اللاتفيون يرفضون اعتبار الروسية لغة رسمية ثانية

شاركوا بقوة في استفتاء لقطع الطريق على إعادة بلادهم إلى النفوذ الروسي

TT

رفض الناخبون في لاتفيا بالإجماع اقتراحا بجعل الروسية لغة رسمية ثانية في البلاد، في استفتاء نظم وسلط الضوء على التوترات العرقية. وبادرت بإجراء هذا الاستفتاء جماعة ضغط لاتفية مؤيدة لروسيا تقول إن الأقلية الكبيرة الناطقة بالروسية تحرم من الحصول على حقوق متساوية منذ أن انفصلت لاتفيا عن الاتحاد السوفياتي في عام 1991. واعتبر لاتفيون كثيرون هذا الاستفتاء محاولة مدعومة من الكرملين لإعادة عقارب الساعة إلى الوراء بشأن الاستقلال وإعادة لاتفيا، العضو في الاتحاد الأوروبي، إلى النفوذ الروسي. ويشيرون أيضا إلى الاستخدام الواسع النطاق للغة الروسية في الحياة اليومية. وقال فالديس دومبروفسكيس رئيس وزراء لاتفيا للصحافيين بعد التصويت بالرفض: «إن هذا تصويت بشأن أسس الدولة اللاتفية».

وأفادت نتائج نشرتها اللجنة الانتخابية بعد فرز ثمانين في المائة من مراكز الاقتراع أن 75.79 في المائة من الناخبين يرفضون اعتبار الروسية لغة رسمية ثانية، مقابل 23.91 في المائة فقط يوافقون على ذلك. وشارك في الاقتراع نحو 70 في المائة من الناخبين، وهي نسبة مرتفعة تعكس الأهمية التي يوليها اللاتفيون للاستفتاء. وقال المحلل السياسي في جامعة لاتفيا ايفارز ايابز: «إنها قضية هوية وطنية، لذلك لم يعتبر معظم الناخبين هذه القضية مجرد لعبة سياسية، وسجلت نسبة المشاركة الكبيرة».

وسجلت أعلى نسب للمشاركة تجاوزت السبعين في المائة في العاصمة ريغا ومنطقتي فيدزيمي (شمال) وكورزيمي (غرب) اللتين تشكلان معاقل الوطنيين.

يذكر أن نحو ثلث سكان لاتفيا، البالغ عددهم مليوني نسمة تقريبا، ناطقون بالروسية على الرغم من أنه ليس كلهم يملكون حق الانتخاب لأن كثيرين منهم لم يجروا اختبار اللغة اللاتفية، الذي يعد أحد شروط الحصول على الجنسية اللاتفية. ونالت لاتفيا الاستقلال عام 1991 بعد 50 عاما من الحكم السوفياتي. واستهدفت قوانين ما بعد الاستقلال إنهاء النفوذ الروسي وتعزيز اللغة والثقافة اللاتفيين. واستقر كثيرون من الناطقين بالروسية في لاتفيا خلال الفترة السوفياتية، وما زال بعض اللاتفيين ينظرون إليهم على أنهم محتلون.

واعتبر سكان كثيرون من الناطقين بالروسية هذا الاستفتاء وسيلة للاحتجاج على إجراءات يقولون إنها تتضمن تمييزا في المعاملة ضدهم، مثل شرط إجراء اختبارات اللغة والتاريخ اللاتفيين.

ويبقى الناطقون بالروسية الذين يرفضون اجتياز عملية الحصول على الجنسية بوصفهم «غير مواطنين»، محرومين من حق التصويت أو تقلد وظائف في القطاع العام. وازداد السخط أيضا بين الناطقين بالروسية بعد فوز حزب مركز الوفاق الذي له جذور في الجالية الناطقة بالروسية في انتخابات جرت العام الماضي ولكن لم يتم ضمه إلى الحكومة الائتلافية.