300 قتيل وجريح في بابا عمرو.. والنظام يستعد لاقتحامه

10 قذائف كل دقيقة على حمص وتزايد الاحتجاجات في العاصمة

TT

أفادت الهيئة العامة للثورة السورية عن سقوط 52 قتيلا في سوريا حتى ساعة متأخرة من بعد ظهر يوم أمس، فيما تحدث ناشطون سوريون عن سقوط 300 ما بين قتيل وجريح جراء القصف المدفعي العنيف المستمر على مدينة حمص، وبالتحديد على حي بابا عمرو. فيما وجه ناشطون في حمص نداءات إلى الجيش الحر لتصعيد عملياته العسكرية النوعية في كل أرجاء البلاد، لتخفيف قصف الجيش النظامي على بابا عمرو، والذي اشتد يوم أمس الثلاثاء على نحو غير مسبوق، كما ناشدوا السوريين في كل المحافظات النزول للشوارع للتخفيف عن حمص.

في هذا الوقت، استمر توافد الآلاف إلى الشوارع في حلب ودمشق للمطالبة بإسقاط النظام، إذ خرج المئات من جامعة حلب وكلية العلوم تضامنا مع أهالي حمص، منددين بالمجازر الحاصلة هناك، حيث رفعت لافتات تحيي الجيش السوري الحر، فيما التزم أهالي حي القدم الدمشقي بالعصيان الشامل في كل أنحاء الحي، فأغلقوا المحلات التجارية كافة نصرة لأهالي حمص والمناطق المنكوبة.

وفي تطورات الوضع الميداني في حمص، أكد المرصد السوري لحقوق الإنسان أن من بين الضحايا الذين سقطوا إثر القصف العنيف الذي تعرض له حي بابا عمرو ثلاثة أطفال وسيدة، موضحا أن «قافلة عسكرية ضخمة تضم 56 آلية بين دبابة وناقلة جنود مدرعة وشاحنة شوهدت على طريق دمشق - حمص الدولي قرب بلدة قارة تسير باتجاه حمص». وتحدث ناشطون عن «انبعاث روائح القنابل الفوسفورية في المنطقة مع تسجيل اندلاع العديد من الحرائق وتدمير عدة منازل».

وقال طبيب ميداني في حي بابا عمرو عبر الـ«سكايب» لوسائل الإعلام «عندما تصل مساعداتكم فلن تجدوا أحدا»، وأقسم أنهم في بابا عمرو «لن يخرجوا من الحي إلا شهداء»، بينما أكد الناشط هادي العبد لله لقناة «الجزيرة» أن «قصف كتائب الأسد لأحياء حمص هو ليس بسبب وجود الجيش السوري الحر في تلك الأحياء، بل هو عمليات انتقام بشعة وعمليات تصفية وإبادة جماعية لأهالي هذه الأحياء لا سيما بابا عمرو». وأضاف موضحا «هناك أدلة كثيرة على ذلك، فلماذا يتم قصف حي الإنشاءات كل يوم منذ 18 يوما مع أن كتائب الأسد مسيطرة بشكل كامل على هذا الحي، ودبابات بشار تسرح وتمرح كما تشاء في الحي، ومع ذلك فهي تقصف منازل المدنيين؟». وتساءل أيضا «لماذا لا تسمح كتائب الأسد وشبيحة بشار للنساء والأطفال والشيوخ وأصحاب الأمراض المزمنة بالخروج من الحي هربا من القصف؟»، مشيرا إلى أن «سحر الأتاسي استشهدت الأسبوع الماضي هي وزوجها مصدق صافي وأخت زوجها لدى محاولتهم النزوح من حي الإنشاءات». وتساءل أيضا عن أسباب عدم سماح قوات النظام «للأهالي من باقي الأحياء والمناطق بإدخال أدوية وغذاء للأهالي المحاصرين في بابا عمرو والإنشاءات». وبث ناشطون يوم أمس صورا ومقاطع فيديو على مواقع الإنترنت تظهر مشاهد مروعة للقتلى في حي بابا عمرو نتيجة القصف الصاروخي، وطالبوا المجتمع الدولي بالتدخل لوقف القصف للتمكن من انتشال الجثث من تحت الأنقاض، ودفن الأموات.

