12 مليون ناخب يمني يشاركون في انتخابات تنهي ولاية صالح غدا

الرئيس المقبل يتعهد لواشنطن بالقضاء على تنظيم «القاعدة»

جندي يضع ملصقا لنائب الرئيس اليمني هادي في خيمة عند نقطة تفتيش في صنعاء أمس (إ.ب.أ)
TT

تنطلق غدا (الثلاثاء) الانتخابات الرئاسية في اليمن وسط اهتمام واسع. ووفقا للبيانات الرسمية التي نشرتها وكالة أنباء «سبأ»، فإنه يحق لأكثر من 12 مليون ناخب يمني الإدلاء بأصواتهم غدا في الانتخابات الرئاسية المبكرة لاختيار المرشح التوافقي عبد ربه منصور هادي رئيسا للجمهورية.

وأعلنت اللجنة العليا للانتخابات والاستفتاء عن استكمال جميع الترتيبات الأمنية والفنية والقانونية لاستقبال الناخبين ومباشرة عملية الاقتراع. ويبلغ عدد الناخبين المسجلين في الجداول الانتخابية عشرة ملايين و243 ألفا و364 ناخبا، منهم أربعة ملايين و348 ألفا و485 ناخبة.

وذكرت «سبأ» أن اللجنة كفلت مشاركة جميع من بلغوا سن الاقتراع من غير المسجلين في جداول قيد الناخبين من خلال وثائق إثبات الهوية الشخصية.

وتشارك في إدارة الانتخابات 21 لجنة إشرافية و301 لجنة أصلية و28 ألفا و742 لجنة فرعية فضلا عن 732 لجنة فرعية إضافية لاستقبال الناخبين الموجودين في غير مواطنهم الانتخابية، وكذا 168 لجنة فرعية إضافية خاصة بالنازحين، حسب وكالة الأنباء الألمانية (د.ب.أ). ويبلغ إجمالي العاملين في جميع اللجان الانتخابية 89 ألفا و892 عضوا، ويتولى أكثر من مائة وثلاثة آلاف كادر أمني ينتشرون في جميع المراكز الانتخابية توفير الحماية والأجواء الآمنة لسير عملية الاقتراع.

وأشارت «سبأ» إلى أن اللجنة العليا للانتخابات كانت قد دعت جميع من بلغوا سن الاقتراع للتوجه إلى صناديق الاقتراع ابتداء من الساعة الثامنة صباحا للإدلاء بأصواتهم في الانتخابات الرئاسية المبكرة.

إلى ذلك، تعهد نائب الرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي قبل يومين من انتخابه رئيسا جديدا للبلاد، بالقضاء على تنظيم القاعدة، بحسب ما نقله عنه مسؤول أميركي أمس، كما أكد بنفسه لمبعوثة بريطانية.

والتقى هادي مستشار الرئيس الأميركي باراك أوباما للأمن القومي جون برينان، كما استقبل في وقت لاحق المبعوثة البريطانية إيما نيكلسون.

وقال برينان للصحافيين بعد اللقاء مع هادي «سنستمر في تشجيع الحكومة اليمنية على مكافحة تنظيم القاعدة، ولقد شجعتني كثيرا في هذا الإطار تصريحات السيد هادي الذي تعهد بالقضاء على (القاعدة)».

وفي وقت لاحق أكد هادي بنفسه للمبعوثة البريطانية أنه «لا بد من ملاحقة ومكافحة تنظيم القاعدة الإرهابي والعمل على إنهائه من جزيرة العرب». واعتبر في تصريحاته التي نقلتها وكالة الأنباء اليمنية أن ذلك «يتطلب تعاونا دوليا فاعلا في إطار الشراكة لمحاربة الإرهاب العابر للحدود والقارات».

واستفادت «القاعدة» من ضعف السلطة المركزية ومن الحركة الاحتجاجية المناهضة لنظام الرئيس السابق علي عبد الله صالح من أجل بسط نفوذها في الأشهر الأخيرة على مناطق واسعة في جنوب اليمن، ولا سيما في محافظتي أبين وشبوة.

ولطالما وجهت اتهامات لصالح من قبل خصومه بتشجيع انتشار «القاعدة» ليستخدمها ورقة سياسية وليقول إن بقاءه ضرورة لمواجهة التنظيم المتطرف.

وقال المسؤول الأميركي إن «بعض الأشخاص في اليمن استخدموا وجود (القاعدة) لمصلحتهم الخاصة. نحن نرى أنه من المخزي أن يتصرف عناصر من الحكومة بهذه الطريقة»، من دون أن يحدد من يقصده. وردا على سؤال حول تأكيد مشاركة الطيران الأميركي في غارات تستهدف «القاعدة» في اليمن، اكتفى المسؤول بالقول إن بلاده «تقدم النصح والمساندة والتجهيزات للوحدات اليمنية التي تقاتل (القاعدة)».

ويعتقد على نطاق واسع أن الولايات المتحدة نفذت غارات عدة في اليمن، الأمر الذي تأكد من خلال وثائق «ويكيليكس»، لكن لم تؤكده واشنطن رسميا. وقالت وكالة الأنباء اليمنية (سبأ) إن برينان أكد لنائب الرئيس والمرشح الوحيد للانتخابات الرئاسية التي ستجرى غدا (الثلاثاء) «تأكيد الولايات المتحدة الوقوف إلى جانب اليمن حتى خروجه من الظروف الصعبة والأزمة الراهنة وبلوغ كامل أهداف المرحلة الانتقالية».

وأوضحت الوكالة أن برينان سلم نائب الرئيس رسالة خطية من الرئيس الأميركي باراك أوباما تؤكد على «عمق العلاقات القائمة بين اليمن والولايات المتحدة في مختلف المجالات وتقديم جميع أشكال الدعم والمساعدة، خصوصا في هذه الظروف الصعبة والدقيقة».

وشدد أوباما في رسالته على ضرورة «العمل معا نحو إخراج اليمن إلى مستقبل أفضل ومتطور وولوج مرحلة تاريخية قوامها العدل والمساواة ومراعاة حقوق الإنسان»، معبرا عن «تقديره للدور الوطني الرائع الذي أدار به (هادي) الأزمة».