توتر في جنوب العراق مع استمرار الاحتدام الشيعي ـ الشيعي

إجراءات لحماية مكاتب كبار المراجع

TT

لليوم الثالث على التوالي ، عاشت بعض مدن الجنوب العراقي أمس اجواء من التوتر بسبب احراق واغلاق عدد من مكاتب رجل الدين الشيعي المثير للجدل محمود الحسني الصرخي واستهداف عدد من وكلاء ومعتمدي المرجع الاعلى اية الله علي السيستاني. وبينما استبعد المجلس الاعلى الاسلامي ان تكون الدوافع التي تقف وراء هذه الاحتجاجات صراعا شيعيا بين مراجع الدين فقد اعتبرت المرجعية الدينية العليا في النجف عملية استهداف مكاتبها ووكلائها بأنها «محاولة لتقويض دورها» كما قال علي النجفي نجل المرجع الشيعي بشير النجفي. واعتبر النجفي في تصريحات ان ما حصل انما هو «عمل سيء ومرفوض». وأضاف أن «هذه ليست المرة الأولى التي تتعرض فيها المرجعية ووكلاؤها للاعتداء» معتبراً أن دورها «هو التهدئة والبناء وتعزيز أواصر الأخوة». ولفت النجفي إلى أنه «لا يمكن توجيه الاتهام إلى أية جهة بالوقوف وراء الحوادث حتى انتهاء التحقيقات» متهماً «أعداء العراق والشعب بأنهم يريدون إثارة المزيد من البلبلة والاحتقان السياسي والأمني في المدن العراقية الآمنة». وطالب النجفي الأجهزة الأمنية بـ»حماية وكلاء ومعتمدي المرجعية أسوة ببقية أبناء الشعب العراقي». وفي السياق نفسه طالب المجلس الاعلى الاسلامي الذي يتزعمه عمار الحكيم الاجهزة المعنية بتوفير الحماية اللازمة. وقال القيادي في المجلس الاعلى عبد الحسين عبطان في تصريح صحافي ان «من قام بإحراق مكاتب الصرخي في المحافظات الجنوبية ليسوا من أنصار المرجعية العليا علي السيستاني، وليسوا من أوساطنا» ، داعيا الحكومة إلى «اتخاذ موقف حازم والتدخل لحسم هذه الأمور». وأكد عبطان أن «المرجعية الدينية في النجف من أكثر المؤسسات استقرارا»، مشيرا إلى أنها «تعتمد مبدأ الحوار وقبول الرأي الآخر». واستبعد أن «تكون تلك الأعمال ناتجة عن نزاع مرجعي كما يعتقد البعض»، متهما أطرافا لم يسمها بـ»القيام بهذه الأعمال». وكانت شرطة محافظة بابل (100 كم جنوب بغداد) احبطت محاولة لتفجير مدرسة دينية تابعة للمرجع علي السيستاني جنوبي الحلة. وكان العشرات من انصار الحسني الصرخي قد تظاهروا في محافظة بابل احتجاجاً على تفجير مكتبهم في قضاء الرفاعي بمدينة الناصرية . واتهم المتظاهرون وكيل السيستاني في مدينة الرفاعي عبد المهدي العامري بالوقوف وراء تفجير مكتبهم ، مطالبين الحكومة بالتحقيق في الحادث والكشف عن جميع العناصر المتورطة بذلك.واستعرض المتظاهرون تفاصيل عملية التفجير التي وصفوها بـ»الجبانة»، مشيرين الى أن قوات الشرطة في محافظة الناصرية «اتخذت بحق انصار السيد الصرخي إجراءات تعسفية تمثلت بالمضايقات بشتى أنواعها وفرض حظر على التجوال غير مبرر». واستنفرت الأجهزة الأمنية في المحافظة قواتها لتطويق مكان التظاهرة والشوارع المتوقع أن يسلكها المتظاهرون تحسباً لاي طارئ فيما شددت الشرطة إجراءاتها لحماية الدوائر الحكومية والمؤسسات المهمة في عموم المحافظة وبالذات في مدينة الحلة . وفي السياق نفسه فقد شهدت مدينة البصرة اقصى الجنوب العراقي امس إضرام النار في مسجد قيد الإنشاء يعود إلى أنصار الصرخي جنوب غرب المدينة وذلك بعد يومين من إصابة خمسة أشخاص بينهم عنصران في الشرطة في الحريق الذي أضرمه مواطنون غاضبون في مكتب الصرخي في الرفاعي ، فيما فرضت القوات الأمنية حظراً للتجوال في المنطقة. وفي محافظة ديالى شمالي بغداد ، اتخذت الاجهزة الامنية إجراءات مشددة لحماية مكاتب المراجع الدينية في عموم مناطق المحافظة لمنع وقوع أية خروق.

وكان مكتب الصرخي نفى امس ان يكون اتباعه هم من يقف وراء استهداف منازل وكلاء السيستاني في ذي قار والديوانية بهجمات بقنابل يدوية .وقال ابو منهال الخزاعي مدير اعلام مكتب الصرخي في مدينة النجف في تصريح صحفي «ان هذه الاخبار عارية عن الصحة والمراد منها زرع الفتن بين الطائفة الواحدة «. وبين ان « المرجع الصرخي محارب من قبل جهات بسبب مواقفه المتشددة تجاه تواجد القوات الأميركية سابقا وتواجد الشركات الامنية حاليا حيث دعا الى طرد تلك الشركات من البلاد».