وفد من وكالة الطاقة الذرية يصل طهران اليوم في زيارة «الفرصة الأخيرة»

الغرب يأمل نجاح المفاوضات التي عرضت إيران استئنافها وسط قلق من فشل جديد

TT

يغادر العاصمة النمساوية فيينا اليوم متوجها إلى طهران وفد على مستوى عال من الوكالة الدولية للطاقة الذرية برئاسة نائب مديرها ورئيس قسم الضمانات النووية, هرمان ناكيرتس مصحوبا بعدد من الخبراء والمفتشين, وتجيء الزيارة بغرض الحصول على أجوبة كاملة وشفافة لقضايا لم تجب عنها إيران مطلقا، وعلى الرغم من كل الضغوط الدولية والمطالبات المتكررة حول اتهامات بأبعاد عسكرية للنشاط النووي الإيراني، في زيارة وصفت بأنها «الفرصة الأخيرة» التي يمكن أن تنقذ إيران من الضغوط والعقوبات المفروضة عليها حاليا، وذلك في حالة عاد الفريق «مسرورا» من درجة التعاون ومن شفافية المعلومات، وبالطبع بما ينفي الاتهامات الموجهة لإيران بإنتاج أسلحة نووية.

مما يجدر ذكره أن رئيس الوفد الذي كان قد زار طهران 30 و31 يناير (كانون الثاني) الماضي بصحبة مستشار مدير الوكالة للشؤون السياسية، قد وصف زيارته بـ«الطيبة»، وذلك وصف نادر ومشجع جدا في مسيرة العلاقة المتوترة بين إيران والوكالة، مما شجع فيما يبدو الياباني يوكيا أمانو, مدير عام الوكالة الدولية للطاقة الذرية, الذي ما تنفك إيران تتهمه بموالاة الغرب ومحاباته بالانسياق وراء اتهام برنامجها بنوازع عسكرية, للمبادرة بخطوة غير مسبوقة تمثلت في مشاركته إيران الاحتفال بعيدها الوطني الذي أقامه سفيراها بفيينا: علي أصغر سلطانية مندوبها لدى الوكالات المتخصصة، وإبراهيم شيباني سفيرها لدى النمسا.

وستغادر البعثة رفيعة المستوى برئاسة مساعد المدير العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية وكبير المفتشين البلجيكي هرمان ناكيرتس، فيينا إلى طهران مساء اليوم، وستمكث في إيران حتى 21 فبراير (شباط). وخلافا لزيارتها السابقة يتوقع أن تطلب بعثة الوكالة هذه المرة زيارة مواقع نووية مثيرة للجدل، خصوصا الموقع الذي تشتبه فيه الوكالة الأممية في قاعدة برشيم النووية.

في سياق مواز، حيث تتركز الأنظار على وفد الوكالة لطهران ونتائج زيارته التي سيتم تضمينها التقرير المتوقع أن يرفعه أمانو لمجلس أمناء الوكالة لدراسته واتخاذ قرار بموجبه في اجتماعه المحدد 5 مارس (آذار) المقبل، أبدت إيران شيئا من الانفراج بإعلانها الأسبوع الماضي الرغبة في العودة لمائدة التفاوض والحوار مع المجتمع الدولي، ممثلا في الدول الخمس دائمة العضوية بمجلس الأمن زائد ألمانيا برئاسة كاثرين آشتون مفوضة الشؤون الخارجية بالاتحاد الأوروبي.

وكان كبير المفاوضين النوويين الإيرانيين, سعيد جليلي، قد أرسل للسيدة آشتون رسالة إيجابية ردا على رسالة بعثتها له أكتوبر (تشرين الأول) الماضي تدعو فيها إيران إلى العودة لمائدة التفاوض وصولا لحل دبلوماسي لقضية الملف النووي الإيراني.

جليلي أكد في رده استعداد إيران للتفاوض من دون أن يشير لأية شروط مسبقة، كما كان حال إيران سابقا عندما كانت تؤكد أنها لن توقف تخصيب اليورانيوم, مكتفيا بالتذكير فقط بحق إيران في استخدام سلمي للتقنية النووية، ومشيدا بما كانت آشتون قد أكدته في هذا الصدد.

حظيت الرسالة الإيرانية بردود إيجابية مع بعض التحفظ من قبل القوى الغربية المشاركة في التفاوض، وفيما رحب بها وزير الخارجية الفرنسي آلان جوبيه واصفا إياها ببداية انفتاح، عاد ووصفها بالغموض، في إشارة لما قاله جليلي من أن إيران تعود للتفاوض بمبادرة من دون أن يفصح عن نوع وحقيقة تلك المبادرة, مكتفيا بالقول عن استعدادهم للحوار حول مجموعة متنوعة من القضايا التي قد تشكل أرضية للتعاون البناء مستقبلا.

من جانبها قالت وزير الخارجية الأميركية، هيلاري كلينتون، إنها بادرة هامة, مضيفة أنه يتعين أن تشكل المباحثات المقبلة جهدا يفضي إلى نتائج، وذلك في إشارة للفشل المتوالي الذي لاحق جلسات التفاوض السابقة مع إيران .