أساتذة جامعيون بالجزائر يطالبون حكومتهم بالسعي للإفراج عن زميلهم الذي اعتقله الأمن السوري

بعد احتجازه منذ قرابة شهر

TT

طلب مجموعة من المدرسين في جامعة جزائرية من حكومة البلاد السعي للإفراج عن زميل لهم تحتجزه المخابرات السورية منذ سفره إلى دمشق الشهر الماضي. وتم الاعتقال داخل بيت أستاذ سوري بجامعة دمشق، أنزله عنده ضيفا.

وقال 29 أستاذا بجامعة العلوم القانونية والسياسية بالشلف (200 كم غرب العاصمة) في بيان، إنهم تلقوا «بقلق بالغ خبر اعتقال الزميل مهدي خالدي على أيدي السلطات السورية، بعد خمسة أيام من وصوله إلى الجمهورية السورية». وسافر خالدي، بحسب زملائه، في 19 يناير (كانون الثاني) الماضي، في إطار تربص قصير تحضرا لشهادة الدكتوراه. وانقطعت أخباره، حسبهم، منذ 24 من الشهر نفسه.

وحمّل بيان المدرسين، الذي حصلت «الشرق الأوسط» على نسخة منه، السلطات السورية «المسؤولية في ما يتعلق بسلامة السيد خالدي الجسدية وأي أذى يمكن أن يلحق به». وطالب السلطات الجزائرية بـ«التدخل العاجل والسريع لإطلاق سراح الزميل، من خلال القنوات المعروفة في مثل هذه الحالات، ووفق ما تقتضيه العلاقات الجيدة بين الدولتين». وطلب أساتذة الجامعة المحتجون من الحكومة السورية إطلاق سراحه «لأن في ذلك مساسا صارخا بكرامة الأستاذ الجامعي الجزائري».

وأدان البيان «هذا الفعل (الاعتقال) لأننا نراه تجاوزا خطيرا في حق الأستاذ الجامعي الجزائري بوجه عام، لا سيما أن السلطات السورية لم تخطر نظيرتها الجزائرية باعتقاله، ولم تبلغها بأسباب احتجازه». وبعث المحتجون نسخا من البيان إلى الرئيس عبد العزيز بوتفليقة ووزيري التعليم العالي والخارجية، وسفير سوريا بالجزائر. وجاء في البيان أن «استمرار الوضع الحالي يعطينا الحق في انتهاج طرق أخرى»، من دون توضيح ما يقصد بذلك.

وقال محمد يوسفي، زميل المحتجز، في اتصال هاتفي مع «الشرق الأوسط»، إن عائلة خالدي نقلت عن دبلوماسيين جزائريين في دمشق أنه معتقل لدى أحد فروع المخابرات السورية منذ 20 يوما. وأوضح أن أسباب اعتقاله مجهولة، مشيرا إلى أن زملاءه يعتزمون تنظيم اعتصام أمام مبنى السفارة السورية.

وانتقد يوسفي سفارة الجزائر بذريعة أن «مساعيها في اتجاه الإفراج عنه بطيئة، وأقل مما نطمح إليه ومما تترقبه عائلة مهدي». وأضاف أن القنصل العام بدمشق رفع رسالتين إلى وزارة الخارجية السورية، للاستفسار حول مصير مهدي خالدي، لكنه لم يتلق جوابا، بحسب يوسفي.

وسافر خالدي إلى سوريا، بناء على منحة دراسية حصل عليها من الجامعة التي يدرّس بها لاستكمال جمع الوثائق والاستعانة بخبرات جامعيين في سوريا، تمهيدا لمناقشة شهادة دكتوراه في القانون الدولي. ويقول زملاؤه، نقلا عن «شهود سوريين»، إن اعتقاله تم ببيت أحد الأساتذة الجامعيين السوريين والذي نزل عنده ضيفا. ويرجح أن المستهدف بالاعتقال كان الجامعي السوري وليس الجزائري. وكانت سلطات مطار دمشق منعت صحافيا من جريدة «الوطن» الفرنكفونية، من مغادرة المطار الصيف الماضي، عندما أراد الدخول لتغطية الأحداث. وتعرض لاحتجاز دام أسبوعين، انتهى بتدخل وزارة الخارجية الجزائرية.