مخيم اليرموك في دمشق يتحرك ضد الأسد

40 قتيلا فلسطينيا على يد قوات الأمن السورية

TT

استعاد مخيم اليرموك للاجئين الفلسطينيين الذي يقع على بعد 8 كيلومترات من وسط العاصمة السورية، دمشق، زخمه الاحتجاجي ضد نظام الرئيس بشار الأسد، حيث خرجت من أحيائه خلال الأسبوع الماضي، الكثير من المظاهرات المطالبة برحيل النظام السوري والمتضامنة مع أهالي مدينة حمص المحاصرة.

وكان المخيم الذي أنشئ عام 1957، على مساحة تقدر بمليوني متر مربع، قد اشتعلت المظاهرات فيه، في أوائل شهر يوليو (تموز) من العام الماضي، حين حاول مئات من اللاجئين الغاضبين اقتحام مقر الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين، القيادة العامة المقربة من النظام السوري، واتهموا الجماعة بالتضحية بأرواح الفلسطينيين من خلال تشجيع المحتجين على التظاهر في مرتفعات الجولان، حيث قتل منهم 24 شابا برصاص القوات الإسرائيلية خلال إحياء الذكرى الـ44 لنكسة يونيو (حزيران) 1967.

غير أن الحملة الأمنية المتصاعدة التي يشنها النظام السوري حاليا ضد المدن الثائرة، لا سيما حمص، دفعت أهالي المخيم للخروج في مظاهرات يومية معارضة قامت تنسيقية مخيم اليرموك للثورة السورية بنشر مقاطع منها في صفحتها الرسمية على موقع «فيس بوك». ويعتبر أحد الناشطين الفلسطينيين، الذي تفرغ أخيرا للعمل في تنسيقيات الثورة السورية، أن «الشعب الفلسطيني الذي عانى كثيرا من دموية النظام السوري، وآخرها في مخيم الرمل الفلسطيني في مدينة اللاذقية الذي تم قصفه بالبوارج البحرية، لا يمكن أن يقف على الحياد في الوقت الذي يذبح النظام إخوته السوريين»، ويؤكد أن «الفلسطينيين جزء من الثورة السورية وستتوسع مشاركتهم فيها خلال الأيام المقبلة».

واقتصرت العمليات الأمنية التي نفذها الأمن السوري داخل المخيم الذي يبلغ عدد سكانه من سوريين وفلسطينيين 359550 نسمة، على المداهمات والاعتقالات، إذ يقول الناشط الفلسطيني إن «معتقلات النظام السوري مليئة بالشبان الفلسطينيين، الأمر الذي يجعل الناس في مخيم اليرموك وسواه من المخيمات في حالة احتقان وغضب واستعداد دائم للخروج في مظاهرات تؤيد الثورة السورية».

وبحسب لجان التنسيق المحلية، فإن عدد الضحايا الذين سقطوا من الفلسطينيين برصاص الأمن السوري خلال الثورة المندلعة ضد نظام الأسد وصل إلى أربعين في جميع أنحاء سوريا، معظمهم يسكن في مخيمات درعا وحمص واللاذقية.

كما قدّم اللاجئون الفلسطينيون الدعم الإغاثي لأبناء مدينة درعا أثناء الحصار الذي فرضته قوات النظام السوري على المدينة، حيث أظهر أحد أشرطة «يوتيوب» جثث مشوهة لفلسطينيين يتحدرون من مخيم «الطوارئ»، كانوا يحاولون نقل الطعام والدواء لأهالي مدينة درعا، فاعترضتهم مجموعة من عناصر الأمن السوري وقامت بقتلهم. كما قال ناشطون.

وفي الوقت الذي تلتزم فيه معظم الفصائل الفلسطينية موقف الحياد فيما خص الانتفاضة السورية، باستثناء الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين، جناح أحمد جبريل، التي تعلن تأييدها الواضح لنظام الحكم في سوريا فإن الناشط الفلسطيني المنخرط في الثورة يؤكد أن «الفلسطينيين لن يسمحوا بعد الآن لنظام الأسد أن يقتل الأطفال، ويغتصب النساء باسمهم، وتحت عناوين قضيتهم». ويضيف: «هذا النظام قتلنا في تل الزعتر وتاجر بدمائنا، والآن يقتل الشعب السوري تحت اسم فلسطين والدفاع عن العروبة، سنقطع الطريق عليه وننخرط مع إخوتنا السوريين في الثورة المندلعة ضده».

يذكر أن مخيم اليرموك، هو مسكن لأكبر تجمع للاجئين الفلسطينيين في سوريا، عمل اللاجئون فيه على تحسين مساكنهم وقاموا بإضافة المزيد من الغرف عليها. واليوم، فإن المخيم مكتظ بالمنازل الإسمنتية المبنية من الطوب، وهو يعاني من اكتظاظ سكاني. وهناك ثلاثة طرق رئيسية في المخيم تتناثر على جنباتها المحلات التجارية وتزدحم شوارعها بسيارات التاكسي والباصات الصغيرة التي تجوب أرجاء المخيم.

والكثير من اللاجئين في مخيم اليرموك هم من الأشخاص المؤهلين الذين يعملون كأطباء ومهندسين وموظفين في جهاز الخدمة المدنية. أما الآخرون فهم يعملون كعمال عرضيين وبائعين في الشوارع. وبشكل إجمالي، ووفقا لمنظمة «أونروا» فإن الظروف المعيشية في المخيم أفضل بكثير من الظروف التي يعيش فيها اللاجئون الفلسطينيون الآخرون في المخيمات في سوريا.