المغرب: خلافات داخل مجلس النواب حول رئاسة اللجان الدائمة

أحمد الزايدي يؤكد استقالته من رئاسة الفريق النيابي للاتحاد الاشتراكي

TT

بينما أخفقت مشاورات جرت في مجلس النواب المغربي للتوافق على رؤساء اللجان الدائمة التي يبلغ عددها ثماني لجان، تأكدت استقالة أحمد الزايدي، رئيس الفريق النيابي لحزب الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية المعارض، من رئاسة الفريق.

وقالت مصادر حزبية إن صراعا بين الأحزاب حول تولي رئاسة بعض اللجان أدى إلى عدم الحسم في هذا الأمر بالتراضي، كما جرت العادة، وهو ما يعني أن كريم غلاب، رئيس مجلس النواب، ربما يضطر إلى طرح الموضوع على آخر جلسة عامة يعقدها المجلس اليوم قبل أن يعلق المجلس أعماله في عطلة الربيع.

وكان غلاب سعى إلى صيغة توافقية لتوزيع رئاسة اللجان على الأحزاب الممثلة داخل البرلمان، لكن يبدو أن تلك المساعي لم تؤد إلى نتيجة إيجابية.

وأشارت المصادر إلى أن اللجان الدائمة يجب أن تكون مناصفة بين أحزاب الأغلبية الحكومية، التي تضم العدالة والتنمية وحزب الاستقلال والحركة الشعبية والتقدم والاشتراكية، وأحزاب المعارضة التي تضم هي الأخرى أربعة أحزاب هي التجمع الوطني للأحرار، والأصالة والمعاصرة، والاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية، والاتحاد الدستوري. ولا يوجد تحالف بين أحزاب المعارضة.

وفي إطار التنافس على رئاسة اللجان، قالت مصادر حزبية إن حزبي التجمع الوطني للأحرار والاتحاد الاشتراكي يتنافسان على رئاسة لجنة العدل والتشريع وحقوق الإنسان، في حين يتنافس كل من حزبي الاستقلال والحركة الشعبية على لجنة الداخلية والجماعات المحلية (البلديات).

يشار إلى أن مجلس النواب عقد أمس جلسة خصصت للأسئلة الشفوية. وقالت المصادر إن موضوع توزيع رئاسة اللجان إذا لم يحسم بالتراضي فربما يعرض للتصويت على جلسة عامة للمجلس، في سابقة لم تحدث من قبل.

وفي موضوع منفصل، أكد أحمد الزايدي، رئيس الفريق النيابي لحزب الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية، لـ«الشرق الأوسط» أنه قدم بالفعل استقالته من رئاسة الفريق، لكنه امتنع عند الدخول في تفاصيل الأسباب التي جعلته يقدم استقالته.

وقال الزايدي «أبلغت عبد الواحد الراضي (الأمين العام للحزب) باستقالتي، كما كنت أبلغت كريم غلاب، رئيس مجلس النواب بالاستقالة، كما تقتضي الأعراف البرلمانية». وأشار الزايدي إلى أن الراضي أبلغه برفض الاستقالة على أن يعرض الأمر على اجتماع للمكتب السياسي. يشار إلى أن الزايدي هو عضو في المكتب السياسي للحزب. ولم يتسن أمس الحصول على توضيحات حول هذا الموضوع من قياديين في الحزب، ورفض بعضهم التعليق على الأمر.

وتجدر الإشارة إلى أن صحيفة «الاتحاد الاشتراكي» الناطقة باسم الحزب، كانت قد نشرت في وقت سابق النص الكامل لمداخلة الزايدي التي عقب فيها على بيان حكومة عبد الإله بن كيران، ووصفتها الصحيفة بأنها «مداخلة تاريخية».

على صعيد آخر، أجرى كريم غلاب، رئيس مجلس النواب أمس في الرباط، محادثات مع فيليبوس بيتسالنيكوس، رئيس البرلمان اليوناني، الذي يزور المغرب زيارة رسمية تدوم أربعة أيام. ونسب إلى بيتسالنيكوس قوله إن المحادثات «تركزت على المواضيع ذات الاهتمام المشترك والعلاقات بين المغرب واليونان»، مشيرا إلى أن البلدين يتطلعان إلى تعميق هذه العلاقات. وزاد يقول إن «اليونان تهنئ المغرب على التحولات الديمقراطية التي شهدها، وخاصة منها المصادقة على دستور جديد وإجراء انتخابات 25 نوفمبر (تشرين الثاني)»، مشيرا إلى أن بلاده تدعم التقارب بين المغرب والاتحاد الأوروبي. وأجرى رئيس البرلمان اليوناني محادثات كذلك أمس في الرباط مع محمد الشيخ بيد الله، رئيس مجلس المستشارين، تطرقت إلى دور الدبلوماسية البرلمانية في تطوير العلاقات الثنائية، وقال بيد الله إنه بحث أيضا مع بيتسالنيكوس التحولات التي يعرفها المغرب، والتي توجت بالمصادقة على دستور جديد وتشكيل حكومة جديدة. كما تطرق الجانبان لمواضيع أخرى، كالأزمة المالية الدولية وانعكاساتها على المنطقة، والتحديات التي يواجهها المغرب، مثل الهجرة السرية والأمن والجريمة العابرة للحدود.

والتقى المسؤول اليوناني مع كل من عبد الواحد الراضي، رئيس الاتحاد البرلماني الدولي، وعبد الإله بن كيران، رئيس الحكومة المغربية، كما سيلتقي في وقت لاحق مع سعد الدين العثماني، وزير الخارجية.