الزبداني تتحول إلى منطقة منكوبة وتفتقد المياه والخبز والمواد الغذائية منذ أيام

ناشطوها خبأوا الجرحى في الحفر وجثث الشهداء في برادات الخضار

TT

تعيش الزبداني ومحيطها أوضاعا حياتية وإنسانية قاسية جدا، بفعل اقتحام المدينة بنحو 25 ألف جندي مع مئات الآليات والمدرعات، وتحويلها إلى منطقة منكوبة ومحتلة بالكامل، وهو ما يحول دون تمكين الناس من دفن القتلى ومعالجة الجرحى الذين يسقطون بالعشرات.

وفي موازاة الوضع الميداني الذي يزداد صعوبة ساعة بعد ساعة، أعلن عضو الأمانة العامة للمجلس الوطني السوري كمال اللبواني، أن «الوضع الإنساني في مدينة الزبداني وفي مضايا وجوارهما، صعب للغاية». وأوضح لـ«الشرق الأوسط»، أن «المنطقة محرومة منذ أيام من الكهرباء والمياه والهاتف، وتفتقد إلى الخبز بعد أن قصف الجيش النظامي الفرن الآلي الكبير وعطله بالكامل، كما أحرق المخابز الصغيرة، والآن ينتظر الأهالي المحاصرون بعض الخبز الذي يهرب إليهم بصعوبة من بلودان».

وكشف اللبواني عن أن «عناصر الأمن والشبيحة الذين دخلوا الزبداني في الساعات الماضية أقدموا على تكسير المستشفى وتحطيم عيادات الأطباء بكاملها، وإحراق عشرات المنازل وسرقة المحلات التي تبيع المواد الغذائية لحرمان الناس من هذه المواد، وهو ما دفع بالناشطين إلى إخفاء الجرحى ببعض الأقبية والحفر خوفا من تصفيتهم، أما جثث الشهداء فوضعت داخل برادات الخضار والفواكه، التي يجرى تشغيلها على مولدات صغيرة، بانتظار أن تسمح الأوضاع بتشييعهم ودفنهم»، مشيرا إلى أن «المدارس والمؤسسات التعليمية مغلقة منذ أكثر من ثلاثة أشهر»، لافتا إلى أن «أعمال القصف (أمس) لم تقتصر على الزبداني ومضايا والجوار، إنما طالت منطقة بلودان التي سقط فيها عدد من الشهداء والجرحى، لأن بلودان تشكل متنفسا إنسانيا للزبداني»، موضحا أن «هذه المآسي الإنسانية تترافق مع حملات المداهمات والاعتقالات والتصفيات التي لم تتوقف، والتي تهدف إلى كسر إرادة أنباء المنطقة واستسلامهم، وهذا ما لن يحصل».

وردا على سؤال حول كيفية تمكن القوات النظامية من دخول الزبداني التي كانت عصية عليها لفترة طويلة، أجاب «كان الشباب (الثوار) ملازمين لمداخل المدينة الأربعة ويمنعون أي اختراق لها، عندها لجأ الشبيحة إلى إحضار جرافات ضخمة جدا، تمكنوا عبرها من إزالة منازل بالكامل، وأحضروا مختصين بالمتفجرات عمدوا إلى تفكيك العبوات التي كانت منصوبة في بعض النقاط، وقد صدهم المقاتلون وتمكنوا من تدمير ما بين 18 و23 دبابة بالكامل، وبعد هذا الدخول انسحب المقاتلون تكتيكيا إلى أطراف المنطقة، تحضيرا لعمليات سينفذونها عندما تحين الفرصة المواتية لهم».

أضاف «إن ما نشهده اليوم من قوات (الرئيس السوري بشار) الأسد، ليس حربا تشن بوجه ثوار ومعارضين، إنما هو تدمير ممنهج للدولة السورية، وهو يحرص على تدمير الجيش السوري، بقدر حرصه وإصراره على إبادة الشعب السوري، عبر زج الجيش في مواجهة مع الشعب، فالأسد يسعى إلى إنهاك وتدمير الجيش السوري حتى لا يرتد هذا الجيش عليه في القريب من الأيام، لأن ذلك يمكنه من إنشاء الدولة العلوية في الساحل السوري تكون محمية من روسيا وإيران، والظاهر أن مدعي المقاومة والممانعة يطبقون فعليا المشروع الصهيوني بإنشاء دويلات طائفية في المنطقة».