بدوره، اعتبر مدير المرصد السوري لحقوق الإنسان رامي عبد الرحمن أن «ما يحاول أن يقوم به النظام هو السعي لحسم الموضوع عسكريا قبل الاستفتاء المنتظر على الدستور»، مؤكدا أن «هذا لا يمكن أن يحصل أبدا، وأن هذا السيناريو ساقط لا محالة». وقال لـ«الشرق الأوسط»: «نحن لا نستبعد أن تقتحم قوات الأمن الحي بعد محاولاتها الحثيثة لإنهاك بابا عمرو ومن فيه».

ووصف ناشطون من بابا عمرو الوضع في الحي بـ«المأساوي»، وقالوا إن أرتالا عسكرية تحاصر بابا عمرو، متخوفين من «مخطط لمهاجمته»، مشيرين إلى سقوط القذائف بمعدل أكثر من عشر في الدقيقة. وإذ أكد الناشطون أن «النيران تعم حي بابا عمرو، وأن الجرحى في الطرقات»، أفادوا بـ«تدمير عشرات المنازل في الحي واندلاع الحرائق».

وفي منطقة القصير، أفادت تنسيقيات الثورة بسقوط 5 قتلى بينهم طفل، وقال أبو علي الناشط في المنطقة لـ«الشرق الأوسط»: «المنطقة تعرضت لإطلاق نار كثيف وبشكل عشوائي من رشاشات ثقيلة، كما استهدفت المنازل بقذائف الهاون مما أدى لسقوط نحو 9 جرحى معظمهم من النساء».

أما في إدلب، فنقل ناشطون سوريون أن قوات الأمن السورية اقتحمت بلدة دركوش بالدبابات، وقد ترافق ذلك مع عمليات دهم وحملة اعتقالات واسعة. وفي سراقب، أفيد بأن قوات الأمن قصفت بالدبابات وبشكل عنيف المدينة، مما أدى لسقوط عدد من الجرحى.

وبالتزامن وفي ريف دمشق وبالتحديد في بلدة حرستا، أفيد باعتقال نحو 20 شخصا من أهالي البلدة، وقال اتحاد التنسيقيات في سوريا إنه قد تم تجميع من ألقي القبض عليهم في ساحة مشفى الشرطة، مؤكدا أن الاتصالات كما خدمة الإنترنت لا تزال مقطوعة في المنطقة منذ 27 يوما.

وبينما أفيد بوجود حملة اعتقالات واسعة قامت بها قوات الأمن في منطقة الأتارب في حلب، قال اتحاد تنسيقيات الثورة السورية إن القصف تجدد في الزبداني وبالتحديد على هضبة التل، حيث انتشرت نحو 200 آلية عسكرية من شارع السيلان حتى منطقة الحارة الغربية.

وفي خربة غزالة في محافظة درعا، خرج العشرات في مظاهرة صباحية يوم أمس نصرة لبابا عمرو وحمص، فيما أفيد في دير الزور وبالتحديد في القورية بوجود حملة دهم واعتقالات واسعة رافقها إطلاق نار كثيف.

وعلى صعيد الانشقاقات في الجيش السوري، بث موقع الثورة السورية على الإنترنت صورا لتشكيل كتيبة انضمت للجيش السوري الحر في منطقة خان شيخون في محافظة إدلب، أطلق عليها اسم «كتيبة الشهيد مشعل تمو»، في إشارة إلى المعارض الكردي السوري الذي قتل في صيف العام الماضي. وفي حلب، أعلنت مجموعة من المسلحين بقيادة ضابط برتبة مقدم تشكيلها كتيبة باسم «إبراهيم هنانو».

وأصدرت تنسيقية محافظة السويداء في الثورة السورية بيانا موجها إلى أبناء المحافظة في الجيش السوري، دعتهم فيه للانشقاق بعد أن «تجاوز عدد القتلى في صفوف الجيش 50 عسكريا من المنطقة قضوا بسبب التطرف في استخدام الحل الأمني لقمع المظاهرات السلمية».

وأهابت التنسيقية «بجميع أبناء المحافظة التوقف عن استغلالهم من قبل النظام والابتعاد عن تلبية واجب الخدمة الإلزامية الذي تحول من حماية الوطن وحدوده إلى حماية ركائز النظام ومنظومته من أجل التفرد باستمرار سلطة وطغمة ديكتاتورية تحكمنا منذ ما يزيد على أربعين عاما».