هادي لـ«الشرق الأوسط»: أدعو كل اليمنيين إلى الوحدة والتسامح

باسندوة لـ«الشرق الأوسط»: الإقبال على الاقتراع فاق التوقعات

نائب الرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي المرشح الوحيد للانتخابات يدلي بصوته في مركز اقتراع في صنعاء أمس (أ ف ب)
TT

أعرب الرئيس اليمني التوافقي عبد ربه منصور هادي عن أمله في انتقال اليمن إلى غد أفضل، ودعا كل اليمنيين إلى الوحدة والتسامح والإسهام في تحقيق الأمن والاستقرار في البلاد.

وأعرب هادي في أول تصريح لمطبوعة صحافية خص به «الشرق الأوسط» «عن أمله الكبير في أن تكون المرحلة القادمة - بعد نجاح اليوم التاريخي للاقتراع - مرحلة عمل تمثل عناوين وطنية على مختلف الأصعدة، وبما يمكن من تحقيق آمال وتطلعات الشعب اليمني في الولوج إلى غد أفضل عنوانه الأمن والاستقرار والوحدة والتسامح بين كل مكونات الشعب اليمني، وبما يخدم اليمن أرضا وإنسانا، وينقله إلى آفاق الإصلاحات الشاملة على مختلف المستويات»، كما عبر الرئيس هادي عن «تقديره البالغ» لجريدة «الشرق الأوسط» «لما أظهرته من اهتمام بالغ في تغطياتها الإعلامية خلال المرحلة المنصرمة التي مرت خلالها اليمن بظروف صعبة، وبما تبنته من تغطية صحافية راقية وموضوعية كان لها الأثر الإيجابي الطيب على الصعيد الإعلامي».

من جانبه أكد محمد سالم باسندوة، رئيس الوزراء اليمني، في تصريحات أدلى بها لـ«الشرق الأوسط»، أن الإقبال الكثيف على صناديق الاقتراع لم يكن متوقعا، في حين قالت اللجنة العليا للانتخابات إن عملية الاقتراع في الانتخابات الرئاسية المبكرة تجري بصورة طبيعية في 292 دائرة انتخابية وإن عملية الإقبال على الاقتراع في ساعاتها الأولى فاقت المتوقع، وإن بطاقات الاقتراع نفذت في بعض المراكز الانتخابية، ودعت «هيومان رايتس ووتش» المرشح الرئاسي عبد ربه منصور هادي إلى فتح تحقيق في انتهاكات حقوق الإنسان التي حدثت في البلاد خلال الشهور الماضية.

وقال رئيس الوزراء اليمني في تصريحاته لـ«الشرق الأوسط» إن «الإقبال الكثيف على الاقتراع لم يكن متوقعا، وهذا إن دل على شيء فإنما يدل على وعي المواطنين بأهمية هذه الانتخابات الرئاسية المبكرة، من حيث كونها تمثل البداية الرئيسية لولوج مرحلة جديدة، كما يعبر هذا الإقبال الشديد عن إرادة شعبنا التواقة للتغيير».

وحول سير الانتخابات في المحافظات الجنوبية، قال باسندوة «كانت نسبة الإقبال عالية في مناطق ومتدنية في مناطق أخرى، وذلك يرجع - للأسف الشديد - إلى أن الذين قرروا مقاطعة الانتخابات، لم يكتفوا بالمقاطعة، وإنما لجأوا إلى أساليب عنف غير مشروعة لترهيب المواطنين ومنعهم من الإدلاء بأصواتهم بالقوة مثل تفجير مقرات لجان الانتخابات واعتراض المواطنين ومنعهم بالقوة من التصويت، وهذا شيء مؤسف»، وأضاف باسندوة «إن الذين قاطعوا والذين منعوا التصويت بوسائل غير مشروعة، سيندمون في المستقبل على موقفهم عندما يرون أن عجلة التغيير قد دارت إلى الأمام».

