بعد مقر إقامة سلفا كير.. حريق ثان بمقر الحزب الحاكم في جنوب السودان

اعتقال وطرد مئات الطلاب من سكن جامعة الخرطوم

TT

اشتعل حريق في مقر الحزب الحاكم في جنوب السودان بعد أسبوع من حريق آخر مماثل في مقر إقامة رئيس الدولة سلفا كير ميارديت، بينما شهدت جامعة الخرطوم اعتقال الأمن لمئات الطلاب في مداهمات في السكن الجامعي أمس.

وبعد أسبوع واحد من حريق جزئي في مقر إقامة رئيس دولة جنوب السودان سلفا كير ميارديت احترق جزء من مقر الأمانة العامة للحركة الشعبية الحاكمة في الجنوب، ورغم أن الحريقين لم يحدثا خسائر في الأرواح، فإن بعض الوثائق كما تقول المصادر قد التهمتها النيران، وفي الحريقين السبب ماس كهربائي، في غضون ذلك أعلنت الحكومة السودانية أن جوبا والخرطوم اتفقتا على ترسيم الحدود بينهما رغم وجود (5) نقاط خلافية، على أن ينتهي الترسيم خلال 3 أشهر.

وقال مصدر في مقر الأمانة العامة للحركة الشعبية من جوبا لـ«الشرق الأوسط» إن حريقا اشتعل في مبنى الأمانة صباح أمس لكن مكتب الأمين العام باقان أموم لم تشتعل فيه أي نيران، مشيرا إلى أن أموم كان موجودا في داخل مكتبه وتم إخراجه، وأضاف «ليست هناك خسائر في الأرواح لكن كثيرا من الأثاثات احترقت وبعض الأوراق في مكاتب أخرى لأن الوثائق في مكتب الأمين العام تم إبعادها بسرعة»، وقال «من المبكر الحديث عن فعل فاعل لأن التحقيقات باشرتها الشرطة ولكن السبب الواضح حتى الآن أن الحريق سببه ماس كهربائي»، معتبرا الربط بين حريق يوم الجمعة الماضية في مكتب الرئيس سلفا كير بمقر إقامته وحريق الأمانة العامة مجرد صدفة، وقال «علينا أن ننتظر تحقيقات الشرطة والأجهزة المختصة».

ويأتي الحريق بعد يومين من فشل مفاوضات بين جوبا والخرطوم عبر الوساطة الأفريقية في أديس أبابا بشأن عبور نفط جنوب السودان للتصدير عبر السودان، ويقود باقان أموم وفد بلاده في تلك المفاوضات التي قال عنها إن المواقف متباعدة بين الطرفين.

وكان قد اشتعل حريق في مكتب رئيس دولة جنوب السودان سلفا كير ميارديت في مقر إقامته وتمت السيطرة عليه، ولم تحدث خسائر في الأرواح، وقد قال وقتها السكرتير الصحافي لرئيس جنوب السودان توماس كينث لـ«الشرق الأوسط» إن الحريق اشتعل في مكتب الرئيس الملحق بمقر إقامته، واحترقت أثاثات المكتب لكن لم تقع أي إصابات، وقال: إنه ليست هناك شبهة في أن الحريق بفعل فاعل أو أنه استهداف، وتابع «ليس هناك جهة وراء الحادث أو عملية تخريبية وهناك تحقيقات تجرى»، وأضاف «الحريق كان نتيجة ماس كهربائي».

إلى ذلك قال عضو وفد الحكومة السودانية في المفاوضات مع دولة جنوب السودان يحيى حسين بابكر: إن الطرفين اتفقا على بدء عملية ترسيم الحدود بينهما على الأرض وأن ينتهي الترسيم خلال (90) يوما، وأضاف أن لجنتي وجود مواطني كل دولة في الدولة الأخرى وترسيم الحدود واصلتا أعمالهما رغم انتهاء جولة المفاوضات الخميس الماضي، وقال: إن 5 نقاط حدودية لم يتم الاتفاق عليها بين البلدين لكنها غير مؤثرة في عملية ترسيم الحدود في الوقت الراهن لا سيما أن (90%) من الحدود تم الاتفاق عليها، وأضاف «لا يوجد ما يؤخر ترسيم الحدود».

وأشار حسين إلى أن الجولة السابقة لم تحقق نتائج بشأن النفط، وقال: إن المفاوضات ستتواصل في نهاية فبراير (شباط) الحالي، وأضاف «لكن لمسنا في هذه الجولة أن جوبا أصبحت لديها رغبة في التفاوض والتوصل إلى اتفاق وأن لديها النية لاستئناف تصدير النفط عبر السودان واستخدام منشآته».

وفي الخرطوم قال نشطاء إن الشرطة السودانية اعتقلت مئات الطلبة في مداهمة لنزل الطلاب في جامعة كبيرة قبل فجر يوم الجمعة في إطار حملة ضد جامعة كانت في محور احتجاجات مناهضة للحكومة.

وكانت جامعة الخرطوم في العاصمة السودانية أغلقت قرابة شهرين بعد مظاهرات نظمها الطلاب احتجاجا على ارتفاع الأسعار والبطالة وقضايا أخرى.

وقال شاهد إن الشرطة المزودة بهراوات دخلت نزل الطلبة في ساعة مبكرة صباح يوم الجمعة وضربت واعتقلت مئات من الطلبة الذين بقوا في النزل في انتظار استئناف الدراسة.

وقال الشاهد الذي طلب عدم الكشف عن شخصيته أيقظتنا في غرفنا أصوات الشرطة وقرعهم على الأبواب وأضاف أن أكثر من 300 طالب اعتقلوا.

ولم يتسن على الفور الاتصال بمتحدث باسم الشرطة السودانية للحصول على تعليق.

وقال محام يتابع الأحداث تكلم أيضا بشرط عدم الكشف عن شخصيته إن الشرطة اعتقلت ما بين 300 و400 طالب بموجب قانون مناهض للتحريض على زعزعة الاستقرار.

ولم يشهد السودان احتجاجات حاشدة كتلك التي أطاحت بالرئيسين المصري والتونسي ولكنه شهد مظاهرات صغيرة استلهمت الانتفاضات التي اندلعت العام الماضي في بلدان عربية أخرى.

أفاد شهود أن الشرطة السودانية طردت بالقوة الكثير من الطلاب الذين بقوا في السكن الجامعي رغم قرار تعليق الدروس الذي اتخذ إثر مظاهرات عنيفة في ديسمبر (كانون الأول).

وروى أحد الطلاب لوكالة الصحافة الفرنسية أن الشرطة وصلت في وقت مبكر من صباح الجمعة إلى جامعة الخرطوم وأعلنت أن «الجامعة مغلقة ولم يعد مسموحا لكم بالبقاء في السكن الجامعي».