الربيع الثقافي العربي يصل إلى فرنسا لمواجهة خطر الـ«إسلاموفوبيا»

باريس تطلق مشاريع ثقافية طموحة معنية بالفنون العربية ـ الإسلامية

TT

الحدث الفني الثقافي الأهم في أوروبا هذه السنة، قد يكون من نصيب العاصمة الفرنسية التي تستعد ابتداء من هذا الشهر لإطلاق عدة مشاريع ثقافية طموحة كلها معنية بالفنون العربية الإسلامية. متحف اللوفر، ومعهد العالم العربي، ومركز جورج بومبيدو، ومعهد الثقافات الإسلامية، كلها مؤسسات فرنسية عريقة تبنت رهانا جديدا، يتمثل في تقديم الوجه المضيء المشرف للحضارة العربية - الإسلامية لمواجهة خطر الـ«إسلاموفوبيا».

وضمن الربيع الثقافي العربي الذي وصل فرنسا، يستعد متحف اللوفر أكبر وأكثر المتاحف زيارة في العالم لحدث فني ثقافي جديد بافتتاحه لفرع خاص بروائع الفنون العربية - الإسلامية. الفرع الجديد الذي سيتم تدشينه بعد الانتخابات الرئاسية المقبلة أي بداية الصيف جاء بإيعاز من الرئيس الأسبق جاك شيراك. ومن المتوقع أن يستقبل هذا الفرع الجديد أكثر من 18 ألف تحفة، تضم تشكيلات مختلفة من القطع الفنية النادرة.

كما يستعد المعهد العربي، هو الآخر في العشرين من شهر فبراير (شباط) الحالي لتدشين قسمه الجديد الخاص بـ«الفن العربي». القائمون على المشروع يؤكدون اختلافه التام عن مشروع اللوفر. فالمتحف الجديد للمعهد العربي يهتم بعرض التنوع الثقافي والفني العربي ببعده الديني والاجتماعي والإنتربولوجي ويركز على المجتمعات بدل العهود الحضارية مع الاهتمام بتسليط الضوء على أعمال فنانين معاصرين.

فيرونيك ريفل التي استعملت تعبير «إسلامانيا» لوصف الولع الجديد للغرب بالفنون العربية الإسلامية، تعتبر أن هذه الظاهرة هي الآن آخذة في التطور: «أول مرة اهتم فيها الغرب بالفنانين العرب كانت بعد أحداث 11 سبتمبر (أيلول)، وكان يريد منهم أن يجيبوا عن كل التساؤلات الخاصة بمجتمعاتهم وكأنهم يمتلكون الحقيقة أو كأنهم باحثون في علوم الاجتماع، لكن أحداث الثورات العربية الأخيرة غيرت بعض هذه المعتقدات، بحيث أصبح الاهتمام أكثر عقلانية».