عبد ربه منصور رئيس اليمن التوافقي

TT

إلى ما قبل بداية الثورة الشبابية في اليمن، التي انطلقت في فبراير (شباط) 2011، والتي طالبت بإسقاط نظام الرئيس علي عبد الله صالح، لم يكن أحد من اليمنيين أو غيرهم يتوقع أن يكون عبد ربه منصور هادي، نائب الرئيس اليمني، الرجل الأول في اليمن في يوم من الأيام. ولم يكن يخطر لأحد أن صالح القوي بالسلطة والجيش والأمن، سيسلم صلاحياته لنائبه الذي كان ينظر إليه قطاع من المواطنين على أنه رجل غير مؤثر، كما أن الكثير من اليمنيين لا يعرفونه بشكل جيد.

ولد هادي في الأول من مايو (أيار) عام 1945، في قرية ذكين بمديرية الوضيع في محافظة أبين بجنوب البلاد، وتلقى تعليمه الأولي هناك قبل أن ينتقل إلى عدن التي تخرج في مدرسة محميتها البريطانية عام 1964، وهي مدرسة عسكرية خاصة بأبناء ضباط الجيش الاتحادي للجنوب العربي، كما كان يسمى حينها. ولهادي مسيرة حافلة في التأهيل العسكري، فقد درس في المملكة المتحدة وتخرج فيها عام 1966، قبل أن يلتحق بالدراسة في العاصمة المصرية القاهرة التي تخرج منها في مجال سلاح الدبابات عام 1970. وبعد ذلك ابتعث للدراسة لأربع سنوات في الاتحاد السوفياتي السابق في مجال القيادة والأركان. وبعد دراسته الخارجية، حددت أحداث اليمن مصيره، إذ كان من بين الذين فروا عام 1986 من جنوب اليمن عقب أحداث الحرب الأهلية في يناير (كانون الثاني) إلى شمال البلاد، وظل هناك. وبعد الوحدة كان ضمن اليمنيين الجنوبيين الذين شاركوا إلى جانب الرئيس علي عبد الله صالح في الحرب الأهلية عام 1994، بين شريكي الوحدة اليمنية، الشمال والجنوب، وتحديدا المؤتمر الشعبي العام والحزب الاشتراكي اليمني.

وأثناء الحرب عين وزيرا للدفاع وهو برتبة لواء، وقبل أسابيع قليلة، رقي من قبل صالح إلى رتبة مشير ركن، وهي أعلى رتبة عسكرية في اليمن، ولا يحوزها سوى الرئيس صالح وهادي، وقبلهما الرئيس اليمني الأسبق عبد الله السلال. ثم عين، عقب الحرب، نائبا للرئيس وحتى انتقلت إليه صلاحيات الرئيس علي عبد الله صالح كاملة، في الـ23 من نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي، بتوقيع الرئيس صالح على المبادرة الخليجية التي تنحى بموجبها.

ويعد عبد ربه منصور هادي اليوم في اليمن، هو الرجل الأول، الذي حظي بثقة أطراف مختلفة ليكون مرشح توافق وطني، من قبل القوى السياسية في الساحة في ضوء المبادرة الخليجية، كما أنه حظي بدعم كبير من قبل القوى الإقليمية والدولية. ومن المفترض أن يشغل منصب الرئاسة للفترة الانتقالية لمدة عامين، قبل إجراء انتخابات رئاسية جديدة. وهادي جاء من مدرسة اليسار والشيوعية، ولكن التطورات السياسية في اليمن، جرفته نحو حزب المؤتمر الشعبي العام الليبرالي، الذي يشغل فيه، حاليا، منصب نائب رئيس الحزب، أي نائب صالح، وفي القريب سيكون الرجل الأول في الدولة بحكم القانون.