موسكو مستعدة لـ«معادلة مقبولة» لتسوية الأزمة السورية

لافروف يطالب بعدم تدخل القوى الخارجية في شؤون البلدان العربية

TT

أعلنت وزارة الخارجية الروسية عن استعداد موسكو لإيجاد ما وصفته بـ«معادلة مقبولة» لتجاوز الأزمة في سوريا في إطار الأمم المتحدة. وقالت في بيان أصدرته أمس بوجوب إعطاء الأولوية لمصالح الشعب السوري والسلام والأمن في منطقة الشرق الأوسط. وفسرت الخارجية الروسية في بيانها الذي أصدرته أمس تصويتها مع مجموعة من الدول ضد القرار الذي طرحته دول عربية وغربية وجرى التصويت عليه في الجمعية العامة للأمم المتحدة بقولها إن موسكو انطلقت من أن النص المطروح كان يكرر مشروع قرار مجلس الأمن واستخدمت روسيا والصين حق «الفيتو» في رفضه في 4 فبراير (شباط) الجاري «لأنه يتسم بأحادية واضحة ويحمل الحكومة السورية وحدها مسؤولية ما يحدث في سوريا». وقالت الخارجية الروسية إن موسكو أكدت لرعاة القرار السابق استعدادها للمشاركة في التوافق على نص مشروع قرار الجمعية العامة للأمم المتحدة بهدف تحقيق توازن أكبر من خلال ما قدمته من اقتراحات وتعديلات تعكس الموقف الروسي تجاه التسوية في سوريا من خلال تأكيد الوقف الفوري للعنف من جانب كل الأطراف واستبعاد التدخل الخارجي ولا سيما العسكري فضلا عن محاولة فرض سيناريوهات خارجية بعينها لحل الأزمة مع ضرورة إطلاق آلية الحوار الوطني لمناقشة إصلاح النظام السياسي في البلاد.

وأعربت موسكو في بيان الخارجية الروسية عن أسفها تجاه رفض جميع التعديلات والإضافات التي اقترحتها فيما أعربت عن استعدادها للتعاون مع كل الشركاء الدوليين في محاولة للتوصل إلى «معادلة مقبولة» من جانب كل الأطراف المعنية لتجاوز الأزمة من خلال الأمم المتحدة. وكان سيرغي لافروف أشار في رسالة بعث بها أمس إلى أعضاء مؤتمر فالدي الذي بدأ أعماله في سوتشي على ضفاف البحر الأسود بدعوة من معهد الاستشراق ومجلس السياسة الخارجية والدفاعية ووكالة نوفوستي إلى أنه يعرب عن أمله في ألا تتأثر علاقات بلاده مع الدول العربية بسبب أحداث الربيع العربي مؤكدا أن علاقات الصداقة مع هذه البلدان تقوم على «أساس متين من التعاطف والثقة المتبادلة». وقال لافروف بعدم جواز استغلال أي قوى خارجية للاضطرابات التي تشهدها بعض الدول العربية من أجل التدخل في شؤونها الداخلية. وأشار إلى أن «بلاده ترى ضرورة إلا تلفت أي اضطرابات الأنظار بعيدا عن القضايا التي تنتظر الحل في المنطقة ولا سيما النزاع العربي الإسرائيلي والنزاعات الأخرى التي أفسدت المناخ في المنطقة».

وفي هذا المؤتمر الذي أقيم تحت عنوان «التحولات في العالم العربي ومصالح روسيا» ويشارك فيه خبراء في السياسة والشؤون الدولية من عدد من البلدان العربية وإسرائيل أشار ميخائيل بوغدانوف نائب وزير الخارجية الروسي والمسؤول عن ملف البلدان العربية والشرق الأوسط إلى أن مستوى العنف في سوريا في تزايد مستمر مؤكدا ضرورة تولي المعارضة السورية مسؤولية السيطرة على المجموعات المسلحة لوقف عمليات الاستفزاز في حال كونها تملك السيطرة عليها على حد تعبيره.