أزمة التيار الكهربائي تفرض على الغزيين تغيير بعض أنماط حياتهم

وسط حديث عن إمكانية حل الأزمة بإدخال وقود عبر رفح

TT

وسط الحديث عن إمكانية حل أزمة انقطاع التيار الكهربائي في قطاع غزة جراء نفاد الوقود، يلجأ أهالي القطاع إلى حلول مؤقتة تساعدهم على تجاوز هذه الأزمة. فقد اضطر المجلس التشريعي في غزة، أول من أمس، إلى عقد جلسة له على أضواء الشموع لبحث أزمة الوقود وانقطاع التيار الكهربائي. وتداولت المواقع الاجتماعية مثل «فيس بوك» صورة قيل إنها للاجتماع الذي عقد لبحث أزمة الكهرباء التي تعصف بالقطاع، وأثارت اهتمام الكثير من الناس واستقبلها البعض بالاهتمام والآخر بسخرية.

وغير الكثير من أهالي القطاع البالغ عددهم مليونا ونصف المليون نسمة، عاداتهم، فبخلاف ما كانت عليه الأمور في الماضي، يحرص البعض على عدم شراء كميات من الخضار والفاكهة لتكفي عوائلهم أسبوعا كاملا كما هي العادة، خشية أن تتلف الخضراوات والفاكهة، بسبب الانقطاع المتواصل للتيار الكهربائي الذي يصل في كثير من الأحيان إلى أكثر من 16 ساعة يوميا، لا يعود خلالها للثلاجة دور في حفظ الأطعمة.

ومن أنماط التكيف أيضا أن الكثير من العائلات تحرص على ضبط وتيرة نوم بما ينسجم مع انقطاع التيار الكهربائي، حيث إن بعض العائلات تقوم بإعداد غرف النوم أثناء النهار على نحو يسمح للأبناء بالخلود للنوم مبكرا. ويحرص الكثير من الطلاب، ولا سيما طلاب الثانوية العامة والجامعات على ضبط مواقيت النوم مع انقطاع الكهرباء.

والمحال التجارية الغذائية، أيضا اضطرت إلى التكيف بتغيير المواد التي تعرضها، فتخلت عن المواد التي تحتاج إلى الثلاجات، ومن أهم المواد التي تخلت عنها المحال التجارية، المواد الغذائية المثلجة ومنها الآيس كريم بعد أن تكبد أصحابها خسائر كبيرة نتاج تلفها جراء الانقطاع المتواصل للتيار الكهربائي.

لكن محاولات التكيف مع الوضع القائم لا تضمن نجاة الغزيين من الوقوع ضحايا كوارث خطيرة في حال لم يتم الانتهاء من مشكلة انقطاع التيار الكهربائي. فقد أكد رؤساء بلديات قطاع غزة أن ما يزيد على 200 بئر مياه و40 مضخة صرف صحي وأربع محطات معالجة مياه الصرف الصحي و10 محطات تحلية مركزية والعشرات من محطات التحلية الصغيرة والمئات من آليات جمع وترحيل النفايات وخدمات المستشفيات والمرضى ستتوقف بالكامل خلال الأيام القليلة المقبلة ما لم تحل مشكلة الوقود والكهرباء.

وفي بيان صادر عنهم، حذر رؤساء البلديات من أن ما يحدث الآن في قطاع غزة «هو مقدمة لكارثة إنسانية في شتى المجالات سينتج عنها تدهور الحياة الإنسانية»، محذرين من أن الخدمات الأساسية من صحة وبيئة وصرف صحي والمرافق العامة والمستشفيات على وشك التوقف والانهيار الكامل نتيجة عدم توفر الوقود بمشتقاته المختلفة لتسيير أشكال الحياة الفلسطينية البالغة التعقيد في أفضل الظروف المحيطة.

من ناحيتها، حذرت وزارة الزراعة في الحكومة المقالة من كارثة غذائية «وشيكة» قد تعصف بقطاع غزة، جراء هذه الأزمة التي تلحق أضرارا بالغة في القطاع الزراعي. وفي بيان صادر عنها، حذرت الوزارة من أن السلة الغذائية لسكان القطاع متمثلة في الزراعة والصيد البحري والثروة الحيوانية مهددة بالخطر والتوقف التام، خاصة الآبار الزراعية والآلات التشغيلية ومصانع التعليب والفرز، إضافة إلى مزارع الدواجن المختصة بالتفريخ والإنتاج. ولفتت إلى أن مئات المراكب والسفن البحرية «تصطف بلا حراك حبيسة في ميناء غزة بسبب نقص الوقود». وأكدت أن توقف القطاع الزراعي عن العمل والإنتاج «هو حلقة من سلسلة الكوارث التي تنتظر القطاع بسبب الحصار دون تدخل جدي ومسؤول من الدول العربية والأوروبية ومنظمات حقوق الإنسان».

إلى ذلك، أكد كنعان عبيد رئيس سلطة الطاقة بغزة الأنباء التي تحدثت عن وجود قرار من الجانب المصري لضخ كميات من الوقود لتشغيل محطة توليد الكهرباء في قطاع غزة. وقال عبيد في تصريحات لإذاعة «القدس» المحلية، إن الآلية الفنية لنقل الوقود لمحطة توليد الكهرباء بغزة لم تتضح بعد، معربا عن أمله بأن يتم ضخ 500 ألف لتر لمحطة توليد الكهرباء و500 ألف لتر للسوق.

وأشار إلى أن الجهود لا تزال متواصلة حتى اللحظة لحل أزمة الوقود والكهرباء بغزة، متمنيا أن يتم ضخ الوقود عبر معبر رفح مباشرة وليس عبر معبر كارم أبو سالم، موضحا أنه بمجرد ضح الوقود لمحطة الكهرباء، سيتم تشغيل المحطة مباشرة وتخفيف الضغط عن المواطنين.

وكان النائب المهندس السيد نجيدة رئيس لجنة الصناعة والطاقة في مجلس الشعب المصري قد أعلن أن مصر قررت ضخ وقود لتشغيل محطة توليد الكهرباء في قطاع غزة. وقال نجيدة في تصريحات، إن توريد الوقود لقطاع غزة سيتم قريبا. وأوضح نجيدة أن الكميات تشمل 500 ألف لتر لمحطة توليد الكهرباء، و100 ألف لتر للسيارات.

وفي ذات السياق، أشار موقع إلكتروني مقرب من حماس نقلا عن مصادر وصفها بالخاصة، إلى إدخال مليون لتر من الوقود عبر الأنفاق لتشغيل محطة توليد الكهرباء الوحيدة بالقطاع. وقال المصدر، الذي فضل عدم ذكر اسمه، أمس (السبت)، إن أزمة شح الوقود في غزة تفاقمت جراء إقدام السلطات المصرية على تقليص كمية المحروقات التي تصل إلى العريش وسيناء ورفح المصرية.