شباب اليمن لا ينوون وقف المظاهرات

قالوا إن «ثورتهم السلمية» لم تحقق إلا نصف أهدافها

TT

أطلق الشباب اليمنيون المحتجون على حكم الرئيس علي عبد الله صالح «ثورتهم السلمية» قبل سنة، إلا أنهم لا ينوون مغادرة الساحات التي يعتصمون بها بعد خروجه من السلطة، فهم يرون أن «ثورتهم السلمية» لم تحقق إلا نصف أهدافها.

وقال وليد العماري (35 عاما) وهو من القياديين في صفوف الشباب المعتصمين في ساحة التغيير في صنعاء، إن «ما تم تحقيقه من خلال الاتفاق السياسي لانتقال السلطة هو أقل من طموحاتنا. سنتابع اعتصامنا حتى سقوط جميع رموز نظام علي عبد الله صالح، خصوصا داخل الجيش». وبموجب اتفاق المبادرة الخليجية الذي وقعه صالح في الرياض في 23 نوفمبر (تشرين الثاني)، سيتم انتخاب نائب الرئيس عبد ربه منصور هادي غدا رئيسا جديدا في الانتخابات التي سيخوضها كمرشح توافقي ووحيد، على أن يقود مرحلة انتقالية تستمر سنتين. إلا أن العماري ورفاقه المحتجين يشددون على أن أقرباء صالح ما زالوا يتحكمون بمناصب حساسة في المنظومة العسكرية والأمنية في البلاد.

وقال الطالب في كلية الطب حمزة كمالي (27 عاما) من ساحة التغيير لوكالة الصحافة الفرنسية، إن «الاتفاق السياسي سمح بتجنب الحرب الأهلية في اليمن، فعلى عكس تونس ومصر، حيث قام الجيش بإزاحة النظام، عندنا الجيش متصل بالنظام».

وفي كل الأحوال، فإن انتفاضة الشباب لم تصل إلى نتيجة كاملة، فصالح ومعاونوه قد حصلوا بموجب اتفاق انتقال السلطة على حصانة من الملاحقة القضائية، كما أن هادي نفسه ليس إلا حليف صالح في الأساس ومساعده. وقال العماري «نخشى دائما أن يتم الالتفاف على أهداف الثورة».

وبدأ «شباب الثورة» في اليمن حركتهم الاحتجاجية في يناير (كانون الثاني) مستلهمين الانتفاضة في تونس ومن ثم في مصر، وذلك للمطالبة بإسقاط نظام الرئيس صالح، إلا أنهم اليوم يشعرون بالتهميش من قبل القوى السياسية التقليدية بما في ذلك المعارضة، التي دخلت في تسوية سياسية. وقد تحول اعتصامهم البسيط الذي بدأوه في ساحة جامعة صنعاء إلى مدينة من الخيام باتت تعرف بـ«ساحة التغيير».

وانضم أبناء القبائل ومناصرو الأحزاب السياسية، خصوصا التجمع اليمني للإصلاح (معارضة إسلامية)، إلى الشباب في الساحة. وقد وقعت المعارضة اتفاق المبادرة الخليجية لانتقال السلطة، كما شكلت مع حزب صالح حكومة وفاقية بالمناصفة بين الطرفين.

وينص اتفاق انتقال السلطة على دعوة الشباب إلى المشاركة في الحوار الوطني الشامل الذي ينظم بعد الانتخابات الرئاسية، إلا أن الشباب لم يدخلوا بعد في أي اتصال مع الرئيس اليمني المقبل عبد ربه منصور هادي.

وفي حين يعلم الشباب أنه سيتعين عليهم أن يفكوا خيامهم في النهاية وأن يعودوا إلى حياتهم الطبيعية، أكدوا أنهم باقون على «النهج الثوري».

وقال العماري «نحن نطالب بإقامة دولة مدنية تقوم على مؤسسات حديثة وبإعادة هيكلة القوات المسلحة على أسس وطنية، وبقضاء مستقل وبنظام تعليمي ناجح وبإعادة إطلاق عجلة الاقتصاد».

وليس من السهل التخيل كيف يمكن تحقيق كل ذلك في بلد فقير على شفير الانهيار الاقتصادي وتتحكم به الهيكلية القبلية وتنهشه الصراعات والتوترات والفساد المستشري. وقالت الطالبة والناشطة ماجدة الصبري، إن «الثورة لم تحقق لنا طموحاتنا، فطموحاتنا أكبر بكثير، لكننا بدأنا اليوم الطريق الطويل».