هنري ووستر: طهران ستواجه مشكلات عندما يرحل الأسد

مساعد وزيرة الخارجية بالوكالة لشؤون إيران: أبواب الدبلوماسية ما زالت مفتوحة

هنري ووستر
TT

قال مساعد وزيرة الخارجية بالوكالة لشؤون إيران، هنري ووستر، إن سوريا كانت مهمة ومنطقة استراتيجية بالنسبة لإيران، و«عندما يذهب الأسد فإن طهران ستواجه عددا من المشكلات». وأوضح: «لا أعلم ما يمكن أن يقوموا به (إيران)، هو سيمثل خسارة كبيرة، خاصة استراتيجيا».

وقال ووستر إن الإيرانيين كانوا يساعدون الأسد لكن بشكل غير معلن، وأضاف: «ومؤخرا عاقبنا إيران على مساعدتهم للنظام في سوريا».

وأوضح أن هذه المساعدة كانت تتم عبر الدعم والنصح معا. وكانت الولايات المتحدة قد أصدرت قرارا الخميس الماضي بفرض عقوبات على وزارة الاستخبارات الإيرانية بعد اتهامها بدعم حملة القمع التي يشنها النظام السوري ضد المناهضين له، والمشاركة في القمع في إيران.

وقالت وزارة الخزانة الأميركية إن وزارة الاستخبارات والأمن الإيرانية دعمت النظام السوري «الذي يواصل ارتكاب انتهاكات لحقوق الإنسان»، ولعبت «دورا رئيسيا» في حملة القمع في إيران. وتعني العقوبات مصادرة أي عقارات تملكها الوزارة في الولايات المتحدة أو في أي منطقة خاضعة للسيطرة الأميركية، كما يحظر على مسؤولي الوزارة السفر إلى الولايات المتحدة.

وصرح مسؤول شؤون الإرهاب والاستخبارات المالية في وزارة الخزانة، ديفيد كوهين، قائلا: «اليوم قررنا فرض عقوبات على وزارة الاستخبارات لانتهاكاتها حقوق الإنسان الأساسية للمواطنين الإيرانيين وتصدير ممارستها الشرسة لدعم الحملة المقيتة التي يشنها النظام السوري ضد شعبه».

وقال «وإضافة إلى ذلك فإننا نستهدف الوزارة لدعمها جماعات إرهابية ومن بينها تنظيم القاعدة، وتنظيم القاعدة في العراق، وحزب الله، وحماس، مما يكشف مرة أخرى مدى رعاية إيران للإرهاب بوصفها سياسة للدولة الإيرانية».

وحول ما إذا كانت إيران قد تأثرت بالعقوبات الاقتصادية المفروضة عليها من الغرب، قال ووستر في حديث خص به «الشرق الأوسط» في لندن، إن هذا يظهر بشكل واضح في طهران، ويبدو «أنهم يعانون من صعوبات متصاعدة يواجهها رجال الأعمال، وعلاقاتهم التجارية مع الهند وأوروبا تتأثر». وحول التهديدات الإيرانية بإيقاف تصدير النفط لأوروبا؛ للبلدان المشتركة في فرض العقوبات عليها، قال ووستر إنه يستبعد هذا الأمر، وإن الحكومة الإيرانية نفسها قد سارعت لنفي الخبر، وقد راجت الكثير من الأحاديث حول الموضوع من قبل، وأضاف أن اختيار طهران للمسارعة بنفي الخبر يعني عدم قبولها بالفكرة، موضحا أنه يستبعد أن يقدموا على مثل هذه الخطوة في هذه الظروف.

وحول مدى تأثر حياة الناس في إيران بالعقوبات بين ووستر أنهم من خلال العقوبات يرمون إلى الضغط على الحكومة الإيرانية وليس هدفهم أن يتأثر الناس بذلك، وقال «كنا نريد من خلال العقوبات أن تعود الحكومة الإيرانية لطاولة المفاوضات وتجيب عن التساؤلات حول برنامجها النووي، ونريدهم أن يجيبوا عن تساؤلات المجتمع الدولي». وأضاف أنه مع العقوبات لا يمكن التحدث عن عدم تأثر المجتمع.

وحول الانقسامات داخل الحكومة الإيرانية قال المسؤول الأميركي إنه بالاطلاع على مكونات الحكومة الإيرانية التي تبدو أكثر وضوحا للمتابعين من الخارج، مع اقتراب موعد الانتخابات البرلمانية المقبلة في الثاني من مارس (آذار) المقبل، يلاحظ أن هناك بالفعل بعض الأصوات التي تفضل الحوار لكن يتم إقصاؤهم من الساحة السياسية أو إدخالهم السجون أو إزعاجهم، مؤكدا أن هناك الكثير من الأصوات التي تنشط داخل الحكومة الإيرانية، لكن غالبا ما يتم إسكات هذه الأصوات من أطراف في النظام لا تريد الحوار، والصوت الأقوى في إيران هو صوت الذين لا يتوجهون للحوار.

وفي ما يخص التفجيرات الأخيرة في تايلاند وجورجيا والهند، لم يؤكد المسؤول التوصل لجواب نهائي حول الموضوع، وقال إن التحقيقات ما زالت جارية مع الحكومات المضيفة للسفارات، وأضاف «نشجع الإيرانيين على التعاون مع الحكومات التي وقعت فيها الحوادث، من خلال تقديم إجابات خاصة إذا لم يكن لهم ما يخفوه».

وحول الحرب المحتملة على إيران وإمكانية نشوبها قريبا قال المسؤول الأميركي إن الكثير من الحديث يدور حاليا حول الحرب، لكنه استدرك «أرى أن يمكن للدبلوماسية أن تعمل»، وقال «تلقينا ردا من الجليلي.. وما زلنا ننظر في رسالته ونقوم بتقييمها». وأكد أنه ما زال «هناك متسع من الوقت للحديث بجدية، والدعوة ما زالت مفتوحة لإيران للعودة لطاولة المفاوضات، ووزيرة الخارجية والرئيس أوباما قالا هذا، وكررنا أن أبواب الدبلوماسية ما زالت مفتوحة ولم تتغير مواقفنا».

وحول إعلان أحمدي نجاد الأخير قال المسؤول إنها مجرد رسالة، معتبرا أنها حملة علاقات دولية، وأشار إلى أنهم «تحدثوا منذ وقت حول التطور الذي توصلوا إليه، ونرى أنها تدخل في هذا الإطار، ودائما يتحدث عن التطور، ونرى أن هذا استعراض للمشاهدين في الداخل، وكأنهم يقولون انظروا نستطيع أن نقوم بالمزيد».

كما اعتبر ووستر أن سياسة التسلح التي تنتهجها إيران تعتبر مقلقة بالنسبة للجيران في منطقة الشرق الأوسط.