أوباما يرسل كبيري المستشارين لـ«إقناع إسرائيل» بالامتناع عن ضرب إيران

رئيس أركان إسرائيل: زعزعة الاستقرار في سوريا تهدد بتدهور شامل في المنطقة

TT

باشر كبيرا المسؤولين الأمنيين في البيت الأبيض، محادثات في القدس وتل أبيب، أمس، ستستغرق يومين بطولهما، بغية إقناع القيادات الإسرائيلية بأن لا تقدم على توجيه ضربة عسكرية لإيران من دون تنسيق مع الولايات المتحدة.

والمستشاران هما توم دونيبيلون، مستشار الأمن القومي، ومدير عام المخابرات، جيمس كلافر، اللذان أكدت مصادر إسرائيلية أنهما مبعوثان مباشرة من الرئيس باراك أوباما. وسيبحثان عددا من القضايا والملفات «الملتهبة» مثل الأوضاع في سوريا وكذلك في العراق، إضافة إلى الموضوع الإيراني. وحسب المصادر الإسرائيلية فإن المسؤولين الأميركيين الكبيرين، ينويان التوضيح بأن واشنطن غير معنية بحرب في الشرق الأوسط قبيل الانتخابات الرئاسية الأميركية في نوفمبر (تشرين الثاني) المقبل.

ويقول رون بن يشاي، الناطق السابق بلسان الجيش الإسرائيلي، إن الأميركيين مقتنعون بأن إسرائيل مصرة على ضرب إيران في الربيع المقبل أو قبيل حلول الصيف. وهذا يزعجهم، لأنهم يأملون في استئناف المحادثات مع إيران في القريب. ولكن بن يشاي يؤكد في الوقت نفسه أن الخلافات بين إسرائيل والولايات المتحدة لا يمكن أن تتفاقم لدرجة الخروج بحرب. ولا يستبعد أن يكون كل هذا التحرك الأميركي الإسرائيلي محاولة ضغط نفسي على القيادة الإيرانية لكي تتراجع عن مشاريعها النووية.

وذكرت مصادر إسرائيلية أخرى أن المسؤولين الأميركيين يبحثان مع رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، التحضيرات لزيارته القريبة إلى واشنطن، حيث سيشارك في مؤتمر التنظيمات اليهودية في شمال أميركا «إيباك»، ويتوقع أن يلتقي الرئيس أوباما. وتضيف المصادر أن الإدارة الأميركية غير معنية بصدام مع إسرائيل عشية الانتخابات. وتريد إقناع إسرائيل بالاتفاق على خطة مشتركة تجاه إيران، تتبنى فيها إسرائيل الموقف الأميركي بأن تعطى العقوبات الاقتصادية ضد إيران فرصتها، وهي مستعدة في سبيل ذلك لتشديد العقوبات.

وأشارت إلى أن هناك خلافات في إسرائيل حول الموضوع، حيث إن وزير الدفاع إيهود باراك اقتنع بالموقف الأميركي ويؤيده في ذلك رئيس أركان الجيش بيني غانتس، فيما يواصل نتنياهو ونائبه موشيه يعلون التمسك بضرورة ضرب إيران، بدعوى أن العقوبات لم تحقق ولن تحقق أية نتيجة، وأن هناك مسؤولين أميركيين أيضا يؤيدون نتنياهو في موقفه.

من جهة ثانية، ذكرت مصادر إسرائيلية أن نتنياهو وقادة الأجهزة الأمنية ينوون طرح موضوع «الربيع العربي» في المحادثات مع مبعوثي أوباما. ففي تل أبيب يعتقدون أن التغيرات في مصر وسوريا والعراق وبقية الدول العربية، تطرح معادلات جديدة في الشرق الأوسط تستلزم انتظاما جديدا لإسرائيل ودول الغرب، في صلبها الاستعداد لتغيير في الاستراتيجيات العربية تجاه إسرائيل. وأضافت أن الوضع في سوريا يمكن أن يتدهور إلى حرب شاملة.

وكان رئيس أركان الجيش الإسرائيلي، غانتس، قد أعلن الليلة قبل الماضية، أن نظام بشار الأسد سيسقط في القريب. وأنه في جميع الأحوال يوجد وضع جديد من جراء الأحداث في سوريا: «فقد تضعضع النظام في سوريا وهناك تدفق للأسلحة السورية إلى حزب الله في لبنان، والتوتر المتصاعد يهدد بانفجار شامل في المنطقة».

وسئل غانتس إذا كان قلقا من أسلحة حزب الله، فأجاب: «دعني أقول إنه في حال صدام شامل سنواجه خطرا حربيا. ففي لبنان يوجد 40 ألف صاروخ بأيدي حزب الله، وفي قطاع غزة 10 آلاف، ولكنني لو كنت لبنانيا أو عضوا في حزب الله لما كنت سعيدا».