«الأصالة والمعاصرة» المغربي ينتخب الباكوري أمينا عاما له.. وبن شماس رئيسا لمجلسه الوطني

رئاسة المؤتمر أعلنت عن مشاركة «صحراويين من تندوف».. و«البوليساريو» تنفي

مصطفى الباكوري الأمين العام الجديد لحزب الأصالة والمعاصرة وإلى جانبه حكيم بن شماس الذي انتخب رئيسا للمجلس الوطني يتحدث أمام المؤتمر بعد انتخابه أمس (تصوير: عبد اللطيف الصيباري)
TT

انتخب مؤتمر حزب الأصالة والمعاصرة المغربي (معارضة برلمانية)، أمس، مصطفى الباكوري أمينا عاما له بأغلبية كاسحة، في حين انتخب المؤتمر، الذي انعقد على امتداد 3 أيام في بلدة بوزنيقة، جنوب الرباط، حكيم بن شماس، رئيسا للمجلس الوطني للحزب (برلمان الحزب).

كان فؤاد عالي الهمة قد أسس هذا الحزب عام 2008، واستقطب، خلال فترة وجيزة، مؤيدين كثرا، لكن الهمة نفسه تخلى عن الحزب؛ حيث قدم استقالته ثم عين في ديسمبر (كانون الأول) الماضي مستشارا للعاهل المغربي الملك محمد السادس.

وانتخب الباكوري، الذي يتولى أيضا إدارة مؤسسة حكومية حول الطاقة الشمسية، بعد منافسة لم تؤثر على نتيجة التصويت لصالحه، من طرف سمير أوضار وزهير العليوي. وذكر أن العليوي انسحب قبل بدء عملية التصويت. وتردد اسم الباكوري كأقوى مرشح للأمانة العامة، حتى قبل انعقاد المؤتمر، باعتباره المرشح الأوفر حظا.

وظل محمد الشيخ بيد الله يتولى منصب الأمين العام للحزب منذ تأسيسه. ويترأس بيد الله حاليا مجلس المستشارين (الغرفة الثانية في البرلمان). ومن المقرر أن ينتخب المجلس الوطني في وقت لاحق، الذي يتكون من 450 عضوا، أعضاء المكتب السياسي للحزب الذي يضم 25 عضوا.

كان الأمين العام السابق للحزب قد أعلن، في كلمته خلال الجلسة الافتتاحية، عن عدم ترشحه لولاية ثانية، وهو ما صفق له المؤتمرون، وقال إن الحزب تجاوز تعثرات البداية، واستطاع خلال السنوات الثلاث الماضية أن ينتقل من مساندة الأغلبية الحكومية إلى المعارضة بشكل سلس. ولم تخلُ أجواء المؤتمر الذي انعقد تحت شعار «من أجل تحصين الاختيار الديمقراطي» من بعض المشاحنات حول طريقة إدارة الجلسات، وكذلك بسبب التنافس حول عضوية المجلس الوطني.

يُشار إلى أن وزراء وقيادات حزبية حضرت الجلسة الافتتاحية للمؤتمر، لكن عبد الإله ابن كيران، رئيس الحكومة، لم يحضر تلك الجلسة، وأناب عنه عبد الله باها، وزير الدولة. وذكر أن ابن كيران تغيب عن الحضور بسبب وعكة. ودأب ابن كيران على كيل انتقادات لاذعة لحزب الأصالة والمعاصرة خلال الحملة الانتخابية، واعتبره الخصم اللدود لحزبه. كما قاطع المؤتمر حزب الاستقلال، المشارك في الحكومة. وعرفت علاقات الحزبين قبل انعقاد المؤتمر تلاسنات حادة.

شارك في أشغال المؤتمر وفد يمثل مدينتي سبتة ومليلية، اللتين تحتلهما إسبانيا في شمال المغرب، كما شاركت وفود أجنبية في الجلسة الافتتاحية من أوروبا وأميركا ومن الجزائر، كما حضر وفد يمثل حركة فتح الفلسطينية، لكن إلياس العماري، رئيس اللجنة التحضيرية، قال إن وفدا عن حركة حماس اعتذر عن عدم الحضور «لأسباب أمنية».

كان العماري قد أعلن عن مشاركة «صحراويين من تندوف» (موالين لجبهة البوليساريو) في الجلسة الافتتاحية، مشيرا إلى أنه لأسباب أمنية لن يعلن عن أسمائهم. بيد أن جبهة البوليساريو نفت أن تكون قد شاركت في مؤتمر حزب الأصالة والمعاصرة، وقالت إن ما قيل في هذا الشأن «لا أساس له من الصحة». وقال بيان أصدرته جبهة البوليساريو: «الجبهة تتفاوض مباشرة ورسميا وعلنا مع حكومة المملكة المغربية، بإشراف الأمم المتحدة، وهي لم تتلقَّ دعوة للمشاركة في هذا المؤتمر ولم تسع إليها».