وقال عضوا اللجنة العليا للانتخابات والاستفتاء القاضي سبأ الحجي مشرف اللجنة الأمنية، والقاضي سهل حمزة رئيس قطاع الإعلام والتوعية الإعلامية، في مؤتمر صحافي عقد ظهر اليوم بالمركز الإعلامي بصنعاء، إن عملية الاقتراع توقفت في 9 دوائر انتخابية، منها خمس دوائر في محافظة لحج وثلاث في الضالع ودائرة واحدة في أبين، وتم نقلها لعواصم المحافظات والاقتراع جار فيها. وأوضحا أنه تم تسجيل عدد من الحوادث الأمنية في بعض الدوائر، منها حادثة قنص من منزل مجاور لمركز انتخابي تابع للدائرة (142)، استهدف أحد أفراد الأمن المكلفين حراسة اللجنة، وتم ضبط أربعة من الجناة، ويجري التحقيق معهم، وكذا حادثة أخرى في الدائرة (25)، ويجري حاليا تتبع الجناة.

وأكدا أن العملية الانتخابية تسير بشكل عام بصورة طبيعية ومطمئنة، وأن هذه الحوادث لا تؤثر عليها.

وتحدث خلال المؤتمر وزير الإعلام علي العمراني بكلمة، أكد فيها أن «هذا اليوم يمثل انطلاقة للمستقبل وعلى اليمنيين أخذ العبر من الماضي»، آملا «أن نعتز بإنجازات الماضي ونتعالى على الجراحات».. وقال: «إن بعض العرب يتمنون أن يصلوا إلى ما وصل إليه اليمن اليوم من وفاق »، مؤكدا أن «اليمن دائما يتغلب على كل الصعاب». ولفت الوزير العمراني إلى أن الإقبال الكبير اليوم على الدوائر الانتخابية يدحض المزاعم التي راهنت على عرقلة العملية الانتخابية، فضلا عن كونه يمثل ردا قويا على المشككين في العملية الانتخابية.

وعلى الجانب الأمني، أفادت مصادر أمنية في محافظة الضالع لـ«الشرق الأوسط»، بأن «الانتخابات تمت في معظم المديريات ما عدا مديريات ردفان والضالع، لأن مسلحي (الحراك) انتشروا في مدينة الضالع لمنع المواطنين من الدخول أو الخروج من المدينة لمنعهم من الإدلاء بأصواتهم، الأمر الذي أدى إلى نقل صناديق الاقتراع إلى مدينة قعطبة في المحافظة نفسها».

وأضافت المصادر الأمنية «تحلت قوات الأمن بضبط النفس تجنبا لإراقة الدماء»، وأضافت المصادر الأمنية أنه «في المناطق التي تعذر التصويت فيها، سمح بالتصويت باستخدام رسائل الهاتف الجوال». وفي محافظة أبين، وهي المحافظة التي ينتمي إليها المرشح الرئاسي عبد ربه منصور هادي، تمت عملية الاقتراع بصورة طبيعية في المديريات غير الخاضعة لسيطرة تنظيم القاعدة وهي جعار وزنجبار. وفي محافظة صعدة، ذكرت مصادر محلية في اتصال هاتفي مع «الشرق الأوسط» أن الحوثيين فرضوا نوعا من الترهيب على المواطنين لمنعهم من التصويت، غير أن عملية الاقتراع سارت بشكل طبيعي في عدد من المديريات بالمحافظة.

من جانبها، دعت منظمة «هيومان رايتس ووتش» المرشح الرئاسي عبد ربه منصور هادي إلى فتح تحقيق في انتهاكات حقوق الإنسان التي حدثت خلال الفترة الماضية. وقالت لاتا تايلور، مبعوثة «هيومان رايتس ووتش» إلى اليمن، في تصريحات لـ«الشرق الأوسط» إن لدى المنظمة «قلقا حول بعض أعمال العنف في بعض المناطق في اليمن، وأنهم يدينون استخدام العنف لمنع الناس من ممارسة حقهم الانتخابي» وقالت تايلور «على السيد هادي أن يعمل على لم شمل اليمنيين، لأنه من الواضح أن هناك شرخا في المجتمع»، وأكدت أن من أولى ما ينبغي التحقيق فيه «انتهاكات حقوق الإنسان التي حدثت في الماضي».