مردوخ يزور الـ«صن» لطمأنة محرريها.. ويعلن عن قرب إصدار صحيفة جديدة

حذر الصحافيين المتورطين في خرق القانون وتعهد بإعادة من أبعدوا بسبب فضيحة التنصت

TT

حذر قطب الإعلام روبرت مردوخ مراسلي أبرز صحيفة تابعة لإمبراطوريته في بريطانيا، من أنه لن يحمي المتورطين منهم في خرق القانون، لكنه تعهد، في المقابل، بدعم الـ«صن»، معتبرا أنها من ضمن «الإنجازات التي يفتخر بها».

وبعد وصوله إلى بريطانيا قادما من الولايات المتحدة، الليلة قبل الماضية، زار مردوخ مكاتب الـ«صن» في لندن أمس، لطمأنة الصحافيين والعاملين فيها بعد توقيف عدد منهم في الآونة الأخيرة على خلفية فضيحتي التنصت ودفع الرشا، وتعهد باستعادة وضع الصحيفة، كما أكد عزمه إطلاق صحيفة بديلة تصدر كل يوم أحد، وتكون بديلة عن «نيوز أوف ذي وورلد» التي تم إغلاقها الصيف الماضي.

وفي رسالة إلكترونية وجهها إلى الموظفين في الـ«صن»، أكد صاحب شركة «نيوز كوربوريشن» أنه سيبقى في العاصمة البريطانية «على مدى الأسابيع المقبلة من أجل منحكم الدعم»، إثر الأزمة التي سببتها فضحيتا التنصت ودفع الرشا المفترضة وتحقيقات الشرطة المرتبطة بذلك.

تأتي زيارة مردوخ بعد أن ألقت الشرطة القبض على عشرة من محرري صحيفة الـ«صن»، قبل أن يطلق سراحهم لاحقا بكفالة، على خلفية تحقيقات تقديم رشا مفترضة لمسؤولين مقابل الحصول على معلومات. وعقب القبض على خمسة من كبار المحررين والتنفيذيين بالصحيفة منتصف الأسبوع الحالي (وقد أطلق سراحهم جميعا بكفالة) قال مردوخ إن التزامه بـ«صن»، التي توزع يوميا نحو 2.7 مليون نسخة، ليس محل تساؤل.

وقال مردوخ في رسالته الإلكترونية التي نشرت مقتطفات منها وكالات الأنباء أمس: «سنلتزم بالقانون، الممارسات غير القانونية لن نتسامح، ولن يكون بمقدورنا التسامح، معها، في أي من مطبوعاتنا». وأضاف أن إمبراطوريته الإعلامية «لا تستطيع حماية الناس الذين يدفعون (المال) إلى مسؤولين في القطاع العام» من أجل الحصول على معلومات.

وأفادت وكالة «أسوشييتد برس» للأنباء بأن مردوخ جال في غرفة الأخبار بالـ«صن»، وتحدث إلى الصحافيين، لكنه لم يقدم خطابا رسميا للموظفين، كما أنه كان مرفوقا بابنه الأكبر لاشلان، وليس ابنه الأصغر جيمس، الذي يشغل منصب رئيس تنفيذي لمؤسسة «نيوز إنترناشيونال».

ونقلت وكالة عن مسؤولين في الشركة أن جيمس موجود حاليا خارج بريطانيا وله التزامات أخرى. وتزامنا مع ذلك، تجمع عدد محدود من المتظاهرين خارج مكاتب «نيوز إنترناشيونال»، رافعين شعارات كتب عليها «نهاية مافيا مردوخ».

كانت الفضيحة التي طالت إمبراطورية مردوخ تقد تفجرت الصيف الماضي عندما تكشف أن صحافيين تابعين لـ«نيوز أوف ذي وورلد»، الأسبوعية الشقيقة للـ«صن»، التي تصدر كل أحد، تنصتوا على رسائل صوتية خاصة بمشاهير في عدة مجالات من الفن إلى الرياضة والسياسة، إضافة إلى ضحايا جرائم. ومنذ إغلاق «نيوز أوف ذي وورلد»، نفذت الشرطة نحو 40 عملية اعتقال، طالت صحافيين، على خلفية تحقيقين أحدهما يتعلق بالتنصت والآخر بدفع الرشا لمسؤولين. وأفادت تقارير بأن ملايين الجنيهات الإسترلينية قد تم دفعها من قبل «نيوز كوربوريشن»، في إطار تسويات مع نحو 60 من ضحايا التنصت.

وتعهد مردوخ، 80 عاما، بأن الموظفين الذين تم إبعادهم على خلفية الفضيحة وتحقيقات الشرطة، سيُسمح لهم بالعودة إلى مناصبهم وسيتم التكفل برسومهم القضائية، كما تعهد بمساعدة صحيفة الـ«صن»، الذي يملكها منذ عام 1969، على استعادة عافيتها إثر الأزمة الحالية. ووصف هذه الصحيفة بأنها «جزء مني، وهي واحدة من الإنجازات التي أفتخر بها». وأضاف: «سنبني الإرث الذي نفتخر به للـ(صن)، عبر إطلاق (ذي صن أون صنداي) قريبا». وأكد بذلك أنباء كان العاملون في الشركة ينتظرونها منذ فترة، بأن الـ«صن» ستصبح يومية بشكل كامل، وليس مثلما هي حاليا، تصدر ستة أيام في الأسبوع فقط (كانت تحتجب الأحد وتعوضها في ذلك «نيوز أوف ذي وورلد»). وعلق مردوخ على الأمر بقوله: «مهمتنا هي توسيع واحدة من أكثر الصحف انتشارا في العالم، والوصول إلى أناس أكثر من ذي قبل».