استطلاعات تضع بوتين في صدارة المرشحين للرئاسة

المعارضة الروسية تشكك في الأرقام وتدين خروقات الحملة الانتخابية

TT

فيما كشفت استطلاعات للرأي تقدم رئيس الوزراء الروسي فلاديمير بوتين، تقدمه على منافسيه لانتخابات الرئاسة المقبلة واعتباره المرشح الأوفر حظا للفوز بها، سارعت أوساط المعارضة إلى القول: إن الأرقام التي تعلنها مراكز ومعاهد قياس الرأي العام «يجري تزويرها» لصالح بوتين وبناء على توجيهات من الأجهزة الإدارية التي تأتمر بتعليمات الكرملين.

وأشارت صحيفة «كوميرسانت» الروسية إلى أن رموز المعارضة متيقنون أن علماء الاجتماع ينفذون «أوامر سياسية» تستهدف التأثير على الناخبين وتهيئة الرأي العام لتقبل الإعلان عن فوز بوتين من الجولة الأولى بما تنتفي معه الحاجة إلى جولة ثانية.

وقد شهدت الفترة القليلة الماضية كثيرا من المظاهرات الجماهيرية التي خرجت إلى شوارع وميادين موسكو وكبريات المدن الروسية احتجاجا على سياسات بوتين وفي محاولة لتأكيد تراجع شعبيته واضطراره ولأول مرة منذ تولى مقاليد السلطة في الكرملين إلى خوض جولة ثانية في الانتخابات الرئاسية المرتقبة في مارس (آذار) المقبل.

وكان مركز «فتسيوم» (المركز الروسي لدراسات الرأي العام) قد أشار في آخر بيان له حول وضعية المرشحين في الساحة الانتخابية إلى تزايد شعبية بوتين حيث حصل في آخر استطلاع للرأي أجراه المركز على نسبة 54.7%، مقابل 53.3% في الأسبوع الماضي بينما لم يكن تعدى نسبة 44% في أواخر ديسمبر (كانون الأول) من العام الماضي، فيما لم يحصل أقرب منافسيه غينادي زيوغانوف زعيم الشيوعيين الروس سوى على 9.2% مقابل 10.3% في الأسبوع الماضي.

ويأتي فلاديمير جيرينوفسكي ثالثا بنسبة أصوات تقدر بـ8.2%، فيما حصل الملياردير ميخائيل بروخوروف على 5.8% مقابل 4.6% في الأسبوع الماضي. ويتذيل القائمة سيرغي ميرونوف بنسبة أصوات تقدر بما يقترب قليلا من 5%. ولم تختلف النتائج التي كشفت عنها مراكز استطلاع الرأي الأخرى في موسكو كثيرا عن نتائج «فتسيوم»، حيث تجاوز فيها بوتين النسبة المطلوبة للفوز من الجولة الأولى وهي 50%+1.

وقد سارع ممثلو المعارضة إلى إصدار بيان أشاروا فيه إلى أن الانتخابات «غير شرعية وتخالف الدستور والقانون»! وأشار البيان الذي نشرته وكالة أنباء «إنترفاكس» إلى أن الحملات الانتخابية تشهد الكثير من الانتهاكات والمخالفات بداية من عدم التكافؤ ونهاية بالتزوير وعدم توفر الرقابة وهو ما سبق وأعلنته المعارضة في الكثير من مظاهراتها في أعقاب الانتخابات البرلمانية في نهاية العام الماضي.

ونقلت صحيفة «كوميرسانت» عن سيرغي أوبوخوف سكرتير اللجنة المركزية للحزب الشيوعي قوله إن «كل من يمارس النشاط السياسي في روسيا على يقين من أن كل أجهزة قياس الرأي العام ترتبط بعلاقة عضوية مع السلطة التي تعمل في خدمتها». وأشار ألكسي أوستروفسكي أحد قيادات الحزب الليبرالي الديمقراطي المعروف باسم حزب جيرينوفسكي في تصريحاته إلى «كوميرسانت» إلى أن العاملين في هذه المؤسسات يعملون على صياغة الرأي العام بما يسمح بتقبل النتائج المرجوة التي تعلن فوز بوتين في الانتخابات المرتقبة وبما لا يثير الدهشة لدى أي من المواطنين. أما أنطون بيلياكوف من حزب روسيا العادلة فقد أشار إلى احتمالات الخطأ في تقديرات أجهزة قياس الرأي العام معيدا إلى الأذهان تراجع الحزب الحاكم في الانتخابات البرلمانية الماضية.

غير أن ممثلي أركان الفريق الانتخابي لبوتين سارعوا إلى تأكيد أن المعارضة تحاول التقليل من التقدم الذي يحققه بوتين مع اقتراب موعد الانتخابات الرئاسية وهو ما يعادل 2% مع كل أسبوع جديد بما يعني توقعاتها بفوز بوتين من الجولة الأولى بنسبة أصوات تقترب من 60%.