق وما تلاه من انهيار الأمن واستهداف الصحافيين الغربيين، ثم اعتقاله من قبل القوات الموالية للعقيد الليبي الراحل معمر القذافي بضعة أيام إبان الثورة الليبية ومطاردته من قبل قوات الأمن خلال الثورة المصرية.

واعتبرت الصحافة البريطانية وفاة شديد خسارة شديدة لا تعوض بسهولة للصحافة الأميركية والغربية عموما، لا سيما أنه في قمة عطائه الصحافي في منطقة مشتعلة بالأحداث مثل الشرق الأوسط، قد ينأى البعض عنها لما تحمله من أخطار.