ساركوزي: أنا مرشح الشعب لا النخبة.. وفرنسا نجت من الكارثة الاقتصادية

دافع عن استفتائه المرتقب حول الهجرة.. وفتح النار على منافسه الاشتراكي واتهمه بتغيير مواقفه

كارلا بروني تستمع إلى خطاب زوجها ساركوزي أمس، ويبدو إلى يمينها الأمين العام للحزب الحاكم وإلى يسارها رئيس الحكومة (أ.ب)
TT

عقد الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي في مدينة مرسيليا الجنوبية، أمس، أول تجمع انتخابي كبير في إطار حملته للفوز بفترة رئاسية ثانية في انتخابات الرئاسة المقبلة. وقال خلال التجمع إنه يريد أن يكون «مرشح الشعب الفرنسي وليس مرشح نخبة صغيرة مقابل الشعب». ثم تحدث عن الاستفتاء الذي يريد اللجوء إليه وخصوصا ضد الهجرة والبطالة، معتبرا أنه يتفق مع «روح» الجمهورية الفرنسية. وقال إن «الاستفتاء هو روح الجمهورية الخامسة نفسها»، مؤكدا أنه يتوجه إلى الذين يعتقدون أن «التوجه إلى الشعب هو من قبيل الشعبوية، لأنهم يعتقدون في أعماقهم أن الشعب ليس من الوعي الكافي ولا الذكاء الكافي لنسأله رأيه». واعتبر أن «حق العاطلين عن العمل في التدريب، والخلاف على الهجرة، هما من المواضيع التي يمكن استشارة الفرنسيين بشأنها»، محذرا من أنه «ستكون هناك مواضيع أخرى».

ومنذ الخميس قدم ساركوزي نفسه في أول لقاء انتخابي له في أنيسي (شرق) على أنه المدافع عن «الشعب» في مواجهة «النخب السياسية والاقتصادية والإدارية والنقابة» التي يمثلها منافسه الاشتراكي فرنسوا هولاند. وقد أثار ذلك سخرية اليسار الذي أبدى دهشته من هذا «التحول المفاجئ» من «رئيس للأغنياء إلى أب صغير للشعب يقف ضد المؤسسة»، مذكرا بصورة رئيس يحتفل بفوزه عام 2007 في مطعم «فوكتس» الراقي في الشانزليزيه أو يمضي إجازاته على متن يخت صديقه الملياردير فانسان بولوريه.

واتهم ساركوزي منافسه هولاند باتباع لهجة مزدوجة بشأن السياسة الاقتصادية وبتغيير مواقفه من ليبرالية إلى اشتراكية بحسب الظروف. وقال الرئيس الفرنسي في تجمع أمس عن المرشح الاشتراكي: «إنه يظهر في شكل (رئيسة الوزراء البريطانية السابقة مارغريت) ثاتشر في لندن وفي شكل (الرئيس الفرنسي الأسبق فرنسوا) ميتران في باريس»، ردا على تصريحات أدلى بها هولاند مؤخرا للصحافة البريطانية. وكان هولاند قد سعى إلى تهدئة المخاوف الاقتصادية حياله في حديث لصحيفة «الغارديان» البريطانية الاثنين الماضي. وقال المرشح الاشتراكي في هذا الحديث إن «اليسار حكم لمدة 15 عاما قام خلالها بتحرير الاقتصاد وفتح الأسواق أمام الاستثمارات والخصخصة. ولا مجال لوجود مخاوف» في هذا الشأن. في حين أنه قال قبل ذلك بأيام خلال لقاء انتخابي في فرنسا إن «خصمه الوحيد» هو «عالم المال».

وفي حديثه عن الوضع الاقتصادي قال ساركوزي أمس إن فرنسا التي تأثرت بأزمة 2008 «أفلتت من كارثة»، معتبرا أن «الذين يتصرفون وكأن شيئا خطيرا لم يحدث منذ ثلاث سنوات إنما يكذبون على الفرنسيين». وأضاف: «كل بنوك العالم كادت أن تختفي ووظائفكم تعرضت للتهديد. لقد نجحنا في منع هذه الكارثة»، مقدما نفسه كضامن لدولة حامية للفرنسيين في مواجهة الأزمات المالية في حين أنه هو نفسه دافع عام 2007 عن سياسة متحررة للغاية في المجال الاقتصادي.

ويعد لقاء مرسيليا أول تجمع كبير ينظمه حزب الأغلبية «الاتحاد من أجل حركة شعبية» في المحافظات، وثاني اجتماع علني لساركوزي منذ إعلان ترشحه الأربعاء. وتشير استطلاعات الرأي إلى تقدم هولاند بفارق كبير أمام ساركوزي.