حمص تُقصف بالراجمات.. وأهلها صاموا أمس بنية «استجلاب النصر»

ناشط لـ«الشرق الأوسط»: عدد ضحايا «الجيش الحر» ضئيل مقارنة بالمدنيين

TT

لا تزال مدينة حمص تتصدر مشهد الأحداث السورية، بسبب اشتداد الحصار العسكري عليها من كل الاتجاهات، واستهداف أحيائها ومناطقها بالقصف العنيف براجمات الصواريخ وقذائف الهاون وارتفاع أعداد الضحايا.

وأكد الناشط في تنسيقية حمص، أبو علي حسن، أن «الوضع الإنساني في المدينة مأساوي للغاية، إلا أن معنويات الناس مرتفعة، على الرغم من الظروف الصعبة التي يمرون بها في هذه المرحلة». وقال لـ«الشرق الأوسط»: «رغم الحصار والدمار والمآسي فإن الأهالي يرفضون أن توصف حمص بالمدينة المنكوبة؛ لأنها مدينة عز وتضحية وإباء؛ فالناس لم يعودوا يراهنون لا على المجلس الوطني السوري ولا على قرارات الجامعة العربية ولا على العالم كله، بل على أبنائهم من الثوار ومن عناصر (الجيش الحر)، وكل الناس في حمص صائمون اليوم (أمس) بنية استجلاب النصر من الله تعالى». وأعلن أن «كل مناطق حمص تتعرض اليوم (أمس) لقصف عنيف براجمات الصواريخ ومدافع الهاون، من مركز كلية الدفاع الجوي جنوبي حمص، ومن مركز الكلية الحربية في منطقة الوعر غرب المدينة»، مشيرا إلى أن «ما يكسر ظهر (الجيش الحر) هو القصف البعيد الذي يطال المنازل ويوقع الشهداء من الأطفال والمدنيين الأبرياء، بينما يكون عدد شهداء (الجيش الحر) ضئيلا جدا مقارنة مع المدنيين». وردا على سؤال عمَّا يُحكى عن استعدادات الجيش السوري لاقتحام بابا عمرو والقضاء على المظاهر المسلحة، أعلن أن «جيش (الرئيس السوري بشار) الأسد، أجبن من أن يتجرأ على اقتحام حي بابا عمرو أو أي منطقة في حمص». وقال: «يمكنهم الدخول ميدانيا لدقائق، لكنهم سرعان ما ينسحبون أمام ضربات عناصر (الجيش الحر) الذين يخرجون من تحصيناتهم».

وعن كيفية حصول الثوار في حمص على الأسلحة والذخائر على الرغم من الحصار المحكم على المدينة، أوضح أن «السلاح نحصل عليه من بعض التجار، أو من الجنود المنشقين أو من الغنائم التي يحصدها (الجيش الحر) نتيجة عملياته ضد الجيش النظامي». ولفت إلى أن «الثوار في حمص غير راضين عن أداء المجلس الوطني الذي لم يقدم شيئا للمدينة على الرغم من المجازر التي تتعرض لها والتدمير، وعلى الرغم من المحنة التي يعيشها أبناؤها». وأضاف: «وصلتنا معلومات ونحن بصدد التثبت من صحتها، تفيد بأن شخصيات بارزة في المجلس الوطني لا يرغبون بإسقاط النظام إنما بتقاسم السلطة معه، فإذا صحت هذه المعلومات سنسحب الثقة منه ونطالب بإسقاطه، وبتشكيل مجلس وطني جديد من كبار الضباط في (الجيش الحر) ومن شخصيات مدنية، مثل هيثم المالح وبسام جعارة ومحيي الدين لادقاني والشيخ عدنان العرعور، وغيرهم الكثير من الشخصيات الشريفة».

إلى ذلك، طالب المجلس الوطني السوري، أمس، بـ«توفير ممرات آمنة بحماية دولية من أجل إيصال المساعدات الإنسانية والإغاثية والطبية»، معتبرا أن «أي تأخير يؤذن بمأساة إنسانية لا تُحمد عقابها». وقال ناطق باسم المجلس الوطني لـ«الشرق الأوسط»: «إن المجلس تواصل مع دبلوماسيين أوروبيين ومع الصليب الأحمر الدولي من أجل إدخال مساعدات عاجلة إلى حمص وبابا عمرو، وجميع المناطق المنكوبة في الأراضي السورية، التي هي في تزايد مستمر لتشمل جميع المحافظات والمدن السورية، وكان جواب لجنة الصليب الأحمر الدولية أنه لا يمكن الذهاب إلا إلى المناطق التي يسمح الجيش السوري للهلال الأحمر العربي السوري بالذهاب إليها، كي لا تكون القوافل عرضة للاستهداف».