القرفة كانت أغلى من الفضة

دول تحاربت من أجلها

TT

القرفة من التوابل المهمة جدا التي التصق باسمها الكثير من الخرافات والحكايات، وحيكت من أجلها المؤامرات وشنت الحروب. وقد رافق تاريخها الكثير من الألغاز والأسرار أيضا، وارتبطت دائما بحياة الملوك والأغنياء والآلهة منذ قديم الزمان. فقد أحبها الناس لرائحتها الطيبة والعبقة وقدراتها الجنسية المهمة، وعملوا على استخدامها كبقية المواد غالية الثمن كنوع من أنواع العملة.

وقد درج الناس على استخدام القرفة ذات اللون البرتقالي الترابي الداكن، لتطييب المأكولات، فاستخدموها في المشروبات الساخنة وصناعة الحلويات والمعجنات لمنحها طعما مميزا، بالإضافة إلى استخدامها في صناعة العلكة لما تمنحه من نفس طيب. والأهم من هذا استخدامها في الكثير من أطباق اللحم وأطباق الكاري وغيره من الأطباق المشرقية، التي لا بد من إضافة بعض من هذه المادة القوية والمرغوبة.

ولطالما استخدمت القرفة أيضا لغايات طبية كبقية التوابل والخضار والفاكهة، وتقول الموسوعة الحرة في هذا الصدد إن «زيت القرفة الأساسي هو العامل الرئيسي في مفعولها المقوي والمنشط للدورة الدموية والتنفس، والمدر للإفرازات والقابض للأوعية والمحرك للأمعاء، والمعقم المضاد للتعفن، ولهذا نرى القرفة تدخل في تركيب الكثير من الأدوية والمستحضرات الصيدلانية، وتعتبر القرفة الصينية أكثر غنى بالزيت العطري من أنواع القرفة الأخرى».

موطن القرفة الأصلي الذي يطلق عليه اسم «سيناموموم زيلانسيوم» هو سريلانكا (سيلان سابقا)، ويعود تاريخ استخدامه إلى قرون طويلة وقد جاء في كتابات أهل الصين وعلمائها ومؤرخيها في عام 2400 قبل الميلاد، ولا يزال الصينيون حتى الآن يلقون عليها اسم «كواي» (kwai)، لكن اسمها الطبيعي والنباتي يتدرج كما يقال من اللغتين العربية والعبرية أو بالتحديد اسم «أمومون»(amomon)، الذي يفترض أن يعني «نبتة البهارات العبقة» الرائحة. وحسب تلك الكتابات فقد استخدم الصينيون القرفة للغايات الطبية، وخصوصا علاج النزلة البردية والجهاز الهضمي.