توقعات بانشقاقات في نظام الأسد.. مع تطور الموقف الدولي

مسؤولون ودبلوماسيون أجروا اتصالات بالمعارضة.. شرط أن يكونوا «مصونين» بعد السقوط

TT

صمدت هيكلية النظام السوري الإدارية والدبلوماسية والعسكرية إلى حد بعيد، على الرغم من مرور نحو سنة على الانتفاضة الشعبية ضد النظام، وهو ما يرده المعارضون إلى القبضة الحديدية للنظام و«قدرته على البطش بمعارضيه دونما اعتبار لمعيار أخلاقي أو سياسي».

غير أن التحول الجديد في الموقف الدولي، والجدية التي أبداها المجتمع الدولي، والعرب تحديدا، قد تكون المفتاح الذي من شأنه أن يفتح باب الانشقاقات في النظام على مصراعيه. وتتوقع المعارضة السورية «انشقاقات نوعية» في بنية النظام نتيجة المعطيات التي تتوفر لديها، وآخرها ما كشف عنه عضو المجلس الوطني السوري المعارض، محمد سرميني، لـ«الشرق الأوسط» من وجود «اتصالات مع دبلوماسيين ومسؤولين سوريين».

وقال سرميني لـ«الشرق الأوسط» إن المجلس الوطني على اتصال حاليا مع وزير من الحكومة السورية ومع مسؤولين في الإدارة السورية ودبلوماسيين وضباط كبار في الجيش، مشيرا إلى «أن المجلس تلقى هذه الاتصالات بعد تحول الموقف الدولي مؤخرا، وأن الوزير أبدى استعداده للقيام بما نريد»، مشيرا إلى «تحول حقيقي واستجابة فعالة لدى ضباط في الجيش وقياديين في النظام للقيام بالأمر نفسه»، موضحا أن هؤلاء ينتظرون الفرصة المناسبة لإعلان الانشقاق. وتوقع المعارض أن تشهد الأيام المقبلة نقلة نوعية في هذا الإطار قد تؤدي إلى هز النظام فعليا.

ودعا سرميني باسم المجلس الوطني «جميع الشرفاء في المؤسسة العسكرية والسياسية السورية إلى الانشقاق عن النظام فورا، والالتحاق بركب المعارضة المصممة على إسقاط هذا النظام (الذي يخالف مسار التاريخ)»، مشيرا إلى أن الجميع أصبحوا الآن أمام اختبار الولاء للوطن أو الأسد.

وقال: «نحن في المجلس الوطني لدينا خط ساخن يومي مع بعض رموز النظام الذين ارتأينا بقاءهم في السلطة من أجل زعزعة النظام في الداخل.. وهم من جميع المستويات»، مشيرا إلى «اتفاق معهم على أن يكونوا مصونين بعد سقوط النظام».

وبينما يتوقع قادة «الجيش الحر» «تداعي النظام فعليا في حال توفير منطقة عازلة»، كان البارز ما قاله مدير المدرسة العسكرية الجوية في حلب، العميد الركن فايز عمرو، الذي أعلن انشقاقه عن الجيش السوري وانضمامه إلى الجيش السوري الحر، إذ رد عمرو سبب انشقاقه إلى «خروج المؤسسة العسكرية عن أداء واجبها الوطني وتحولها إلى الدفاع عن النظام»، معتبرا أن «ساعة القصاص من النظام قد اقترب وقتها».

وكان الأسبوع الماضي شهد أكبر انشقاق جماعي قدرته مصادر المعارضة بأكثر من 2500 جندي، ظهر بعضهم في فيلم فيديو بث على «يوتيوب» يؤدون القسم على «بذل دمائهم وأرواحهم في سبيل إسقاط نظام الأسد، وحماية المتظاهرين المدنيين».

يذكر أن الانشقاقات في الجيش النظامي السوري قد تزايدت بشكل كبير مؤخرا، بعد أن وصلت موجة الانشقاقات إلى ضباط ومسؤولين كبار في وزارة الدفاع. وقال قياديون في «الجيش الحر» إن زملاء لهم في الجيش يتصلون بهم سرا لإبداء التضامن، مشيرين إلى أنهم ينتظرون «اللحظة المناسبة» للانقضاض على النظام وإسقاطه.