اليمن: هادي يستعد لتسلم المنصب بعد انتخابات رئاسية بخسائر أمنية محدودة

وزير الإعلام اليمني لـ«الشرق الأوسط»: الرهانات على فشل الانتخابات سقطت.. والمقاطعة محدودة جدا

ناخبون يبحثون عن اسمائهم على لوائح تحمل اسماء الناخبين قبل التصويت في صنعاء أمس (رويترز)
TT

شارك ملايين اليمنيين، أمس، في الانتخابات الرئاسية المبكرة التي طوت صفحة حكم وحقبة الرئيس علي عبد الله صالح بعد ثلاثة عقود، وصوت اليمنيون لنائبه، مرشح التوافق الوطني، المشير الركن عبد ربه منصور هادي، ووصفت نسبة المشاركة بأنها كبيرة، غير أن اللجنة العليا للانتخابات لم تعلن، حتى طباعة الجريدة، النتائج الأولية لعملية الاقتراع التي خاضها مرشح واحد، وهي أقرب إلى الاستفتاء منها إلى الانتخابات.

ووصفت نسبة المشاركة في الانتخابات بـ«الكبيرة» في معظم الدوائر الانتخابية، ومددت اللجنة العليا للانتخابات عملية الاقتراع إلى الساعة الثامنة مساء أمس، على خلاف الوقت القانوني المحدد بالساعة السادسة، حسب القانون، وذلك بسبب كثافة المشاركة في العديد من الدوائر الانتخابية.

وقال وزير الإعلام اليمني، علي العمراني، إن المراهنات على فشل الانتخابات الرئاسية فشلت بنجاح العملية الانتخابية، وأضاف في تصريحات خاصة لـ«الشرق الأوسط» «إن اليوم الانتخابي يعبر عن ثقة اليمنيين بأنفسهم ورغبتهم في التغيير، وكما لاحظنا كان هناك من كان يشكك في إمكانية إجراء الانتخابات يوم 21 فبراير (شباط)»، وكشف الوزير اليمني أن هناك أصواتا كانت تنادي بعقد اجتماع مشترك لمجلسي النواب والشورى والقيام، خلال الاجتماع، بانتخاب الرئيس المقبل بشكل غير مباشر.

وقال العمراني إن «ما يحدث في اليمن هو دليل على أن اليمنيين يصرون على الخروج من الأوضاع الراهنة»، ووصف انتخابات الأمس بأنها من أهم الأيام التاريخية في حياة اليمنيين من خلال الحشد الكبير، وقال إن اليمنيين «أجمعوا على مغادرة المرحلة الراهنة إلى وضع جديد ومرحلة جديدة يسودها الأمن والاستقرار»، وأضاف وزير الإعلام اليمني أن المقاطعين «قلة ونحترم آراءهم، وما نندد به هو منع الناس بالقوة والعنف، قولا وفعلا، من ممارسة حقوقهم السياسية».

وجرت الانتخابات الرئاسية المبكرة في اليمن بحضور مبعوث الأمين العام للأمم المتحدة، جمال بن عمر، الذي قال في مؤتمر صحافي، مساء أمس، إن العملية الانتخابية «مرت بخير في معظم مناطق اليمن وهناك إقبال كبيرة ومهم وله دلالة كبيرة، واليمنيون عانوا كثيرا خلال الأزمة ودفعوا الثمن، والشعب كان تواقا لحل المشاكل»، مشيرا إلى أن «مشاكل اليمن كنا نقول إنها تحل من قبل اليمنيين وطرحنا وصفتين؛ أن النزاع لا يحل إلا من خلال عملية توافقية والحوار الهادئ والعقلاني. وأكدنا أن العملية السياسية لن تحل إلا إن كانت واسعة واتفق الجميع على خارطة طريق مزمنة، وفي هذا الإطار تم تشكيل حكومة الوفاق الوطني ولجنة الشؤون العسكرية والتي قامت بمهام وما زالت لديها مهام. هذا يوم تاريخي وجنب اليمن الدخول في حروب أهلية وهو يفتح المستقبل لمشاركة سياسية واسعة ونتطلع إلى المرحلة التالية وهو مؤتمر الحوار الوطني الواسع وإعادة صياغة الدستور وإجراء الانتخابات العامة». وأشار إلى أنه يتم رفع تقرير كل شهر إلى مجلس الأمن بشأن الوضع في اليمن في ضوء القرار الأممي رقم 2014.

وجرت العملية الانتخابية في ظل أوضاع أمنية غاية في الصعوبة، حيث أفاد شهود عيان في محافظة عدن بسقوط 4 قتلى وعدد من الجرحى في أحداث العنف التي شهدتها بعض المراكز الانتخابية، كما قتلت امرأة وطفل في الحوطة بمحافظة لحج، وقالت مصادر محلية إن مسلحين منعوا بعض المواطنين من التوجه إلى المراكز الانتخابية في محافظتي لحج والضالع، كما حدثت حوادث أمنية في عدة محافظات يمنية جنوبية، إضافة إلى أنباء عن قيام عناصر تتبع جماعة التمرد الحوثي في شمال اليمن بعرقلة العملية الانتخابية في عدد من دوائر محافظة صعدة.

وبحسب إحصائيات اللجنة العليا للانتخابات في اليمن، التي تتكون من القضاة، فإن العملية الانتخابية جرت في 292 دائرة انتخابية وأعيقت في 9 دوائر بسبب الحوادث الأمنية، ولم يعرف حتى اللحظة عدد الناخبين الذين أدلوا بأصواتهم في الانتخابات، وتوقع وزير الإعلام اليمني أن تعلن النتائج في غضون 24 ساعة.

وفي ضوء نتائج العملية الانتخابية، سوف يصبح المشير الركن عبد ربه منصور هادي أول رئيس لليمن الموحد بعد الرئيس علي عبد الله صالح الذي تسلم مقاليد السلطة في «اليمن الشمالي» في 17 يوليو (تموز) عام 1978، ثم أصبح رئيسا لدولة الوحدة في 22 مايو (أيار) عام 1990، قبل أن يوقع على المبادرة الخليجية في 23 نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي، وهو التوقيع الذي بموجبه قبل التنحي عن السلطة بعد قرابة العام من الاحتجاجات الشعبية التي طالبت بإسقاط النظام.