بارزاني: لا نطالب الآخرين بإعطائنا حقوقنا.. بل الاعتراف بها

أكد في ذكرى إعلان جمهورية مهاباد الكردية: تقرير المصير حق مشروع لا يستطيع أحد مصادرته

TT

جرت في أربيل أمس احتفالية كبيرة بالذكرى السنوية لتأسيس أول جمهورية كردية مستقلة في تاريخ الشعب الكردي بحضور الزعيم الكردي مسعود بارزاني رئيس إقليم كردستان وبرهم صالح رئيس الحكومة المنتهية ولايتها وممثلين عن أجزاء كردستان الأربعة.

وألقى بارزاني كلمة في مراسم الافتتاح شدد فيها على أهمية الذكرى، مشيرا إلى أن «تأسيس جمهورية مهاباد كان نقطة تحول مهمة جدا في تاريخ الشعب الكردي، وكان حدثا من أبرز أحداث هذا التاريخ رغم أن عمر هذه الجمهورية كان قصيرا لم يتجاوز 11 شهرا، ولكن تأثيرات الحدث ستبقى ما دام الشعب الكردستاني باقيا في الوجود».

واستطرد بارزاني: «تاريخ شعبنا مليء بالأحداث؛ المريرة منها والحلوة، وهو تاريخ شهد صعودا ونزولا، فقد تعرض شعبنا لظلم كبير طوال تاريخه النضالي، حيث تم تقسيمه من دون رغبة منه، وتواصل نضاله عبر مراحل التاريخ، وكان في مرحلة من مراحله انتهج طريق الكفاح المسلح، لأنه اضطر إلى حمل السلاح دفاعا عن وجوده القومي والحفاظ على هويته القومية، والحمد لله أننا استطعنا بتضحيات دماء شهدائنا أن نتجاوز تلك المرحلة، وأن نثبت وجودنا ونحافظ على هويتنا، وقد حان الوقت لكي نحصل على حقوقنا المشروعة، ولا أقول بأننا نطالب الآخرين بأن يعطونا تلك الحقوق؛ بل يجب عليهم أن يقروها لنا، لأن الله سبحانه وتعالى عندما خلقنا أعطانا هذه الحقوق مثل سائر شعوب وأمم الأرض، وأعطانا الحق في أن نعيش بحرية وكرامة، والفرد لا يستطيع أن يمنح تلك الحقوق للآخرين لأنها هبة من الله، لكن باستطاعته أن يصادرها، ولذلك لجأنا إلى حمل السلاح لانتزاعها، وللأسف، تكبدنا نحن وإخواننا من أبناء الشعوب الأخرى خسائر كبيرة في هذا الصراع، وجرت محاولات عديدة لتحويله إلى صراع قومي بين الكرد والعرب والترك والفرس، ولكن نحمد الله أن تلك المساعي قد فشلت، واستطعنا أن نحافظ على أواصر أخوتنا مع تلك الشعوب وسنحافظ عليها بحدقات عيوننا».

وأشار بارزاني: «خلال السنوات المائة الماضية ورثنا تجارب غزيرة، من أهمها أننا كشعب لم نستطع طوال سنوات نضالنا القومي أن نسقط حكومات المنطقة، حتى عندما سقطت أنظمة الحكم فيها لم نرد نحن الكرد أن نكون بديلا عنها. وفي المقابل، لم تستطع أية حكومة أو نظام أن ينهي الوجود الكردي بالسلاح وبتجييش الدبابات والطائرات، وهناك حقيقة استخلصناها من تلك التجارب، وهي أن صراع القوميات، خصوصا الصراع الكردي، لا يمكن حله بالقوة، بل عن طريق الحوار السلمي، ولا بد في النهاية أن يسلك الجميع هذا الطريق، وأن يأتي يوم يتوجه فيه الجميع نحو السلام عبر الحوار والتفاوض».

وألقى صلاح الدين دميرتاش رئيس حزب السلام والديمقراطية عضو البرلمان التركي كلمة في المراسم شدد فيها على الحاجة الملحة لعقد المؤتمر القومي الموحد بإقليم كردستان لتوحيد الخطاب الكردي، ثم ألقى كل من عبد الحكيم بشار كلمة المجلس الوطني الكردي السوري، وخالد عزيزي سكرتير الحزب الديمقراطي الكردستاني الإيراني، كلمتيهما بالمناسبة.

يذكر أن جمهورية مهاباد الكردية التي تعد أول تجربة لكيان كردي مستقل قد تأسست في 22 يناير (كانون الثاني) عام 1946، وانتخب لها القاضي محمد أول رئيس للجمهورية واتخذ مدينة مهاباد الكردية الإيرانية عاصمة لها. وظهرت هذه الجمهورية نتيجة للأزمة الناشئة بين الاتحاد السوفياتي السابق والولايات المتحدة إثر الحرب العالمية الثانية، فعلى الرغم من إعلان إيران حيادها في تلك الحرب، فإن القوات السوفياتية توغلت في جزء من الأراضي الإيرانية بذريعة وجود نوع من التعاطف بين شاه إيران في ذلك الوقت رضا بهلوي، وزعيم النازية أدولف هتلر.